ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الأحد أن مسئولين بارزين بالإدارة الأمريكية عرضوا مؤخرا صورة صارخة ومرعبة بشأن تطورات الأوضاع في الأزمة السورية خلال إحدى جلسات الكونجرس الأمريكي. وأفاد هؤلاء المسئولون - حسبما نقلت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني أن شهر مارس الماضي كان الأكثر دموية حتى الآن في الصراع المستمر منذ سنتين، مع تسجيل أكثر من 6000 حالة وفاة بجانب نزوح ما يقرب من ربع الشعب السوري من منازلهم. وتعليقا على هذا الأمر، نقلت الصحيفة عن مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط اليزابيث جونز قولها:" إن ما بدأ بمطلب سلمي ينادي بالحرية والكرامة أصبح الآن واحدا من أكثر الصراعات المدمرة في القرن ال21". وقالت الصحيفة:"إن ما يزيد الوضع سوءا يتمثل في التقديرات الأخيرة الصادرة عن مجتمع المخابرات الأمريكي، والتي رأت أن الحرب في سوريا لن تنتهي حتى عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد -وهو السيناريو الأرجح".
فمن جانبه، ذكر جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الامريكية (في تصريحات نقلتها واشنطن بوست) أن ما لا يقل عن عام سوف تعيشه سوريا عقب سقوط الأسد في ظل أجواء تحتدم فيها الصراعات بين الأطياف المتنافسة، بينما أشار السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد إلى وجود منافسة حقيقية تجرى حاليا بين المتشددين والمعتدلين. وأوضحت الصحيفة أن من أبرز الجماعات المتشددة في سوريا جماعة "جبهة النصرة"، التي أعلنت الأسبوع الماضي عن انضمامها واتحادها مع فرع تنظيم القاعدة في العراق، لا سيما بعد أن سيطرت على مدن ومؤسسات حيوية في شمال شرق البلاد بنحو أكده كلابر بذكر:" أن جبهة النصرة تعمل في 13 محافظة من محافظات سوريا ال14.
بدوره، أكد مدير جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) جون برينان أن مسار تمزيق سوريا ربما يسمح لجماعات بعينها مثل جبهة النصرة بإكتساب القوة، نظرا لأنها تعمل وفقا لأجندات بداخل سوريا وربما بخارجها تناقض مصالح الأمن القومي الأمريكي، معتبرا أن من بين هذه التهديدات سيطرة القاعدة أو حزب الله على مخزونات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية.
وتساءلت الصحيفة عن معالم خطة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للدفاع عن المصالح الأمريكية وقالت:"إن شهادة المسئولين الأمريكيين في هذا الشأن بدت مشوشة ومتضاربة بنحو كبير؛ حيث أكد فورد أن الإدارة الأمريكية لاتزال تراهن على تفعيل عملية انتقال سياسي تفاوضي يتم بمقتضاها تنحي الأسد طواعية". وعلى عكس ذلك ، أوضح كلابر أن مجتمع المخابرات الأمريكي يرى أن السيناريو الأكثر ترجيحا يكمن في احتمالات استمرار القتال بين الفصائل المتناحرة وليس التوصل إلى عملية سلمية لتسليم السلطة ، مستشهدا بحقيقة أن الأسد يرى نفسه صاحب اليد العليا في بلاده وأنه سيموت فيها مثلما ولد بها، بمعنى آخر قال كلابر "إن عملية انتقال سياسي تفاوضي في سوريا لا تعود أن تكون عملية خيالية".