120 ألفًا سجلوا.. مكتب التنسيق يدعو طلاب الثانوية العامة للتسجيل في اختبارات القدرات قبل انتهاء الموعد    مصر تنتصر ل«نون النسوة».. نائبات مصر تحت قبة البرلمان وحضور رقابي وتشريعي.. تمثيل نسائي واسع في مواقع قيادية    أسماء أوائل الثانوية الأزهرية في الأقسام العلمي والأدبي والمكفوفين بالمنيا    العودة إلى الجذور.. البابا تواضروس يفتتح ملتقى لوجوس الخامس للشباب    الكهرباء: الشبكة الموحدة حققت رقمًا قياسيًا في ارتفاع الأحمال وزيادة الاستهلاك أمس السبت    وزير الري يتابع أعمال إزالة الحشائش وورد النيل    أسعار مواد البناء اليوم الأحد 27 يوليو 2025    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات اليوم الأحد    دخول 120 شاحنة مساعدات من معبر رفح إلى قطاع غزة    وزير خارجية إسبانيا: المجاعة في غزة عار مخز.. و40 ألف رضيع مهددون بالموت    استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف خيام واستهداف منتظري المساعدات بغزة    كمبوديا وتايلاند تعربان عن استعدادهما لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار    وسام أبو علي: الأهلي محظوظ جدا بالخطيب    اليوم.. قرعة الدوري «الاستثنائي» بمشاركة 21 فريقا بنظام المجموعتين    إصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة بأطفيح    انتظام لجان امتحانات النقل للدور الثاني بالغربية    ضبط سائق توكتوك تحرش بسيدة بالقاهرة    موعد جنازة زياد الرحباني    وزير الثقافة: نقل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر    في ذكرى رحيله.. رشدي أباظة "الدنجوان" الذي أسر قلوب الجماهير وتربع على عرش السينما    3 أوجه تشابه بين صفقتي بوبيندزا وأوكو مع الزمالك    "غيبوبة لليوم الرابع".. مناشدة عاجلة بعد تطورات الحالة الصحية لحارس دجلة    برامج دراسية متميزة للتأهيل على وظائف المستقبل بجامعة مصر للمعلوماتية    مقتل 6 أشخاص جراء تدافع في معبد هندوسي شمالي الهند    أسعار الأسماك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم    محافظ أسيوط يتفقد أعمال إنشاء أول مصنع متكامل لمنتجات الرمان بالبداري - صور    شوبير: الزمالك يعلن عن 3 صفقات خلال ساعات.. وحسام عبد المجيد يغلق صفحة الرحيل    بورسعيد تودع "السمعة".. أشهر مشجع للنادى المصرى فى كأس مصر 1998    ريم أحمد: شخصية «هدى» ما زالت تلاحقني.. وصورة الطفلة تعطل انطلاقتي الفنية| خاص    إصابة 6 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الأوسطى    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى بولاق الدكرور دون إصابات    وزير التموين يفتتح فرعا جديدا لسوق اليوم الواحد بالجمالية    بعد عتاب تامر حسني لعمرو دياب.. تعرف على الأغنية رقم 1 في تريند «يوتيوب»    زكى القاضى: مصر تقوم بدور غير تقليدى لدعم غزة وتتصدى لمحاولات التهجير والتشويش    "الصحة": حملة 100 يوم صحة قدّمت 15.6 مليون خدمة طبية مجانية خلال 11 يوما    «الإفتاء» توضح الدعاء الذي يُقال عند الحر الشديد    إصابة 11 شخصا في حادثة طعن بولاية ميشيجان الأمريكية    بدعم من شيطان العرب .."حميدتي" يشكل حكومة موازية ومجلسا رئاسيا غربي السودان    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية»| الأحد 27 يوليو    الأرصاد الجوية : اليوم ذروة الموجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 41 درجة وأسوان 46    القاهرة الإخبارية: المساعدات لغزة تحمل كميات كبيرة من المواد الغذائية والطحين    إيتمار بن غفير: لم تتم دعوتي للنقاش بشأن إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    طريقة عمل البسبوسة الاحترافية في البيت بأقل التكاليف    حياة كريمة.. افتتاح جزئى لمستشفى دار السلام المركزى بسوهاج اليوم    الكلية الحربية والبحرية والجوية 2025.. خطوات التقديم وشروط القبول بالتفصيل    القصة الكاملة لحادث انهيار منزل في أسيوط    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    ما حكم شراء السيارة بالتقسيط عن طريق البنك؟    بعد فتوى الحشيش.. سعاد صالح: أتعرض لحرب قذرة.. والشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة    الثالث علمي بالثانوية الأزهرية: نجحت بدعوات أمي.. وطاعة الله سر التفوق    «حريات الصحفيين» تعلن دعمها للزميل طارق الشناوي.. وتؤكد: تصريحاته عن نقابة الموسيقيين نقدٌ مشروع    «تجاوزك مرفوض.. دي شخصيات محترمة».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على مصطفى يونس    خالد الجندي: من يُحلل الحشيش فقد غاب عنه الرشد العقلي والمخ الصحيح    "سنلتقي مجددًًا".. وسام أبوعلي يوجه رسالة مفاجئة لجمهور الأهلي    سعيد شيمي يكشف أسرار صداقته مع محمد خان: "التفاهم بينا كان في منتهى السهولة    تأكيدا لما نشرته الشروق - النيابة العامة: سم مبيد حشري في أجساد أطفال دير مواس ووالدهم    الأمم المتحدة: العام الماضي وفاة 39 ألف طفل في اليمن    وزير الثقافة: نقل الكاتب صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر بالتنسيق الصحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شكاوى المصلين تحاصر«مرسى» داخل المسجد
نشر في الدستور الأصلي يوم 04 - 01 - 2013

