عندما تمتم بوتين:" وما ادراك ما الستينيات" مرسي لم يجرؤ على طلب تنحى الاسد او وصف نظامه بالدموى استقبال غير رسمي سببه تصنيف روسيا للاخوان جماعه ارهابيه تعليق امدادات الوقود بسبب مزاحمة قطر فى السوق الاوروبى تخفيض شحنات القمح سببه هجوم مرسي على حلفاء سوريا
لماذا جاء مرسي بايدى خاويه واراد ان تعود ملآنه؟ هذا السؤال طرحته ادارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فى تقييمها لزيارة د محمد مرسي للبلاد واجتماعه ببوتين فى منتجع خاص اثناء اجازة الرئيس بوتين. د مرسي وصل روسيا باجنده لا تضم اوراقها اية منتجات للتعاطى معها ، لا تراجع لنقطة وسط للتفاهم مع الدب الروسي ولا مقترحات جديده بديل للمختلف عليها حول الازمه السوريه تحديدا التى تمثل اكبر خلاف بين الادارتين فى البلدين ، ولا فى الازمات الاخرى الشائكه التى تقف فيها النظام المصرى الجديد على طرفى النقيض مع الموقف الروسي ورغم ما حاولت ادارة د عصام الحداد اشاعته من اجواء الود والتقارب والنآلف بين بوتين ومرسي وترويج ان مقابلتهما فى ديربن خلقت علاقات متينه بين مرسي وبوتين. على عكس ما قاله المتحدث الرئاسي قبل سفر د مرسي لروسيا من ان د مرسي سيتم استقباله فى سوتشى المنتجع الخاص بالرئيس بوتين وليس فى العاصمه ولا فى القصر الرئاسي بما يعكس تألفا وحميميه بين الرئيسين، على عكس ذلك لم يجد د مرسي فى استقباله الا عمدة القريه الصغيره لتكون تلك اول رساله من الادارة الروسيه التى تعاملت مع د مرسي بصفته عضوا فى جماعه ارهابيه هى جماعة الاخوان المسلمين التى صنفتها الحكومه الروسيه جماعه ارهابيه بقانون فى 2006 ولم تتراجع او ترفعها من التصنيف الارهابى حتى الان. ولا شك ان التصنيف الروسي للاخوان كجماعه ارهابيه كان احد الموضوعات التى اثارها مرسي مع بوتين حيث كرر نفى اتهامات روسيا للجماعه بدعم مقاتلي الشيشان فى عملياتهم المسلحه ضد روسيا في اى شكل سواء إمدادات مالية أو بشرية، وطالبه بالعمل لرفع الاخوان من قائمة الارهاب الروسي وهو ما لم يستجب له بوتين مباشرة خاصة وان ملف تحفظات الاداره الروسيه على نظام مرسي اوسع وابعد من مشاكل جماعته التى يحملها اينما ذهب على راس اولوياته بدلا من مشاكل الشعب الذى انتخبه. او هكذا يزعم. مرسي وصل روسيا بعد يومين فقط من انتقادات حاده وجهها وزير الخارجيه الروسي سيرغي لافروف، من إسطنبول ضد ما يعرف بمجموعة «أصدقاء سوريا» واتهمهم بلعب دور سلبي في إدارة النزاع السوري، وشدد في الوقت ذاته على ضرورة التخلي عن فكرة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد لأنه سيؤدي إلى اتساع دائرة نفوذ الإرهابيين، ومن ثم «ازدياد الفظائع ومقتل مزيد من الأبرياء، حسب وصفه. فهل اعلن د مرسى تخليه عن فكرة تنحى الاسد قبل او اثناء زيارته لروسيا؟ لم يحدث بدلا من ذلك القى كلمه فى المؤتمر الصحفى المشترك الذى جمعه ببوتين فى نفس يوم وصوله تحدث فيها عن اهتمام البلدين بالملف السورى والبحث عن سبل تسوية للازمه ما يؤكد تباعد البلدين حول الازمه السوريه، اما وزير خارجية الاخوان فى الرئاسه د عصام الحداد فقد خرج ببيان على طريقته بلتف على الخلاف ويشير الى ان د مرسى حرص على التأكيد على ثوابت الموقف المصرى لإنهاء الأزمة السورية والتى تتمثل فى " سرعة العمل على وقف نزيف الدم السورى بشكل عاجل، والرفض التام لأى تدخل خارجى ، وأهمية الحفاظ على وحدة الأراضى السورية ، وتمكين الشعب السورى من حرية إختيار من يحكمه". واشار الحداد الى حث د مرسي نظيره الروسي " بوتين " على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى بما يسمح بإنهاء معاناة الشعب السورى الذى تسانده مصر وتدعم حقه فى نيل حريته. ومن الواضح ان د مرسي لم يجرؤ على ترديد تنحى الاسد او اتهامه القياده السوريه بالمذابح او بالتسبب فى معاناة الشعب السورى. روسيا تتحفظ على الموقف المصرى الداعم لمنح المعارضه مقعد سوريا فى الجامعه العربيه واعتبرته انحيازا لطرف ضد اخر ويقوض الحل السلمى الذى تتمسك روسيا به من خلال البيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا، الصادر بجنيف في 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي، كمرجعية لأي حل سياسي في سوريا الذى ينص على قبول المجتمع الدولي بفكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، تسير بالبلاد من مرحلة «الأزمة» التي تعيشها الآن إلى بر الأمان، دون الإشارة إلى ضرورة خروج الأسد من السلطة فهل اشار د مرسي لهذا الاتفاق واظهر مرونة فى اتجاة الطرح الذى تتبناه روسيا؟ لم يحدث على الاقل فى العلن. من اللافت ان د مرسي فى كلمته اشار للعلاقات التاريخيه والتعاون الاستراتيجى الذى كان مع روسيا قاصدا بلا مواربة فترة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والتعاون الاستراتيجى فى الستينيات الذى مازالت مصر تنعم باثاره واكبرها السد العالى ، ولا عجب اذا ردد بوتين لنفسه وهو يسمع د مرسي مستعيرا عبارته الشهيره :" وما ادراك ما الستينيات؟" ، فهل صدق د مرسي بالفعل ان روسيا ستفتح يديها بلا حساب لدعم نظام يديرة عضو بجماعه تصنفها روسيا من سنوات جماعه ارهابيه ، و نظام ينتقد سياسات روسيا فى المنطقه ، اضافة الى تقاربه مع النظام القطرى الذى يزاحم روسيا فى احد اهم مصادر دخلها القومى وهو تصدير الغاز الى اوروبا والذى تعتمد عليه روسيا بنسبة 25 % فى اقتصادها وللعجب يطلب من روسيا دعمه بالوقود والغاز لحل ازمه طاحنه يواجهها بسوء ادارته للدوله المصريه. اللافت ايضا ان روسيا تدعم الخط السورى لنقل الغاز الى اوروبا خاصة وان سوريا اغلقت خطوطها فى وجه الغاز القطرى لتساند روسيا فى حربها مع قطر على السوق الاوروبى ومن ثم قد يجد د مرسي نفسه مضطرا للتعامل مع النظام السورى اذا اراد امدادات الوقود الروسيه فكيف يفعل ؟ الرد الروسى على طلب قرض مليارين دولار بانه سيدرس مع وزير الماليه اشبه بردود الحكومه المصريه لاصحاب الحاجات :" فوت علينا بكره ياسيد"، اما القمح فقد اعلنت روسيا قبل وصول مرسي عزمها تخفيض صادراتها من القمح لمصر متحججه بانخفاض انتاجيتها فلماذا ذهب مرسي لروسيا؟ اذا عرفنا الاجابه سنعرف بماذا عاد.