أكد الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف أننا في حاجة ملحة لإعادة النظر في توجهاتنا الفكرية وينبغى أن نكف عن التصنيفات غير المبررة التي لا تعبر بموضوعية عن الواقع مثل الفكر التقليدي أو التقدمي أو الحضاري ، موضحا أن الثورات التي شهدها المعسكر الشرقي أثبتت أن ما كان يسمى بالفكر التقدمي أصبح الأن فكرا رجعيا متخلفا. وأشار وزير الأوقاف - في الكلمة التي ألقاها اليوم الأحد في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الخامس عشر للفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة ، ويستمر لمدة يومين - إلى أهمية التعددية في الاتجاهات الفكرية والتفاعل بينها لتحريك طاقات المجتمع. وقال إن العالم الإسلامي لازال في وضع يحسد عليه الآن نتيجة الثقافة السكونية السائدة التي لم تلتفت إلى الماضي أو إلى الغرب لتأخذ منهم كل أفكارهم بقناعة. وأكد على ضرورة الخروج من المأزق الذي نعيشه حاليا من خلال القضاء على عقدة التفوق الغربي فلابد أن نحدد أهدافنا بعقلانية دون تقليد أعمى للغرب ليكون للفكر الإسلامي شخصيته المستقلة ، مشيرا إلى ضرورة دراسة الأخر كما قام الأخر بدراستنا. وأوضح أن الخطأ الذي يقع فيه أغلب الدارسين للفكر الغربي هو أنهم يدرسونه بعيون الغرب فنجدهم يرددون ما يقولوه الأخرين. من جانبه ، أكد الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة أن الإسلام ليس كلمة سحرية تقال بالفم فتحدث المعجزات بل هو قول وعمل ونتائج تترتب على القول والعمل إذا طبقنا قواعد الفكر الإسلامي التي تتمثل في الثبات في الأصول والتطور في الفروع، وإذا استطعنا النظر في الكثير من مشكلات حاضرنا وما نظنه ضعفا متأصلا وداء عضالا لا شفاء فيه ناقشناه وذكرنا له الحلول في ضوء متطلبات الحاضر وطموحات المستقبل. وأشار إلى أن كلية دار العلوم في مسارها القديم أحدثت إنقلابا كبيرا بعيد الأثر في العالم العربي والإسلامي حيث جمعت في المقررات الخاصة بها علوم الغرب وعلوم الشرق ، وركزت على التطور الفكري المعتدل البريء من الغلو والعنف ، مناشدا أساتذاتها وطلابها أن يستمر عطائها على هذا النحو في نشر الفكر الإسلامي الصحيح والمحافظة على ترتيبهم المشرق في مجال جودة التعليم والعملية التعليمية. ومن جانبه ، قال محمد صالح توفيق عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة إن منظمو هذا المؤتمر أحسنوا صنعا عندما اختاروا له عنوان "آفاق التفاعل بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي" ليلفتوا نظر الباحثين إلي أن من دخل الإسلام قديما من الأعاجم كان يشعر أنه صار أخا لجميع المسلمين وأن أمته هى الأمة الإسلامية لا العربية ولا الفارسية ولا القبطية. وأشار إلى أنه حدثت في الإسلام عصبية الجنسية الجاهلية التي حرمها الإسلام وشدد في منعها بعد أن ضعف العلم والدين عند المسلمين حتى نادى بعض المسلمين الأعاجم بترجمة القرآن الكريم بلغتهم والإستغناء عن القرآن العربي ثم غالى بعضهم فنادى أن يكون الآذان والصلاة والخطبة بلغتهم ، وأخيرا كانت النتيحة الضعف في العلم والدين حيث ارتد بعض المسلمين الأعاجم عن الإسلام وفي المقابل وجدنا العلماء العرب انقسموا إلى فريقين الأول تمثل في دعاة التراث الذين تعصبوا للماضي وتذودوا من تغيير الواقع وصناعة المستقبل ، ولم يفارقوا الانتصار العاطفي للتراث ، والفريق الثاني تمثل في دعاة المعاصرة وانفلكوا عن الماضي وحاكوا إنسان العصر الأوروبي فعجزوا عن أي إبداع في أي مجال سواء مجال الاستهلاك واستيراد الحضارة المادية وفي النهاية إلتقى الفريقان على ساحة التقليد وحده وبقى الفصام بين الماضي والحاضر. يشار إلي أن المؤتمر يناقش من خلال جلساته موضوعات "الإسلام والغرب الإستشراق اليهودي ونظرية الحرب العادلة ، وموقف المثقف المسلم من الثقافات الغربية والفكر الإسلامي والإستشراق الجديد ، وأثر الفلسفة على القطعية والظنية للمنهج الإستدلالي الأصولي والقواسم المشتركة بين الفكر الإسلامي والغربي والأصولية الإسلامية في الفكر الغربي المعاصر والإسلام وحوار الأديان والتعامل مع الأخر وأثره في التفاعل الفكري". تجدر الإشارة إلى أن بركان أيسلندا تسبب في غياب العديد من العلماء المشاركين في المؤتمر الدولي الخامس عشر للفلسفة الإسلامية حيث لم يتمكن أكثر من 10 علماء من دول عربية وإسلامية إضافة إلى ألمانيا من الحضور للمشاركة في المؤتمر الذي يدور حول التفاعل بين الفكر الإسلامي والغربي.