للمرة الرابعة على التوالى.. مرسى يصلى الجمعة فى صمت بمسجد حسن الشربتلى بالتجمع الخامس دون إلقاء كلمة.. وخطيب المسجد: إنهارت الدولة الإسلامية حينما إنصرف العلماء عن دورهم وإنشغلوا بمعارك كلامية

الرئيس يتحدى المصلين ويصلى فى المسجد رغم الإشتباكات اللفظية التى تعرض لها فى جمعة سابقة بسبب الإعلان الدستورى.. وطاقم الحراسة يطوق الرئيس خشيه من تكرار ما حدث فى نفس المسجد

أحد المصلين يدعو الرئيس ل"صلاة الإستسقاء".. والبعض طالبه ب"الإفراج عن المعتقلين فى السعودية والإمارات"

رغم المناوشات والإشتباكات اللفظية والهتافات المناهضة ضده، التى تعرض لها فى نفس المسجد فى جمعة سابقة بسبب الإعلان الدستورى، أدى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية صلاة الجمعة ظهر أمس، بمسجد حسن الشربتلى بالتجمع الخامس، متجاهلا غضبة المصلين التى تلاحقة لاسيما فى ذلك المسجد، ومتحديا الجموع المنددة بسياساته وممارساته منذ تولية الحكم، وسط تواجد امنى ملحوظ ومكثف من قبل قوات الأمن وقوات العمليات الخاصة ورجال الحرس الجمهورى.

وللمرة الرابعة على التوالى أدى الرئيس مرسى صلاة الجمعة، صامتا دون أن يلقى كلمة واحدة على المصلين مثلما إعتاد دائما فى أغلب صلواته، بل قام بأداء الصلاة وإنصرف مباشرة فى حراسة موكبة الخاص دون أى كلام.

