ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن البيت الأبيض أصر على أنه لن يخرج عن مساره الحذر بشأن سوريا، برغم الضربات العسكرية الإسرائيلية بالقرب من دمشق والأسئلة الجديدة بشأن استخدام أسلحة كيماوية في الحرب الأهلية هناك. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير بثته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني - إن الإدارة ألقت بظلال من الشك بشأن تأكيد صدر عن مسئول من الأممالمتحدة بأن ثوار سوريا، لا حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، هم من استخدموا غاز "السارين". وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية دعمت حق إسرائيل في ضرب أهداف سورية لعرقلة شحنات أسلحة قادمة من إيران إلى جماعة حزب الله المتشددة الإسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما فإن كلا التطورين زادا من تعكير أزمة مليئة بالتعقيد بالفعل، لكن كان هناك أدلة قليلة تجعل منهما أمرا له تأثير على ما يقول مساعدو أوباما إنه تردد إلى حد بعيد فى الانجرار إلى مزيد من النزاع الذى قتل أكثر من 70 ألف شخص.
ولفتت الصحيفة إلى أنه برغم التردد، فإن البيت الأبيض يدرس تحركا أكثر قوة بما في ذلك إمداد الأسلحة للثوار - في جزء من ذلك بسبب استنتاجه بأن هناك ثمة احتمال قوي لأن تكون حكومة الأسد قد استخدمت أسلحة كيماوية ضد مواطنيها. ونوهت الصحيفة إلى أن الأسباب التى تدفع للرد قد يتم تقويضها إذا كان هناك دليل على أن الثوار أنفسهم استخدموا مثل تلك الأسلحة أيضا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في نفس الوقت وكجزء من محاولة أخيرة للإدارة للتدبير لرحيل الأسد، وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم إلى موسكو حيث سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمحاولة إقناع روسيا الداعم الرئيسى لسوريا بسحب تأييدها للأسد.
وأوضحت الصحيفة أن التأكيد بأن هناك دليل يشير إلى أن الثوار استخدموا غاز السارين جاء من كارلا ديل بونتى كبيرة المدعين السابقة فى المحكمة الجنائية الدولية التى حققت فى قضايا رواندا ويوغوسلافيا السابقة والتى تعمل حاليا فى لجنة تبحث فى انتهاكات حقوق الإنسان فى سوريا.
وقالت الصحيفة إنه ومع ذلك أصدرت اللجنة فى وقت لاحق بيانا يوضح أنها لم تتوصل إلى استنتاج بشأن أى الجانبين الذى استخدم الغاز، وهو ما علق عليه المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى بالقول "إننا متشككين جدا بخصوص الإشارة إلى احتمال أن تكون المعارضة استخدمت أسلحة كيماوية أو تأكيد بأنها استخدمتها. ونحن نرى بأن الاحتمال الأكبر هو أن أى استخدام لسلاح كيماوى فى سوريا كان من جانب نظام الأسد. وهذا يبقى موقفنا".
وفيما يتعلق بالهجمات الصاروخية الاخيرة التى نفذتها إسرائيل، ورفض البيت الأبيض تأكيدها، أوضح كارنى أن إسرائيل لديها قلق مشروع بشأن نقل أسلحة معقدة إلى منظمات إرهابية مثل حزب الله ولديها حق فى التحرك فى صالح سيادتها.