هل تشك في أن الدكتور إسماعيل سراج الدين واحد من رجال سوزان مبارك؟ يمكنك أن تدخل على جوجل وتكتب اسمه واسمها، وانظر في النتائج والصور التي ستظهر لك. ستجد أن ثوار مكتبة الإسكندرية لقبوه في مقالاتهم وصفحتهم على الفيس بوك ب"سراج الهانم"، بعد أن ظلوا معتصمين شهورًا طويلة للمطالبة بإسقاط رجل سوزان لكن المجلس العسكري صم أذنيه عن مطالباتهم واعتصامهم، وقرر أن يظل سراج الدين مديرًا للمكتبة حتى انتخاب رئيس جديد، وستجد أن هؤلاء الثوار أقاموا وقفة احتفالية بعد إعلان فوز الرئيس مرسي برئاسة الجمهورية، فقد ظن الثوار الطيبون أن الرئيس المنتخب باسم الثورة والذي هو رئيس مجلس أمناء المكتبة بحكم منصبه، لن يتردد لحظة في إقالة الرجل الذي اعتصم ثوار المكتبة لإسقاطه أكثر من ستة شهور ثم ترك المجلس العسكري الأمر على ما هو عليه كما يبين المستند المرفق، حتى يُنتخب الرئيس الجديد؛
خاصة أن نواب الحرية والعدالة بالبرلمان المنحل هم الذين استجوبوا الحكومة بسبب استمرار سراج الدين في منصبه، مطالبين بإقالة سراج الدين فورًا. يبدو أن هذه المواقف القوية حدثت حين كان الإخوان بعيدين عن موقف اتخاذ القرار ومواءماته... فحين انتُخب الرئيس مرسي هنأته النقابة المستقلة للعاملين بالمكتبة، وطالبته مرارًا (ومازالت تطالبه) بتطهير المكتبة من رجال سوزان مبارك وعلى رأسهم سراج الدين الذي لم يتوقف عن تمجيد سوزان طوال قيادته للمكتبة،
كما أن الرجل يحاكم مع كبار معاونيه في ثلاث قضايا إهدار مال عام تُقدر ب 37 مليون جنيه، لكن الأغرب من كل ذلك أن الدستور الجديد ينص في مادته المادة 227 على أن "كل منصب، يعين له الدستور أو القانون مدة ولاية محددة، غير قابلة للتجديد أو قابلة لمرة واحدة، يحتسب بدء هذه الولاية من تاريخ شغل المنصب. وتنتهى هذه الولاية فى كل الأحوال متى بلغ صاحبها السن المقررة قانونًا لتقاعد شاغلها".
هذه المادة تنطبق على سراج الدين مرتين: المرة الأولى لأنه أتم 69 عاما في مايو 2013 والثانية لأن هذه الولاية هي ولايته الثالثة للمكتبة، ثم عُقِد في إبريل الماضي مجلس أمناء المكتبة بالاتحادية وبرئاسة الدكتور مرسي شخصيًا!!! وقد أذيعت كلمة الرئيس في انعقاد المجلس، وبدا واضحًا أنه جدد الثقة شفويا في الدكتور سراج الدين، وأثنى عليه بقوله "الأخ الكريم الدكتور إسماعيل سراج الدين".
وقد اقترح مجلس الأمناء أن يجدد له الدكتور مرسي عقده بشكل رسمي نظرا لمدة أربع سنوات، لأن المجلس العسكري لم يجدد عقده المنتهي في مايو 2011 بعد أن أبقى الوضع على ما هو عليه (حتى صدور تعليمات أخرى). مجلس الأمناء هذا هو مجلس أمناء سوزان مبارك، ولذا لم يمانع في أن يورط الرئيس في مخالفة فاضحة للدستور من أجل استمرار سراج الدين.
ومن المضحك أن الدكتور عبدالعزيز حجازي الذي انتشى بتأييد الرئيس خاطب ثوار المكتبة في كلمته بالاجتماع قائلا بالنص "ندعوا كل الخارجين عن النظام إلى حظيرة السلم و السلام" وذلك بعد أن شكر جهود سراج الدين والعاملين بالمكتبة... لكننا لن ندخل حظيرة سراج الدين أبدا يا دكتور!!
الأمر الأخطر في تأييد الرئيس لسراج الدين أنه لو وقّع على تجديد عقده رسميا، بعد أن أيده شفويا، سيكون بذلك قد ارتكب خطأ لا يغتفر، لأنه بذلك يخالف الدستور المصري مخالفة صارخة، لن يسكت عليها ثوار المكتبة الذين يصرون على تطهير "الحظيرة" وليس دخولها. إن مطلب مجلس أمناء سوزان بالتجديد لسراج الدين بالمخالفة للدستور، معروض حتى الآن على الرئيس مرسي ضمن قرارات أخرى، وثوار المكتبة يتساءلون: ماذا سيفعل الرئيس بعد تأييده الشفوي "الصادم" لرجل سوزان مبارك؟
وما السبب الذي يدعو الرئيس إلى ترك أحد رموز نظام مبارك في موقعه كل هذا الوقت؟
عمر حاذق – عضو اللجنة الإعلامية بالنقابة المستقلة للعاملين بمكتبة الإسكندرية.
خطاب المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمدير مكتبة الاسكندرية.