حيث تناول د. محيي الدين عفيفي أحمد عميد كلية الدعوة الاسلامية الأسبق وخطيب مسجد حسن الشربتلي، ضرورة التوحد والإحساس بالإنتماء المجتمعى والتضافر وقت الأزمات والإهتمام بالدعوة وعدم الإنشغال وراء ما يضيع الأوقات، كما تطرق إلى أهمية شعورالمسلم بأنه فاعل في المجتمع وجزء منه، منوها إلى مرور521 عاما على سقوط الأندلس والتي علمت الغرب معنى التقدم والحضارة .

وقال الخطيب، أن المجتمع المسلم لايعرف الفردية بل يعرف التعاون والتلاحم، لذا يقول تعالى:"وجعلناكم شعوبا وقبائل تعارفوا ان اكرمكم عند الله أتقاكم" ، مشيرا إلى أن التكريم والاحترام في الإسلام للإنسان لكونه انسانا دون النظرالى ديانته اوجنسيته او لونه، ولذا جاء الاسلام ليربي المسلمين على هذا الفهم، وبقدراحساس الفرد بحق المجتمع بقدر ماتعلوا قيمته عند الله تعالى، لذا فإن العبادات في الاسلام هي روح تسري في اوصال المجتمع، فالمسلم حين يتوجه الى الله تعالى ويقرأ سورة الفاتحة "اياك نعبد واياك نستعين"، كان المنطق ان يقولها بصيغة المفرد لتصبح اياك اعبد واياك استعين لكن الله يربينا على ان نكون جميعا . وكذلك الصيام يكون في أيام معدودة لجميع فئات المجتمع الكل يعاني من الجوع والعطش والحرمان من الشهوات على الجميع الرئيس والمرؤوس الغني والفقير، موضحا:" جميع العبادات في الإسلام ترسخ مفهوم التعاون والترابط في المجتمع الواحد "، موضحا ان اجتماع كلمة المسلمين من اهم ما ركز الاسلام عليه، لذا عندما قيل لأحد العلماء ان الناس اختلفوا على عدد ركعات صلوات التراويح قال " أرى ان يغلق المسجد لأن صلاة التراويح نافلة ووحدة المسلمين واجب" .

وقال الخطيب، ان شعور الانتماء لهذا الوطن يملي على كل مسلم وعلى كل مؤمن بالله تعالى أن يكون انتمائه لله ورسوله اولا ثم لوطنه وبني وطنه، ان الاسلام لايعرف منطق الانانية والشح ولا يعرف منطق "انا ومن بعدي الطوفان"، وانما يرمي لترسيخ الصلات بين المسلمين، ان المسلمين أشبه بالجسد الواحد الذي اذا اصابته عله كانت هناك حالة استنفار في بقية اجزاء الجسم .

وضرب الخطيب، مثلا بما حدث في عام الرماد في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجاءت قافلة محملة وبمنطق التجار كان من الممكن استغلال واحتكارالقافلة، فذهبوا الى عثمان بن عفان لشراء القافلة وقالوا يعطونه نسبة وكلما زادو في نسبة الربح قال عثمان بن عفان عندي من يعطيني أكثر، قائلا لقد بعتها لله عزوجل وأشهدكم اني جعلتها للمسلمين .

وذكرالخطيب: العلاقة بين المسلمين لاتقوم على النفع المادي ، بل تقوم على القرب من الله تعالى لذا قال صلى الله عليه وسلم:" المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يسلمه"، وحينما الم بالمسلمين أمر قاس اهاب صلى الله عليه وسلم بأصحابه ان يتعاونوا لتجهيز الجيش الاسلامي فيتبرع أبو بكر بكل ماله وعندما سأله صلى الله عليه وسلم، ماذا ابقيت لأهلك يا ابا بكر فقال : ابقيت لهم الله ورسوله ، فعلها ابو بكر طمعا في رضوان الله تعالى .

