المدن العراقية ذات الأغلبية السنية تشهد تظاهرات ضد رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي
أعلنت مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى بشمال العراق، اليوم الاثنين، إضرابا عاما ليوم واحد، وذلك احتجاجا على ما وصفته ب"عدم اهتمام الحكومة العراقية بإرسال مفاوضين للمدينة للاطلاع على مطالب المتظاهرين". وقال بيان أصدرته إدارة محافظة نينوى، إن لجنة متابعة مطالب متظاهري نينوى، اجتمعت اليوم بحضور رئيس مجلس المحافظة جبر العبد ربه، والمحافظ اثيل النجيفي ومسؤولين آخرين، لبحث مطالب المتظاهرين بالمحافظة. وقررت اللجنة بحسب البيان "الاستمرار بدعم مطالب المتظاهرين العادلة، وبخاصة مطلب تولي الشرطة المحلية مسؤولية الملف الأمني في محافظة نينوى، وخروج قوات الجيش والشرطة الاتحادية إلى خارج حدود المحافظة الخارجية وفق قانون المحافظات والدستور العراقي". وأضاف البيان أن "الحكومة الاتحادية في بغداد لم ترد على مطالب متظاهري نينوى التي أرسلت لها، كما لم ترسل أي وفد رسمي حكومي لعقد لقاء مع المتظاهرين أو من يمثلهم أو بحث مطالبهم مع مجلس المحافظة". وقال غانم العابد، المتحدث الرسمي باسم متظاهري ساحة الأحرار في مدينة الموصل: "أعلنا اليوم إضرابا عاما وليوم واحد في مدينة الموصل، حيث أغلقت معظم المحلات التجارية في المدينة تضامنا مع مطالب معتصمي ساحة الأحرار". وأيدت الاضراب عدد من النقابات والكيانات السياسية، كنقابة المعلمين، وحركة "العدل والإصلاح"، التي قرر نوابها بمجلس محافظة نينوى وعددهم 11 نائبا تعليق مشاركتهم في المجلس تضامنا مع مطالب المتظاهرين. وعلى صعيد ردود الفعل على إعلان الاضراب، قال عمر إبراهيم معتز (35 عاما) وهو صاحب محل تجاري بسوق الموصل أن الاعتصام والعصيان المدني في المدينة هو "حق علينا جميعا للتخلص من الحكومة الدموية في بغداد، وهو انتفاضة ضد رئيس الوزراء نوري المالكي". وأضاف معتز: "أنا أحيي المعتصمين في كل العراق، وقد شاركت في العصيان المدني لكي ترى الحكومة في بغداد ما هو دور الموصل في التعبير عن رأيها ونبذ الديكتاتورية والطائفية التي تريد نشرها بيننا". أما محمد عبد الله خيري، 39 سنة، وهو أيضا أحد أصحاب المحال التجارية في مدينة الموصل، فقال "أستغرب هذا الذي حدث اليوم من إغلاق للمحال التجارية للمشاركة في عصيان مدني، نعم نحن مع معتصمي ساحة الأحرار في كل شيء، ولكن ليس على حساب رزقنا ورزق أطفالنا، فنحن وأغلبنا من أصحاب المحال رزقنا يومي وإن أغلقت محلي يوثر بشكل كبير على عيشنا". وتابع: "أنا صاحب محل حلويات وأغلب بضاعتي لا تحتمل أن تبقى إلى اليوم التالي، وأنا أعتبر هذا الأمر غير مدروس، ولو طلبوا منا الذهاب إلى الساحة بعد انتهاء فترة عملنا أي بعد الظهيرة سنزحف إلى هناك". وتشهد مدن عراقية ذات أغلبية سكانية سنية، منذ أسابيع تظاهرات واحتجاجات شعبية ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي تطالب بإطلاق سراح معتقلين في السجون، والتوقف عن ملاحقة سياسييهم وتخفيف قبضة الجيش على مناطقهم ونقاط اخرى يصل عددها إلى 13 نقطة، وهي المشكلات التي تعاني منها العراق منذ دخول الاحتلال الأمريكي عام 2003 وحتى الآن.