تل أبيب تمتنع عن العمل فى الأراضى المصرية كى لا تُعرِّض اتفاقية السلام التى أصبحت هشة للخطر دعت صحيفة «معاريف» العبرية الحكومة الإسرائيلية إلى تحقيق نوع من الردع لوقف إطلاق الصواريخ من شبه جزيرة سيناء، وذلك من خلال ما أسمته خلق تهديد فى ما يتعلق بالجانب الآخر، مضيفة أن هذا الردع لا بد أن يكون مثل الثمن الذى دفعته منظمة حماس فى عملية «عامود سحاب» التى قامت بها تل أبيب فى غزة.
وقالت الصحيفة العبرية إن إطلاق الصواريخ تجاه إيلات هو تحد أمنى معقد بالنسبة إلى إسرائيل، كما أنه تحد ملىء بالإشكاليات أكثر من القذائف التى يتم إطلاقها من غزة تجاه الجنوب الإسرائيلى، موضحة أن إيلات هى منتجع سياحى يزوره مئات الآلاف من السياح والإسرائيليين سنويا، الذين يأتون للتخلص من همومهم اليومية، إلا أن استمرار عمليات القصف لتلك المدينة سيشكل ضربة قاصمة ومميتة لها، فى وقت من الصعب فيه تحقيق ردع يؤدى إلى وقف إطلاق الصواريخ من الأراضى المصرية.
وقالت «معاريف» إن إسرائيل تمتنع عن العمل فى الأراضى المصرية كى لا تعرض اتفاقية السلام التى أصبحت هشة بعد سقوط نظام مبارك للخطر، لافتة إلى أنه فى أنحاء شبه الجزيرة تعمل عشرات المجموعات المنتمية إلى تنظيم الجهاد العالمى منذ فترة طويلة، ومن بينها المجموعة التى أخذت على عاتقها ومسؤوليتها إطلاق الصواريخ أول من أمس.
وأشارت إلى أن رجال الأممالمتحدة المسؤولين عن تنفيذ اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب يختبئون مذعورين داخل قواعدهم، وقوات الشرطة المصرية تتلقى وسائل تكنولوجية كمساعدة من الولاياتالمتحدة، وعلى الرغم من هذا أياديهم غير قادرة على المساعدة، مضيفة أن بين رجال الجهاد العالمى فى سيناء وجماعات الجهاد فى القطاع يوجد اتصال دائم بواسطة الأنفاق ووسائل الاتصال بأنواعها.
وختمت تقريرها قائلة «الأمل فى أن تنتهى الفوضى ضعيف، لكن القيام بحد أدنى من النشاط يجعل من الصعب إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، على القيادة المصرية يُمارس ضغط أمريكى شديد للقيام بشىء ما، والقاهرة تشعر أنها ملزمة أكثر للحفاظ على الهدوء، وذلك بسبب الدور الذى حصلت عليه كمسؤولة عن تطبيق اتفاقية التهدئة بين حماس والجيش الإسرائيلى.
وبعنوان «هل سيناء كعب أخيل لإسرائيل؟» أكدت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية فى مقال تحليلى لها، أن سيناء أصبحت نقطة ضعف استراتيجية لإسرائيل، وذلك فى أعقاب الهجوم الصاروخى الذى وقع أول من أمس (الأربعاء) على جنوب وشمال إيلات، والذى أعلن مسؤوليته عنه مجلس شورى «المجاهدين» فى أكناف بيت المقدس.
وترى الصحيفة أن الإرهابيين التابعين لتنظيم القاعدة استبعدوا الانتقام الإسرائيلى، لأنهم يعرفون جيدا أن إسرائيل لن تقوم بالرد على هذا الهجوم، لافتة إلى أن الحادثة هى سابع هجوم صاروخى على إيلات منذ عام 2010، وأن الوقت ينفد أمام الجيش الإسرائيلى لإيجاد وسيلة لغلق الثغرة الأمنية التى تهدد المدينة الحدودية مع سيناء.
وأكدت «جيروزاليم بوست» أن الصواريخ لم تكن مصممة فقط لإحداث القتل والدمار بين المدنيين، إلا أنها تسعى كذلك لتدمير صناعة السياحة فى إيلات، وادعت أن الهدف من هذه الضربات هو رغبة حماس فى إنهاء الهدنة مع إسرائيل، مشيرة إلى أن هجوم سيناء قد يؤدى إلى تصعيد فى غزة بسبب استخدام بعض من سكانها المساحات الفارغة فى سيناء لإخفاء وإطلاق الصواريخ، واستعداد الجيش الإسرائيلى لكل السيناريوهات.
وأضافت الصحيفة «من يقول إن من أطلق الصواريخ هم بدو سيناء يرغب فى التسبب بمشكلات للسلطات المصرية، كما أن السلطات المصرية ترددت كثيرا فى الاعتراف بأن الصواريخ جاءت من سيناء».