هل يرحل حسام البدري - المدير الفني للأهلي - في نهاية الموسم الحالي؟ سؤال قد يبدو غريبا لأنه يتعلق بالمدير الفني للفريق الذي اقترب من الحصول علي درع الدوري، صحيح أن ذلك لم يحدث بشكل رسمي حتي الآن، لكن سيحدث بالتأكيد في مباراة المنصورة المؤجلة يوم 29 أبريل الجاري التي يحتاج فيها الأهلي لنقطة واحدة ليتوج بطلا قبل نهاية المسابقة بثلاثة أسابيع. كيف يمكن أن يسأل أحد عن مصير مدرب حسم الدوري قبل نهايته بثلاثة أسابيع.. وضع غريب وشاذ لكنه لم يأت من فراغ وبالتأكيد له أسبابه وأهمها المقارنة الدائمة التي تعقدها جماهير الأهلي بين البدري وجوزيه - المدير الفني السابق للفريق - لكنها مقارنة ظالمة، لأن الأهلي عندما فاز بالدوري أربعة مواسم متتالية 2004/2005، و2005/2006، و2006/2007، و2007/2008 تحت قيادة جوزيه لم يكن هناك منافس حقيقي لتراجع الزمالك بسبب عدم الاستقرار الإداري، والأرقام تعبر عن ذلك بوضوح، ففي موسم 2004/2005 توج الأهلي بطلا قبل النهاية بسبعة أسابيع كاملة وأنهي المسابقة متقدما علي إنبي الثاني بفارق 31 نقطة وهو فارق غير مسبوق بين الأول والثاني في تاريخ الدوري، وفي موسم 2005/2006 توج الأهلي بطلا قبل نهاية الدوري بأسبوعين وأنهي المسابقة بفارق 14 نقطة عن الزمالك، وفي موسم 2006/2007 فاز الأهلي بالدوري قبل نهايته بثلاثة أسابيع ولعب المباريات الثلاث الأخيرة بالبدلاء وأنهي الموسم متقدما علي الزمالك بفارق خمس نقاط، وفي موسم 2007/2008 فاز الأهلي بالدوري قبل نهايته بخمسة أسابيع وأنهي الموسم متقدما علي الإسماعيلي بفارق 17 نقطة، كل هذا يؤكد أن أهلي جوزيه لم يجد من ينافسه طوال أربعة مواسم متتالية، وعندما دخل الإسماعيلي دائرة المنافسة الموسم الماضي اهتز أهل جوزيه واحتاج لمباراة فاصلة حسمها بهدف فلافيو. ابتعاد المنافسين تكرر مع حسام البدري في الدور الأول هذا الموسم، وبعد انتهاء الأسبوع الحادي عشر كان رصيد الأهلي 27 نقطة مقابل 22 نقطة للإسماعيلي و21 نقطة لكل من طلائع الجيش وبتروجت، و11 نقطة للزمالك، وأنهي الأهلي الدور الأول برصيد 35 نقطة من عشرة انتصارات وخمسة تعادلات وتفوق علي بتروجت بفارق ست نقاط وعلي الإسماعيلي بفارق 7 نقاط، علي الزمالك بفارق 14 نقطة، إلي هنا كانت الأمور تسير بشكل طبيعي بالنسبة للبدري الذي حصل علي إشادة هائلة من الإعلام، لكن مع بداية الدور الثاني فقد الأهلي 7 نقاط بالهزيمة أمام غزل المحلة والتعادل مع حرس الحدود وطلائع الجيش، في الوقت الذي حقق فيه الزمالك عدة انتصارات متتالية، وبعد انتهاء الأسبوع التاسع عشر كان رصيد الأهلي 40 نقطة مقابل 30 نقطة للزمالك، لكن الأهلي عاد للانتصارات وهزم المصري وبترول أسيوط وإنبي وبتروجت قبل أن يتعادل مع المقاولون، لكن الزمالك تعادل مع اتحاد الشرطة وخسر أمام حرس الحدود وأصبح الجميع علي يقين أن الدوري لن يخرج عن الأهلي. وحتي يعرف الجميع ما يحسب للبدري وما يؤخذ عليه يجب الإشارة إلي أنه مع بداية الدور الثاني فقد الأهلي جهود