معلنين رفضهم لأى حوار مع الجماعة، لأنها محاولة لكسب الوقت والوصول إلى أهدافهم والسيطرة على مفاصل الحكم، كما أنه لا فائدة من الحوار، كما أنهم أعلنوا فى الوقت ذاته مقاطعتهم لانتخابات مجلس النواب. «مرسى يضع العربة أمام الحصان»، هذا ما قاله الدكتور محمود العلايلى القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى تعليقا على دعوة مرسى للحوار لضمان شفافية ونزاهة الانتخابات البرلمانية القادمة، مشيرا إلى أن ضمان شفافية الانتخابات واجب على السلطة التنفيذية ولا يحتاج إلى حوار، وأن مرسى من واجبه كممثل للسلطة التنفيذية أن يضمن ذلك دون حوار. العلايلى أضاف أن الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين أصبح غير ذى قيمة، لأن لهم أجندة وسياسات معينة لن يثنيهم عنها شىء مهما كان.
عزازى على عزازى القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، قال لأول مرة فى حياتى أرى رئيس جمهورية يدعو إلى حوار مع القوى السياسية لضمان نزاهة انتخابات، فهذا استهزاء بنا وبمطالبنا، فنزاهة الانتخابات لا تحتاج إلى حوار فهى تقدمها الحكومة دون طلب، مؤكدا أنه من المفترض أن يقوم الحوار من أجل تحقيق مطالب شعبية ووطنية واضحة، وليس من أجل تحقيق مطالب أجندة إخوانية فقط. عزازى أضاف أن الرئيس أكد أن هناك 90 ألفا من النشطاء الحقوقيين والمراقبين قدموا لمراقبة الانتخابات البرلمانية، قائلا: موقفنا من الانتخابات لا يتعلق بالمراقبين، فالرئيس أكد النزاهة، وتجاهل باقى مطالب الجبهة التى طالبت بها حتى تقبل الحوار الوطنى، مؤكدا أن الرئيس رفض باقى طلبات الجبهة، ونحن لا ننتظر دعوة مرسى للحوار ولا نقبل به وسنقاطع الانتخابات البرلمانية، مضيفا أنه لا يعلم ما إذا كانت إجابات مرسى عن الأسئلة هى مناورة منه أم سذاجة، فتلك الأجوبة لا تليق برئيس جمهورية.
المهندس محمد سامى رئيس حزب الكرامة وعضو جبهة الإنقاذ، قال إن الرئيس لا يزال يناور ويراوغ من أجل تحقيق أهداف جماعة الإخوان المسلمين فقط، مضيفا أن دعوة الرئيس للحوار الوطنى حول الانتخابات مرفوضة من القوى السياسية، ولا سيما جبهة الإنقاذ.
سامى قال ل«الدستور الأصلي» إنه لا حوار بدون تحقيق شروط المعارضة، ومنها تشكيل حكومة إنقاذ وطنى، تشرف على إجراء انتخابات نزيهة وشفافة وإقالة النائب العام، وتشكيل لجنة محايدة للتحقيق فى الانتهاكات ضد حقوق الإنسان وأعمال القتل التى وقعت فى عهد مرسى، مؤكدا أنه بدون تحقيق هذه الشروط يعتبر الجلوس مع الرئيس بمثابة تجميل لوجه الإخوان ومحاولة لإكسابها شرعية وشعبية خسرت منها الكثير طوال الأيام الماضية.
«خلاصة خطاب مرسى يا شعب مصر اخبطوا دماغكم فى الحيط واللى مش عاجبه يشرب من البحر»، هكذا علق الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير فى مركز «الأهرام» الاستراتيجى للتحول الديمقراطى، على حوار مرسى مع الإعلامى عمرو الليثى قائلا: من أخطر ما جاء فيه عدم وجود رد قاطع فى ما يخص سيناء ووجود الجماعات الإرهابية، كما أنه يرى أن حماس وقطر خط أحمر.
هاشم أضاف: هل ما زال المصريون ينتظرون من شخص مثل مرسى أن يفى بتعهدات الثورة ويعمل على تحقيق أهدافها، بعد تأكيده صراحة أن الداخلية حمت الثورة، موضحا أن مرسى أراد أن يصحح علاقة النظام مع شعب بورسعيد من خلال رفع دية الشهيد فى نفس الوقت الذى وصفهم فيه ب«البلطجية».
وعن تأخر ظهور الحوار قال هاشم «غالبا خيرت الشاطر كان قاعد علشان يقوله شيل دى احذف دى، أيوه يمين شوية شمال شوية، احذف الهرتلة اللى قالها هنا».
مصادر: تم حذف ساعة كاملة من الحوار عن علاقة مصر بأمريكا وعصيان بورسعيد
دقَّت الساعة الثامنة من مساء أول من أمس «الأحد»، وتجمع عدد كبير من المصريين أمام شاشات التليفزيون فى المنازل والمقاهى، لمشاهدة لقاء الرئيس محمد مرسى مع الإعلامى د.عمرو الليثى، وهو الحوار الذى تم التنويه قبلها بيوم عن عرضه على قناة «المحور»، بجانب 10 قنوات فضائية أخرى، هى «الأولى»، و«النيل للأخبار»، و«صوت الشعب»، و«نايل لايف»، و«النيل الدولية»، و«الفضائية المصرية»، و«صدى البلد»، و«أون تى فى»، و«التحرير»، و«النهار»، و5 محطات إذاعية.
