دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إيران إلى الحوار مع واشنطن واصفا السياسية الإيرانية بأنها "منعزلة" وذلك برفضها عروض الدول الكبرى لمعالجة أزمة ملفها النووي، مؤكداً تطلع واشنطن إلى مستقبل يتمكن من خلال الشعب الإيراني من إنجاز "تبادل ثقافي وتعليمي" مع العالم . وهي الدعوات التي أطلقها في رسالة فيديو مسجلة عرضت بمناسبة حلول رأس السنة الفارسية "النيروز"موضحا فيها إنه ما زال ملتزماً بالتطلع نحو مستقبل أفضل في العلاقات مع إيران، وأكد حرصه على معرفة الشعب الإيراني للقيم الأمريكية التي تحترم "كرامة الإنسان والقانون الدولي،" ولوح باستمرار السعي لمعاقبة إيران وتوفير حرية الوصول للانترنت بالبلاد. وأضاف: "نتطلع إلى مستقبل يمكن فيه للإيرانيين المشاركة بشكل كامل في الاقتصاد الدولي، وإثراء العالم بالتبادل الثقافي والتعليمي.. ولهذا نواصل التزامنا بحصول الشعب الإيراني على مستقبل زاهر رغم الاختلافات المستمرة بينا وبين الحكومة الإيرانية" ووعد أوباما بأن يكون الوصول الحر للانترنت جزء من هذه المساعدات، متعهداً بالعمل لضمان "تمكن الإيرانيين من الاتصال فيما بينهم ومع العالم دون خوف من الرقابة". كما شدد الرئيس الأمريكي على أن سعي واشنطن مع العواصمالغربية لمعاقبة إيران "متواصل" بسبب ملفها النووي، لكنه اعتبر أن ذلك لا يجب أن يجهض دعوته للحوار حسب قوله . في المقابل اعتبر برلماني ايراني خطاب اوباما الموجه الى الشعب الإيراني بمناسبة بدء العام الإيراني الجديد بأنه "تدخل في الشأن الإيراني الداخلي" ، وقال الشيخ حسين إبراهيمي عضو لجنة الأمن و الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني أن هذا الخطاب وتخصيص 46 مليون دولار لدعم الحرب الإلكترونية والنفسية ضد الشعب الإيراني خير دليل على التدخل الأميركي في الشأن الداخلي الإيراني. كما أكد في تصريحات صحفية أمس أن أوباما يختلف عن سلفه جورج بوش لان بوش كان يتحدث ويهدد بشكل صريح ولكن اوباما يتخذ اسلوبا مزدوجا في تعامله مع طهران ولذلك هناك تناقض بين حديثه وعمله ، مضيفا أن الرئيس الأمريكي وبخطابه هذا يريد من جانب المحافظة على اصدقائه في ايران وخارجها وتعزيز موقفه في داخل الولاياتالمتحدة من ناحية أخرى . وصرح إبراهيمي أن الشعب والحكومة الإيرانيين لاينفصلان بعضهما عن البعض وانهما جسم واحد، ولذلك فان مثل هذه الخطب لن تؤثر على الرأي العام الايراني، مؤكدا ان حكومة طهران هي أكثر الحكومات استقرارا وثباتا في المنطقة وهذه المحاولات ستكون هباء منثورا ولن تؤثر على الداخل الإيراني.
وعلى الصعيد الروسي اتهمت موسكوطهران بتضييع فرص للحوار مع المجتمع الدولي محذرة في الوقت نفسه من فرض عقوبات إضافية على طهران بسبب برنامجها النووي تضر بالشعب الإيراني ، وقال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن العقوبات نادرا ما تفيد . كما أكد أن مدفيديف يعتبر أن العقوبات على إيران يجب أن تكون "معقولة وغير عدائية لا تشل إيران ويجب ألاّ يكون لديها أثر سلبي على الشعب الإيراني بل أن تفرض على الذين اتخذوا قرارات بشأن التعاون مع المجتمع الدولي" لافتا إلى أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران تتضمن تقييمات محددة ، ولا تدعو للقلق وشدد على أن ذلك لا يعني أن موسكو راضية عن التصرفات الإيرانية.