وأضاف الخطيب: هذه حقيقة الاسلام حيث يتنازل كل فرد عن مكاسبه لشعوره بانتمائه للوطن، ضاربا المثل مرة أخرى بأبي بكر الصديق الذ كان يعول أحد اقاربه والذي كان بدوره يخوض مع الخائضين في عرض السيدة عائشة في حادثة الافك ، فعز على أبو بكر ان يكون محسنا لقريبة ويخونه قريبه في عرضه فقرر أن لاينفق عليه بعد اليوم، الا انه تعالى عاتبه عتابا لطيفا بقوله تعالى :"ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة ... وليعفوا وليصفحوا الا يحبون ان يغفر الله لكم" ، وهذا هو الاسلام الذي يعلق غايات الاسلام برضا الله تعالى.

وأضاف الخطيب :هناك شعور ينبغي أن يستولي على نفس المؤمن، هو ان يشعر المؤمن بانه مدين لهذا المجتمع الذي يعيش فيه، في وحدته المصغرة الممثلة في الأسرة والوالدين إلى ان تكتمل الدائرة في المجتمع . من المعلمين والمربين فضلا عن كل انسان في تخصصه يقوم بمهام التخصص والوظيفة المنوطة به.

وأوضح الخطيب قبل يومين كانت الذكرى رقم 521 عاما على سقوط الاندلس التي ظل الاسلام فيها 8 قرون، كانت آخر معاقل المسلمين في بلاد الاندلس في غرناطة، وكانت الحضارة الاوربية في الاساس في الاندلس، ولكن حينما انفرط عقد الأمة زالت دولة الاسلام في الاندلس، وبسبب البعد عن منهج الله تعالى، كما انهارت بسبب عدم تطبيق شرع الله وانغماس المسلمين وحكامهم في الملذات وتشييد القصور،وأصبح الهدف هوالمغنيات والراقصات والمغنيين، كما انهارت عندما تحالف بعض حكام المسلمين مع خصوم الاسلام .

وأشارالخطيب، انهارت الدولة الاسلامية حينما انصرفوا عن دورهم وانشغلوا بقضايا ليست من الولويات في ذاك الزمان ، وتركوتا الشعب وانشغلوا بالمعارك الكلامية، قائلا"العلماء هم المنوط بهم جمع كلمة الامة ووضع في ذهنهم لفقة الاولويات ولم الشمل، ينبغي ان يتكاتف الجميع وان يتكون الهمة والغاية التي يسعى الناس اليها نصرة دين الله تعالى ولا يتحقق ذلك من خلال اداء العبادات فقط بل تقتضي نصره الله تعالى تقتضي تكييف حياة الناس وفق شرع الله تعالى ".

واختمم خطبته بالدعاء، "اللهم وحد صفوف المصريين، اللهم وحد صفوف المصريين ،اللهم اعد لمصر مجدها وعهدها الله والطف بنا يامولانا فيما جرت به المقادير اللهم انصر الاسلام والمسلمين اللهم انصر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها" .

وعقب إنتهاء الصلاه مباشرة، قام عدد من المصلين حاملا أوراقا بمطالب وشكاوى للرئيس، وقاموا بالنداء على عليه رغم قيامه بصلاة ركعتين، قائلين"يا ريس عايزين الافراج عن المعتقلين فى السعودية والامارات واللى مسجونين فى الخارج"، بينما قام أحدهم وقال "يا ريس عايزين الدعوة لصلاة الاستسقاء وعايزين مطر للزرع"، وبعضهم طالب بالأمن وتفعيل القانون ضد البلطجية" واخرون من محافظات مختلفة "عايزين نشتغل يا ريس"، إلا ان الرئيس ورغم تلك الشكاوى التى حاصرته داخل المسجد، خرج ملوحا بيديه إلى المصلين، متجاهلا تلك المطالب، فيما حاول امن الرئيس إحتواء مطالب المتجمعين، فقاموا بأخذ الاوراق منهم فى محاولة لطمأنتهم، وخرج الرئيس فى حراسة مواكبة الأمنى من الباب الأخر للمسجد دون أن ينطق بأيه كلمات مكتفيا بالتلويح بإشارات اليد.