الانتظار كان طويلًا، رغم كتابة جملة «الحوار بعد قليل»، إلا أن هذا القليل استمر 6 ساعات كاملة، حيث لم يُعرض الحوار إلا فى الثانية من صباح يوم الإثنين، رغم انتهاء الحوار فى التاسعة مساءً، كما أكد إيهاب مصطفى مخرج قناة «النيل للأخبار»، الذى قال فى تصريحات ل«الدستور الأصلي»، إن المونتاج استمر مدة أربع ساعات كاملة، بعد نقل أجهزة المونتاج من قناة «المحور» إلى قصر الاتحادية داخل إحدى الغرف، رغم أن قناة «المحور» طلبت أن يتم المونتاج بالقناة، كما هو متعارف عليه، إلا أن التعليمات كانت واضحة بأن المونتاج سيكون فى «الاتحادية».
أضاف مصطفى أن الحوار تمت مراجعته أربع مرات وفى أثناء المونتاج حذفت عدة مقاطع من أماكن متفرقة من الخطاب، تصل مدتها إلى ما يقارب الساعة، منها حديث مرسى عن علاقة مصر بالولايات المتحدةالأمريكية، كذلك حُذف بعض الأجزاء من حواره عن العصيان المدنى فى بورسعيد، كما تم اقتطاع جزء من الحوار عندما بدأ الليثى فى الحديث عن قطر، لينتقل مباشرة إلى كلام مرسى متحدثًا عن إندونيسيا.
وأضاف المصدر أنهم تلقّوا فى قناة «النيل للأخبار» اتصالًا هاتفيًّا من مكتب وزير الإعلام صلاح عبد المقصود، فى التاسعة مساءً، طلب منهم عرض تنويه عن الحوار دون تحديد للموعد.
هذا التأخير تسبَّب فى إرباك القنوات الفضائية التى عدّلت من مواعيد برامجها استعدادًا لنقل الحوار، حيث عرضت قناة «إم بى سى مصر»، حلقة معادة من برنامج «جملة مفيدة»، وأعلنت عن تأجيل حوار منى الشاذلى مع وائل الإبراشى، والذى كان مقررًا فى هذه الليلة. كما أجّلت قناة «دريم 2»، حلقة «الأحد» من برنامج «العاشرة مساءً»، واستبدلت به المسلسل العربى «زهرة وأزواجها الخمسة».
أما قناة «المحور» صاحبة الحوار، فقد استمرت فى إذاعة أغانى وطنية من الثامنة مساءً، وحتى ميعاد بث الحوار، فى حين استمرت قناة «أون تى فى» فى بث برنامج «بلدنا بالمصرى»، بعد أن أخّرت عرضه قليلًا على أمل بدء حوار الرئيس الذى بدأ فى الثانية صباحًا بعد 6 ساعات من التأخير منحته الحق فى أوسكار أول خطاب يثير سخرية شعب قبل أن يُبث، وربما يكون أول خطاب لرئيس جمهورية يُبث الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ويستمر أكثر من ساعتين، وأول لقاء تكتب القناة التى تعرضه لساعات أنه سيُبث بعد قليل، ورغم كل هذا فإن المواطن الصالح الدؤوب الذى قاوم النوم والملل قبل وفى أثناء الخطاب لم يجد جديدًا فى لقاء الرئيس، ومعظم ما جاء فى هذا الحوار سبق وقاله الرئيس بشكل أو بآخر، نفس العناد والتبرير وتجاهل الاحتقان الشعبى، وغضب المعارضة بسبب تجاهل مطالبها، بل إنه دعا المعارضة إلى حوار حول ضمان نزاهة الانتخابات، ويعجز المشاهد بعد الواحدة صباحًا تحديد «بكرة» المقصود بموعد دعوة المعارضة إلى حوار. الخطاب بدا وكأنه محاولة لإثبات الوجود والحضور، وكأنه إعادة تذكير بنفس الردود العنيدة التى تحول التظاهر إلى فوضى، وتجعل العصيان المدنى بلطجة، ورفض المعارضة مجرد وجهة نظر غير ملزمة، ولم يطرح أى مبادرات تحل أزمة واحتقان يتزايدان ويتصاعدان بالشارع، وكأنه خطاب يتماهى مع خطة إحباط متعمّدة بدت مؤشراتها مع إعلان مجلس الوزراء عدم وجود أى عصيان مدنى فى أى محافظة بمصر، وعلى نفس هذا المنوال فى الإنكار وتجاهل المشكلات وتجاهل المعارضة، قال الرئيس مثلًا إنه دعا للانتخابات البرلمانية بعد التشاور مع كل ألوان الطيف المصرى، وهو ما فسّره بأنه اتصل شخصيًّا مباشرة بأكثر من 30 شخصًا، واستشار نحو 150 من المتخصصين فى مجالات القانون والمجالات السياسية، ولم يذكر المعارضة من بينهم. إجابات الرئيس أيضًا على نقطة مثل الانتخابات كانت تنتقل من موضوع إلى آخر دون تركيز، فتجده ترك الدعوة إلى الانتخابات إلى التكنولوجيا ثم إلى الصناعة والزراعة، حتى تنسى أصل السؤال الأول، وتحدّث بشكل مسهب ومرسل عن تحسن نسبى فى أحوال البلاد، وعن أنه لم يأمر «الداخلية» بضرب المتظاهرين، واستهلك كثيرًا من الوقت لتفسير السيطرة المكروهة بمعنى الظلم والقهر، والسيطرة المحمودة واستخدم الهمز واللمز على المعارضة، بل إنه استخدم أسلوب المشير طنطاوى بعد أحداث بورسعيد، حينما طلب من الشعب التصدى للمحتجين، فطالب المواطن العادى بالتصدّى للمحتجين، ولا ينتظرون الشرطة للتعامل مع الأمر.