أستاذ رامي حضرتك مدعو لحضور عرض خاص لمسلسل "عرض خاص"! ضحكت لكن تحمست..ثم تعجبت حينما أكملت: ده أول مسلسل للمخرج هادي الباجوري وإنتاجه مع أسامة محمد ولأول مرة بيتعمل عرض خاص لمسلسل في السينما، لأنه لأول مرة يتم تصوير مسلسل بالكامل سينمائيا! من هنا كان التعجب حقيقة، لأن التليفزيون المصري طالما صور عشرات المسلسلات في بدايته علي خام سينما وبكاميرات سينما وبتكنيك سينما لكن ما علينا..ذهبت لحضور العرض الخاص (الحدث والمسلسل) واكتشفت أن صناع العمل أو أصحاب المنشور الدعائي مولعون بأوائل الأشياء، فلأول مرة في الشرق الأوسط ولأول مرة في الدراما العربية ولأول مرة في مصر رغم أنه لا شيء مما قالوه تقريباً يحسب لأول مرة وهو نوع مستفز وغير ناضج من الدعاية، فمن قال إن أوائل الأشياء أو الأعمال أجودها أو أقيمها؟ أهي نوع من تقديم تبريرات مستقبلية في حين ظهر العمل بشكل غير لائق وحينئذ يقولون نأسف لهذا الخطأ أو ذاك ولكنها أول مرة يا جماعة اعذرونا..أضف إلي هذا الاستخدام الغير لائق لمصطلح الشرق الأوسط وهو اصطلاح سياسي وليس جغرافياً ابتكرته العقلية الأمريكية كنوع من إيجاد موقع من الأعراب لإسرائيل داخل المنطقة العربية واستخدامه بحسن نية يعني أن مسلسل «عرض خاص» يدخل في مقارنة ليس فقط مع المسلسلات العربية ولكن الإسرائيلية أيضاً ولكن مرة أخري ما علينا! فكرة المسلسل تقوم علي تتبع حياة خمس شخصيات من الشباب الذي يريد أو يهوي التمثيل من خلال دراما هي خليط من الخيال وتليفزيون الواقع، والفكرة هي أجود عناصر هذا العمل لكنها للأسف، وكما ذكر المنشور الدعائي وكما أظهر التريلر الخاص بالمسلسل، بل المقدمة تتمحور حول حلم الشهرة والنجومية دون الحديث عن الفن الذي من المفترض أن الموهبة له والإخلاص له والسعي في رحلته هو السبب الأساسي أو المنطقي أو الأخلاقي وراء الشهرة والنجومية وإلا أصبحت المسألة مجرد مطمع مادي..صحيح أن أبطال العمل من الوجوه الجديدة تحدثوا خلال جمل الحوار الإداري الكثيرة في المشاهد عن حبهم للتمثيل ورغبتهم فيه إلا أن د.عزت أبو عوف وهو «الفنان المثقف» صاحب إحدي الورش الخاصة بالتمثيل كما وصفته الدعاية وكما ظهر في الأحداث يقول لهم : إللي عايز يبقي نجم يسلم لي نفسه..ولم يقل مثلا اللي عايز يبقي فنان أو اللي نفسه يمثل، لكنه تحدث عن الهدف الأساسي من وراء صناعة العمل النجومية، وهي نفس الوتر التي تلعب عليه برامج مثل ستار أكاديمي وغيرها. أن الأكلشيه المعروف بمداعبة الغرائز يفسره الناس دوما علي انه لعب علي وتر الجنس مثلاً لكن هناك غرائز أخري بدأت صناعة الإعلام تدرك قيمة مغازلتها واستثارتها مثل الشهرة والنجومية، وبالطبع في محاولة ذكية لتسويق المسلسل أقنع الباجوري عدداً لا بأس به من «النجوم» بالمشاركة في الأحداث كضيوف شرف كما رأينا هند صبري في خمس دقائق ترويجية خفيفة لإقناع المعلنين أن المسألة ليست مغامرة، ولكنه مشروع مدروس وبالمناسبة أنا لست ضد هذا الفكر ولكني ضد التركيز علي شهوة النجومية والشهرة كزاوية لمعالجة الأحداث، وقديما قال يوسف شاهين في حدوتة مصرية ما معناه: (إن كلمة النجوم تساوي كلمة الأشياء.. تشتريها تستعملها ثم تلقيها).