محمد أبوتريكة للإصابة، وعاد لاعبوه الدوليون من أنجولا إما مصابين أو مرهقين، لذلك لجأ البدري للدفع بالشباب أمثال أحمد شكري وعفروتو وشهاب الدين أحمد ومحمد طلعت وأيمن أشرف إضافة لمصطفي شبيطة وعبد الله فاروق. ما يؤخذ علي البدري أنه لم يحسن استغلال فترة التوقف الطويلة بعد انتهاء الدور الأول لتجهيز البدلاء ولاعبي الصف الثاني، لأن الكل كان يعلم أن لاعبي المنتخب الوطني بعد العودة من أنجولا سيكونون دون مستواهم، لذلك اهتزت نتائج الأهلي في بداية الدور الثاني، لكن عندما نجح الصاعدون والبدلاء في تثبيت أقدامهم وعندما بدأ الدوليون يستعيدون مستواهم عادت الانتصارات وإن كان هناك تحفظ علي الأداء في كثير من المباريات إلا أنه يحسب للبدري أنه قاد فريقه للفوز في مباريات صعبة رغم اهتزاز المستوي الفني. يؤخذ علي البدري أيضا هجومه الشرس علي الحكام عقب الهزيمة أمام غزل المحلة والتعادل مع حرس الحدود وطلائع الجيش وفقدان هدوئه وانفعاله الزائد عندما تقلص فارق النقاط مع الزملكاوية، مما أدي لخروج تصريحات منه جانبها التوفيق أحيانا لكنه معذور لأنه تعرض لضغوط رهيبة من جماهير الأهلي التي لم تكن علي استعداد لتقبل فكرة ضياع الدوري من الأهلي أو من الإعلام الذي انقلب عليه بعد تراجع النتائج في بداية الدور الثاني، ومع ذلك نجح البدري في تحقيق الهدف وهو الفوز بالدوري والتاريخ لا يذكر إلا البطولات وأصحابها. النتائج فقط هي التي تحدد صلاحية المدرب والبدري خاض بطولتين مع الأهلي منها بطولة من مباراة واحدة وهي بطولة السوبر المصري وخسرها أمام حرس الحدود، والثانية البطولة الأهم وهي الدوري لأن البطل الذي يتوج بعد 30 مباراة لابد أن يكون هذا التتويج عن جدارة واستحقاق وهناك بطولتان هما كأس مصر التي ستبدأ في مايو المقبل ودوري أبطال أفريقيا التي تأهل فيها الأهلي لدور ال16 وسيواجه الاتحاد الليبي في مباراة الذهاب الجمعة المقبلة. البدري أصر علي طريقة 4/4/2 ورغم اهتزاز المستوي خلاف فترة الإعداد وهجوم الإعلام عليه فإنه تمسك بالطريقة ونجح في الفوز بالدوري، لكن البعض يؤكد أن هناك خلافات بين البدري وبعض لاعبي الفريق، وهذه الخلافات لم تظهر إلا عندما وصل البدري إلي مرحلة ا لانفعال وطارده شبح ضياع الدوري لكن عندما تهدأ الأمور ويتم تدعيم الفريق بلاعبين جدد لتدعيم بعض المراكز يمكن أن تتحسن الأمور والفارق في الإعلان عن الخلافات مرتبط باللاعبين الذين كانوا يخشون جوزيه لأنه خواجة، أما البدري فهو مصري ولا كرامة لنبي في وطنه وأي لاعب لا يشارك في المباريات يغضب من مدربه، لأن كل لاعب يعتقد أنه الأفضل في مصر ولا يحترم وجهة نظر المدرب المسئول الأول عن الأمور الفنية. وعلي ما يبدو أن بطولة كأس مصر وبالتحديد مباراة الزمالك المنتظرة في دور ال 16 هي التي ستحدد مصير حسام البدري، لكن قبل هذه المباراة علي البدري أن يجتاز عقبة الاتحاد الليبي بنجاح، لأن الخروج المبكر من دوري أبطال أفريقيا سيكون كافياً لتعالي الأصوات المطالبة برحيل البدري.