تجدرالإشارة، أن الرئيس مرسى كان قد تعرض لإشتباكات لفظية ومشادات وصلت لحد التراشق بالألفاظ داخل مسجد حسن الشربتلى فى جمعة سابقة، بسبب ما تناوله خطيب المسجد وقتها عن الإعلان الدستورى وهو ما أثار غضبه المصلين ضده وادى إلى إنقسام المسجد لنصفين وخرج الرئيس فى حراسة الأمن بعد إحتجازة داخل المسجد، ورغم ذلك أصر الرئيس على الصلاه به.

كما يذكر، ان الرئيس مرسى كان قد تلقى واجب العزاء فى شقيقته فى نفس المسجد فى دار المناسبات الملحقة به، وسط حضور لفيف كبير من الشخصيات العامة.

الجدير بالذكر، أن أفراد الأمن المكلفة بحراسة الرئيس وقوات الحرس الخاصة، كانت قد صنعت ما يقرب من 3 صفوف لحجز الرئيس عن المصلين وتأمينه منذ صلاته حتى خروجه، فيما قام بعض طاقم الرئاسة بالخروج عقب الصلاة مباشرة للبس الأحذرية و لتجهيز الموكب الرئاسى إنتظارا لإنتهاء الرئيس من صلاته.

رغم المناوشات والإشتباكات اللفظية والهتافات المناهضة ضده، التى تعرض لها فى نفس المسجد فى جمعة سابقة بسبب الإعلان الدستورى، أدى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية صلاة الجمعة ظهر أمس، بمسجد حسن الشربتلى بالتجمع الخامس، متجاهلا غضبة المصلين التى تلاحقة لاسيما فى ذلك المسجد، ومتحديا الجموع المنددة بسياساته وممارساته منذ تولية الحكم، وسط تواجد امنى ملحوظ ومكثف من قبل قوات الأمن وقوات العمليات الخاصة ورجال الحرس الجمهورى.
وللمرة الرابعة على التوالى أدى الرئيس مرسى صلاة الجمعة، صامتا دون أن يلقى كلمة واحدة على المصلين مثلما إعتاد دائما فى أغلب صلواته، بل قام بأداء الصلاة وإنصرف مباشرة فى حراسة موكبة الخاص دون أى كلام.
حيث تناول د. محيي الدين عفيفي أحمد عميد كلية الدعوة الاسلامية الأسبق وخطيب مسجد حسن الشربتلي، ضرورة التوحد والإحساس بالإنتماء المجتمعى والتضافر وقت الأزمات والإهتمام بالدعوة وعدم الإنشغال وراء ما يضيع الأوقات، كما تطرق إلى أهمية شعورالمسلم بأنه فاعل في المجتمع وجزء منه، منوها إلى مرور521 عاما على سقوط الأندلس والتي علمت الغرب معنى التقدم والحضارة .
وقال الخطيب، أن المجتمع المسلم لايعرف الفردية بل يعرف التعاون والتلاحم، لذا يقول تعالى:"وجعلناكم شعوبا وقبائل تعارفوا ان اكرمكم عند الله أتقاكم" ، مشيرا إلى أن التكريم والاحترام في الإسلام للإنسان لكونه انسانا دون النظرالى ديانته اوجنسيته او لونه، ولذا جاء الاسلام ليربي المسلمين على هذا الفهم، وبقدراحساس الفرد بحق المجتمع بقدر ماتعلوا قيمته عند الله تعالى، لذا فإن العبادات في الاسلام هي روح تسري في اوصال المجتمع، فالمسلم حين يتوجه الى الله تعالى ويقرأ سورة الفاتحة "اياك نعبد واياك نستعين"، كان المنطق ان يقولها بصيغة المفرد لتصبح اياك اعبد واياك استعين لكن الله يربينا على ان نكون جميعا . وكذلك الصيام يكون في أيام معدودة لجميع فئات المجتمع الكل يعاني من الجوع والعطش والحرمان من الشهوات على الجميع الرئيس والمرؤوس الغني والفقير، موضحا:" جميع العبادات في الإسلام ترسخ مفهوم التعاون والترابط في المجتمع الواحد "، موضحا ان اجتماع كلمة المسلمين من اهم ما ركز الاسلام عليه، لذا عندما قيل لأحد العلماء ان الناس اختلفوا على عدد ركعات صلوات التراويح قال " أرى ان يغلق المسجد لأن صلاة التراويح نافلة ووحدة المسلمين واجب" .
