تيار الاستقلال يعلم تماماً أن الانتخابات الحالية ليست معركته الحقيقية وأن الرهان الأقوي سيكون في الانتخابات المقبلة التي استعد لها بواحد من ألمع نجومه انتخابات نادي قضاة الإسكندرية السابقة أيام قلائل ويحسم أمر نادي قضاة الإسكندرية الذي شهد الانطلاقة الاولي لثورة استقلال القضاء، إما ببقاء النادي في حضن الحكومة بفوز مرشحها المستشار عزت عجوة برئاسة النادي في الانتخابات المقرر إجراؤها منتصف يناير المقبل، أو ينتزعه تيار استقلال القضاء علي الرغم من إعلانه الانسحاب من الانتخابات وذلك بفوز المستشار فكري خروب أو المستشار محمد علي إبراهيم الذي يستفيد بجميع امتيازات وقوفه في منطقة وسطي بين تيار الحكومة وتيار الاستقلال منها توقع حصوله علي أصوات التيارين معاً حتي إنه تسبب في انقسام غير معلن داخل صفوف تيار الاستقلال بين اتجاه يري تغليب المبادئ علي الألاعيب الانتخابية بتأييد خروب - المحسوب علي التيار - واتجاه قرر منح أصواته لإبراهيم في محاولة لتفويت الفرصة علي عجوة لتفتيت الأصوات بين خروب وإبراهيم في مواجهته. علي اعتبار أن الجولة الحالية ليست الجولة الرابحة لتيار الاستقلال الذي سافر أبرز قياداته وألمع أسمائه للإعارة خارج مصر مما اضطره للانسحاب من الانتخابات ولم يتبق له إلا اختيار مرشح لتأييده في مواجهة عجوة. وبينما أعلنت قيادات التيار تأييدها لخروب المحسوب عليها، فإن اتجاهًا آخر قرر منح أصواته لإبراهيم مما ينذر بتفتيت واضح للأصوات داخل تيار الاستقلال ذاته ربما يصب في صالح عجوة في النهاية. إلا أن المراقبين لا يرون لعجوة فرصًا أكبر من غيره في الانتخابات الحالية علي الرغم من قوته ونفوذه داخل النادي وخبرته بالألاعيب الانتخابية وكونه رئيساً أسبق للنادي لمدة ثماني سنوات. هذا غير الدعم المعلن الذي يحظي به من وزير العدل ورجاله الذين يعملون علي حشد الأصوات لصالحه. فكل ما سبق يشفع لعجوة في انتخابات سابقة للنادي بعد أن خرج مهزوماً مرتين متتاليتين علي يد المستشار محمود الخضيري قبل أن يستعيد وزير العدل النادي بفوز المستشار إسماعيل البسيوني الذي بذل عجوة قصاري جهده وخبراته الانتخابية لفوزه في الانتخابات الماضية أمام منافسه محمود الخضيري. الأمر الذي استغرق من البسيوني جهداً واضحاً لنفي تبعيته لوزير العدل ومحاولة إبعاد شبهات تبعية مجلسه للحكومة وهجومه المستمر علي وزير العدل لإبراء ساحته قبل أن يستقيل من النادي، أو يدفع إلي الاستقالة لإخلاء الطريق لعجوة لخوض الانتخابات لعلها تكون فرصة أخيرة - قبل تقاعده بعد عامين - يعوض بها مرارة الهزيمة علي يد تيار الاستقلال. أما تيار الاستقلال فهو يعلم تماماً أن الانتخابات الحالية ليست معركته الحقيقية وهو ما أعلنه التيار دون مواربة مؤكداً أن معركته الحقيقية ستكون في الانتخابات القادمة بعد عامين. والتي استعد لها التيار بواحد من ألمع أسمائه وأكثرهم شعبية لخوضها وهو المستشار أشرف البارودي الذي أعلن عن دعمه للمستشار فكري خروب في الانتخابات الحالية التي ستحسم بقاء النادي تحت سيطرة الحكومة بفوز عجوة أو عودته لتيار الاستقلال بفوز خروب أو بقائه معلقاً بفوز إبراهيم.