فى تطور جديد للحراك داخل التيار السلفى فى مصر، علمت «التحرير» أن قرابة 50 شيخا من شيوخ الدعوة السلفية فى 20 محافظة مختلفة، عقدوا عدة اجتماعات سرية خلال الأشهر الأربعة الماضية، وسط حالة من التكتم الشديد عن هذه التنسيقات، وذلك بهدف الحفاظ على الدعوة بعد تسجيلهم عديدا من الملاحظات على أداء سلفية الإسكندرية، ودفع عدد كبير من مشايخ الدعوة إلى الانخراط فى العمل السياسى. الاجتماعات السرية -التى تنفرد «التحرير» بنشر تفاصيلها- استهدفت إنشاء كيان دعوى جديد ليس له ذراع سياسية، يضم مجلس إدارة ومجلس شورى ومجالس إدارية فى المحافظات، ويسعى لاستقطاب غير المنتمين إلى سلفية الإسكندرية.
مصادر مطلعة، كشفت عن اقتراب تأسيس الكيان الدعوى الجديد، بهدف سرعة توحيد الصف السلفى، مؤكدة أن الفكرة فرضت نفسها على مشايخ الدعوة فى المحافظات بسبب التطورات الأخيرة، وأن مشايخ الكيان الجديد، يعقدون اجتماعات متواصلة للانتهاء من التصور النهائى لشكل الكيان الجديد ولائحة خاصة به، حيث تم الاتفاق على مجموعة من النقاط منها اقتصار دور الكيان على العمل الدعوى وأن لا يصبح له ذراع سياسية، وذلك بهدف إدارة وتنظيم العمل الدعوى والخيرى.
المصادر -التى فضلت عدم ذكر اسمها- كشفت أيضا أن من بين المشايخ الذين يقودون الكيان الجديد كلا من الدكتور هشام أبو النصر والشيخ عادل عزازى والشيخ مصطفى محمد والشيخ طارق منير والشيخ سامح قنديل، وأنه سيتم دعوة كبار مشايخ السلفية إلى الانضمام إلى الكيان الجديد فور الانتهاء من تشكيله.
أحد المشايخ الذين حضروا الاجتماعات، أوضح ل«التحرير» أنهم يستهدفون جمع صفوف التيار السلفى بشكل تنظيمى، بعدما قام مشايخ 20 محافظة بدراسة تنظيم الكيان وهيكل إدارته، مشيرا إلى أنه سيتم التنسيق بين العمل الدعوى فى المحافظات، وتنظيم العمل بين بنوك الأدوية والمستوصفات الخيرية ومعاهد القرآن.
الشيخ أشار إلى أنه من حق سلفية الإسكندرية أن يغلقوا على أنفسهم ويرفضوا الاعتماد على مشايخ السلفيات الأخرى، مبديا استنكاره انضمام عدد كبير من مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية ومجلس شورى الدعوة إلى الهيئة العليا لحزب النور، وهو الأمر الذى دفع القائمين على الكيان الجديد إلى رفض انبثاق أى حزب أو كيان سياسى جديد عنها، تجنبا لما يحدث للدعوة فى الإسكندرية واختلاط أوراق الدعوة بالملف السياسى.
الشيخ قال إن الهدف من الكيان الجديد كذلك وقف تجاهل الدعوة السلفية بالإسكندرية جهود السلفيين فى المحافظات، موضحا أن المشايخ لن ينجذبوا إلى العمل السياسى، مؤكدا أنه لم يتم حتى الآن الاستقرار على اسم للكيان الدعوى الجديد، موضحا أن من أهم مبادئه توحيد الصفوف وعدم التشتت، على أن يتم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة القادمة.
