تعتبر مكتبة الإسكندرية أول مؤسسة حكومية في مصر تهتم وتسعى لإطلاق كيان يعنى بالدراسات القبطية في كافة الفروع والتخصصات المرتبطة به. ومركز الدراسات القبطية الذي وافق مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية في ختام اجتماعه أمس على تدشينه يشرف عليه الدكتور لؤي محمود سعيد، أستاذ مساعد الآثار المصرية والقبطية بجامعة المنوفية، والحاصل على جائزة الدولة في الآثار من أكاديمية البحث العلمي عام 2003، وهو من أهم المهتمين والناشطين في هذا المجال وأشرف سابقا على إدارة توثيق الآثار القبطية بوزارة الآثار. ويرجع الفضل إلى الدكتور لؤي محمود سعيد في تأسيس هذا المركز الذي بدأ كوحدة للدراسات، ومن أهدافه التعريف بالتراث والثقافة القبطية كواحدة من الروافد الرئيسية للثقافة المصرية، النشر والتوعية بأهمية التراث القبطي للمجتمع المصري ككل وليس للمسيحيين فقط، تدريب وتأهيل كوادر قادرة على العمل في مجالات البحث العلمي والحفاظ على التراث القبطي المعرض أكثر من غيره للزوال والاندثار. وتعتمد خطط وسياسات «مركزالدراسات القبطية» أسأ، كما يقول الدكتور لؤي محمود سعيد، على ثلاثة محاور رئيسية: هي التثقيف والتنوير والتدريب. ومن أهم الأنشطة المقررة في هذا المجال عقد دورات لتعليم اللغة القبطية على عدة مستويات للمتخصصين «كالأثريين والمرشدين وطلاب الآثار والسياحة»، وكذلك للهواة مع التركيز على تدريب المتعلمين على قراءة النصوص والمخطوطات الأثرية الدينية والدنيوية التي تزخر بها المتاحف. ويجري حاليا إعداد أكبر موقع إلكتروني علمي شامل باللغة العربية عن القبطيات يعنى بنشر الآثار والتراث القبطي، ويتضمن موضوعات عن التاريخ والآثار والعمارة والفنون واللغة وكافة فروع التراث القبطي المختلفة مع التركيز على روح التسامح والتعايش التي تميز هذا التراث كسمة أساسية من سمات الثقافة المصرية عموما.