السلبية الكبرى فى بطولة أمم إفريقيا الحالية التى يختتم دورها ربع النهائى اليوم بمباراتى كوت ديفوار مع نيجيريا وبوركينا فاسو مع توجو، كانت متمثلة فى غياب الجماهير عن الحضور بالمدرجات، خصوصا أن أيا من المباريات تقريبا لم يشهد استادا ممتلئ العدد، كما كان يحدث فى معظم البطولات الإفريقية السابقة. وألقى عدد من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية الضوء على غياب الجماهير، حيث قالت إنه فى ظل افتقاد شعب جنوب إفريقيا للحماس الكافى للاحتفاء بتنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية، تكفل المهاجرون من مختلف بلدان القارة السمراء باتخاذ مبادرة لإنجاح البطولة جماهيريا قدر المستطاع، حيث لاحظ متابعو العرس القارى بعد انتهاء مباريات الدور الأول خلوّ مدرجات الملاعب من الجماهير، باستثناء مباريات البلد المضيف، فضلا عن عدم اهتمام الشارع الجنوب إفريقى بالحدث، على عكس المراسم الاحتفالية الضخمة التى حدثت فى أثناء بطولة كأس العالم 2010.
وأكدت وسائل الإعلام العالمية أن مظاهر الاحتفال بأمم إفريقيا اقتصرت على آلاف المهاجرين واللاجئين الذين توافدوا على أرض المونديال الأخير التى تتمتع باقتصاد قوى بحثا عن فرصة ينعمون فيها بحياة أفضل، وهربا من كوارث الفقر والمرض ببلدانهم.
وألقت وسائل الإعلام الضوء على عدد من المدن التى تجمع فيها الجماهير، حيث أكدت أنه فى حى هيلبرو بمدينة جوهانسبرج، هناك جالية من المهاجرين النيجيريين تتركز لمؤازرة منتخب النسور الخضر.
وبجوار حى هيلبرو، يحتشد مجموعة من مشجعى منتخب إثيوبيا، الذى ودع البطولة من الدور الأول، ورغم هذا الخروج فإن مهاجرى إثيوبيا لا يزالون يحملون أعلام بلادهم ويهتفون لها بعد مشاركة اعتبروها مرضية، كما استعانوا فى احتفالاتهم بأبواق الفوفوزيلا.
كما أشار الإعلام العالمى إلى أن عددا من هؤلاء المهاجرين يسعى لاستغلال أجواء البطولة فى كسب قوت يومهم عن طريق بيع القمصان الرياضية لكل المنتخبات، وقمصان أخرى تحمل صورة المغنى الجامايكى الأسطورى بوب مارلى.
ويعد علم جمهورية الكونغو الأكثر رواجا بجوهانسبرج، ولكن بعد مغادرة منتخبهم من دور المجموعات، سيضطرون إلى تشجيع منتخب «البافانا بافانا» صاحب الضيافة، الذى واجه مالى غدا فى ربع النهائى.
ويبقى الاتجاه السائد بين مختلف جاليات المهاجرين واللاجئين هو الانتقال لتشجيع جنوب إفريقيا بعد خروج منتخباتهم من الدور الأول، باعتبارها الوطن الثانى الذى احتضنهم ومنحهم فرصة البحث عن لقمة العيش