هم قلب مصر النابض وأيقونة الثورة وشعاع النور وشمس الحرية كل ما يحلمون به هو التغيير والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعة لا يطمعون فى منصب ولا جاه، وكل يوم يقدمون من بين صفوفهم شهيدا أو جريحا خلال التظاهر ضد الاستبداد وفى سبيل تحقيق حلم التغيير. فقد تعاقبت وجوه السلطة منذ انطلاق ثورة يناير وتغيرت مراكز اللاعبين وظلوا هم فى مقدمة الثورة ومن خلفهم وبالتعاون معهم عدد من الرموز الوطنية، فهؤلاء هم الشباب الذين لا تتخطى أعمارهم العشرين عاما الحالمون بمصر الجديدة دون ظلم ولا قهر ولا استبداد. يبقى الشباب وحده فى الميادين الثائرة وفى كل الفاعليات وضد كل نظام بداية من مبارك مرورا بالمجلس العسكرى ثم بعدهما حكم الإخوان، هذا الشباب الذى لم ينخرط منذ البداية فى أى عمل سياسى أو انتماء حزبى بل ظل هدفه الوحيد هو الثورة، لم تكن أسماؤهم بارزة وسط الرأى العام إلا بعد استشهادهم وما زال يعيش منهم على قيد الحياة مئات الآلاف وهم يتذكرون روح «جيكا» وعلاء عبد الهادى وغيرهما.
حماسهم يؤكد أن التغيير قادم لا محالة وهتافاتهم تهز عروش السلطة، فالكل يراهن عليهم فى أى وقت بأنهم هم الفائزون فى مواجهة أى سلطة أو سلطان سواء أكان مبارك وفساده، أو المجلس العسكرى وفشله، أو الإخوان واستبدادهم.
الملايين من هؤلاء هم الذين احتلوا الميادين بداية من 25 يناير حتى 11 فبراير، وخرج وراءهم جمهور الشعب المصرى بكل فئاته، وشاءت الأقدار أن يحكم المجلس العسكرى، وتحول أشخاص من الثورة إلى السلطة، وبعدها حكم الإخوان وتحولت طائفة أخرى من الثورة إلى السلطة، وفى النهاية لم يتحول الشباب والرموز الوطنية ولم تتغير مواقفهم ومبادئهم لكنهم يصرون على تحقيق أهداف ومطالب ثورتهم «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» ويؤكدون مطالبهم بالقصاص لحقوق أصدقائهم من شهداء الثورة.
ويتحمل هؤلاء الشباب الذين لا تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين عاما ما لا يتحمله أحد، من قتل وتعذيب ومواجهات دائمة بالإضافة إلى اتهامهم الدائم بالتخوين والعمالة ورغم ذلك لا يهابون ولا يخشون أحدا، ويستمرون فى نهجهم الذى اختاروه منذ أول يوم وهو الحرية والتغيير، وقدموا لذلك الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين ومن يستمر منهم على قيد الحياة يستكمل مسيرة الشهيد ويُقسِمون دائما «ثوار أحرار هنكمل المشوار».
ويظل البرادعى الذى يلقبه الشباب بلقب «البوب» هو علامة مهمة بين جيل الشباب الثائر الحر وهو بمثابة القائد لهم، وكما يؤكد «البوب» ويؤكد الشباب أنه يقود أحرارا لا ميليشيات.