الفقى : إجتماع المسلمين على ضلال أفضل عند الله من فرقتهم على حق أكد الدكتور الحسينى محمد الفقى أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر وخطيب مسجد النور بالزقازيق أن ما نعيشه الآن من فوضى وهرج ومرج ماهو إلا قضاء قدره الله علينا بسبب بعدنا عن الله وعن دينه .
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التى ألقاها الفقى والتى تطرق خلالها للإجابة عن سؤال بعض الشباب عما إذا كان ما نحياه الآن هو قدر من عند الله وأسباب ذلك وطرق الوقاية منه وعلاجه ، حيث أكد الفقى أن الظرف الراهن الذى نعيشه والذى يشهد بانتشار الهرج و المرج والقتل ماهو إلا قدر من عند الله كما صرح فى القرآن حين قال "ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس " ثم ذكر السبب وراء ذلك والغاية منه فقال "ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون" ، فالغاية من ابتلاء الله هى عودة وحدة الأمة مرة أخرى فى مواجهة الصعاب ونهضة البلاد .
وأكد الفقى أن ما نعيشه اليوم من فرقة وضعف واختلاف كان قد نوه إليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وواصل هجومه على مدعى المشيخة الذين عاد ووصفهم ب "دعاة جهنم" بعد قيامهم بإطلاق الفتاوى الحمقاء وعلى رأسها جواز قتل المعارضين للنظام وضجعة الوداع التى طرحوها للنقاش فى مجلس الشعب المنحل وزواج القاصرات وغيرها من الفتاوى التى لا تعبر عن رأى الدين بقدر ما تعبر عن نقص الوازع الدينى لدى أمثال هؤلاء من مدعى المشيخة والعلم ، مؤكدا على ذلك بما رواه حذيفة بن اليمان أنه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال الزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك .
وأشار الحسينى إلى أن وحدة الأمة واجب مقدم على كل شئ ، حيث أنه وبفرض وحدة المسلمين على ضلال فإن ذلك أفضل عند الله من فرقتهم على حق ، فى إشارة منه إلى التحزب و التشيع الذى انقسمت عليه أطياف مصرية مسلمة يتهم كل منها الآخر بالبعد عنالله ويرى فرقته هو فقط على صواب ، مؤكدا على اجتماع جموع أهل العلم على أنه فى حالة الفرقة والاختلاف على قراءة القرآن وتفسيره فإنه من الأولى ترك قراءة القرآن فى سبيل عدم الاختلاف فيما بين قراءه .