انتقد كتاب الأعمدة في الصحف الكويتية أمس اعتقال سلطات بلادهم المصريين أعضاء حملة الدكتور محمد البرادعي في الكويت لتغيير الدستور. وتجاهلت افتتاحيات الصحف الكبري القضية، فيما تنوعت تعليقات كتَّاب الرأي بين الانتقاد والانتقاد المبطن، وأشارت إلي أهمية احتواء الجاليات الوافدة إلي الكويت ثقافيًا وحضاريًا. وكان أبرز التعليقات الواردة في صحف الكويت حول القضية مقال الكاتب عبد اللطيف الدعيج تحت عنوان «اعتذروا لمصر» والذي حمَّل فيه علي سلطات بلاده لتفسيرها الدستور علي هواها ليذهب من وراء سؤاله «هل في الكويت من هو مؤهل دستوريًا؟» إلي إجابة صادمة مفادها أنه لا أحد معني في الكويت بالدستور. وكتب الدعيج يقول «ربما كل يوم نتساءل هل في الكويت من هو مؤهل دستوريًا!!.. سؤال من المفروض أن يكون سخيفًا، ولكنه مع الأسف ليس كذلك، إذ لا يبدو أن أحدًا هنا معني بالدستور، ناهيك عن التفقه أو التأهل فيه. حكومتنا قامت يوم أمس باعتقال بعض المواطنين المصريين بسبب تأييدهم ترشيح البرادعي. لم تكتف حكومتنا بتفريقهم أو فض تجمهرهم، كما هو متوقع، بل تولت بعنجهية وحزم غير مسبوقين فض التجمهر ومن ثم اعتقال من شارك فيه». وتابع الدعيج يقول: «وفق دستورنا الذي لا يحفظه أو يراعيه من أقسم عليه أو من يدعي حمايته فإن: لكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما، وذلك وفقًا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون». وفسر الدعيج نص الدستور الكويتي بالقول «لكل إنسان وليس لكل كويتي أو حتي مواطن، لكل إنسان حق التعبير عن رأيه في الكويت، والسبعة عشر الذين اعتقلتهم حكومتنا ناس كفل لهم دستور 1962 حق التعبير السلمي عن رأيهم..هؤلاء لم يجرحوا أحدًا أو يهينوا قضية أو مؤسسة، بل إن أقصي ما فعلوه هو إعلان تأييدهم لمرشح ديمقراطي في انتخابات يفترض أن تكون ديمقراطية». وأضاف الدعيج «بما أن دستورنا كفل حق التعبير «لكل إنسان»، فكان الأجدي والأحري بحكومتنا أن تكتفي وأجهزتها بحفظ الأمن وضمان حق المتظاهرين بالتعبير عن رأيهم من دون زيادة او نقصان». وفي ختام مقاله طالب الدعيج الحكومة الكويتية بالاعتذار لمؤيدي البرادعي والجالية المصرية في بلاده. وقال «أعتقد أن الحكومة ووزير الداخلية مدينون باعتذار إلي الجالية المصرية وإلي مؤيدي البرادعي بسبب « انحيازهم» غير المشروع وغير المرغوب، في نظرنا أيضًا ككويتيين، إلي خصوم السيد البرادعي.. فهل يملك الوزير الشجاعة.. وهل تملك حكومتنا الحكمة والاستيعاب الكامل لدستور 1962؟!». وعلي صفحات جريدة السياسة كتب د. حمود الحطاب معددًا فضائل المصريين ومساهماتهم الحضارية علي مر العصور وقدرتهم علي الاندماج في المجتمعات المختلفة، بل قدرتهم علي امتصاص الثقافات الأخري. ووجه الحطاب انتقادًا مبطنًا إلي الكويتيين لعدم سعيهم لفهم أعماق حضارة المصريين ومدنيتهم في اجتماعهم وسياستهم وماضيهم وحاضرهم من أجل مزيد من المرونة والإنتاج والتفاهم والعطاء غير المحدود.