وقال الخطيب، ان شعور الانتماء لهذا الوطن يملي على كل مسلم وعلى كل مؤمن بالله تعالى أن يكون انتمائه لله ورسوله اولا ثم لوطنه وبني وطنه، ان الاسلام لايعرف منطق الانانية والشح ولا يعرف منطق "انا ومن بعدي الطوفان"، وانما يرمي لترسيخ الصلات بين المسلمين، ان المسلمين أشبه بالجسد الواحد الذي اذا اصابته عله كانت هناك حالة استنفار في بقية اجزاء الجسم .
وضرب الخطيب، مثلا بما حدث في عام الرماد في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجاءت قافلة محملة وبمنطق التجار كان من الممكن استغلال واحتكارالقافلة، فذهبوا الى عثمان بن عفان لشراء القافلة وقالوا يعطونه نسبة وكلما زادو في نسبة الربح قال عثمان بن عفان عندي من يعطيني أكثر، قائلا لقد بعتها لله عزوجل وأشهدكم اني جعلتها للمسلمين .
وذكرالخطيب: العلاقة بين المسلمين لاتقوم على النفع المادي ، بل تقوم على القرب من الله تعالى لذا قال صلى الله عليه وسلم:" المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يسلمه"، وحينما الم بالمسلمين أمر قاس اهاب صلى الله عليه وسلم بأصحابه ان يتعاونوا لتجهيز الجيش الاسلامي فيتبرع أبو بكر بكل ماله وعندما سأله صلى الله عليه وسلم، ماذا ابقيت لأهلك يا ابا بكر فقال : ابقيت لهم الله ورسوله ، فعلها ابو بكر طمعا في رضوان الله تعالى .
وأضاف الخطيب: هذه حقيقة الاسلام حيث يتنازل كل فرد عن مكاسبه لشعوره بانتمائه للوطن، ضاربا المثل مرة أخرى بأبي بكر الصديق الذ كان يعول أحد اقاربه والذي كان بدوره يخوض مع الخائضين في عرض السيدة عائشة في حادثة الافك ، فعز على أبو بكر ان يكون محسنا لقريبة ويخونه قريبه في عرضه فقرر أن لاينفق عليه بعد اليوم، الا انه تعالى عاتبه عتابا لطيفا بقوله تعالى :"ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة ... وليعفوا وليصفحوا الا يحبون ان يغفر الله لكم" ، وهذا هو الاسلام الذي يعلق غايات الاسلام برضا الله تعالى
وأضاف الخطيب :هناك شعور ينبغي أن يستولي على نفس المؤمن، هو ان يشعر المؤمن بانه مدين لهذا المجتمع الذي يعيش فيه، في وحدته المصغرة الممثلة في الأسرة والوالدين إلى ان تكتمل الدائرة في المجتمع . من المعلمين والمربين فضلا عن كل انسان في تخصصه يقوم بمهام التخصص والوظيفة المنوطة به
وأوضح الخطيب قبل يومين كانت الذكرى رقم 521 عاما على سقوط الاندلس التي ظل الاسلام فيها 8 قرون، كانت آخر معاقل المسلمين في بلاد الاندلس في غرناطة، وكانت الحضارة الاوربية في الاساس في الاندلس، ولكن حينما انفرط عقد الأمة زالت دولة الاسلام في الاندلس، وبسبب البعد عن منهج الله تعالى، كما انهارت بسبب عدم تطبيق شرع الله وانغماس المسلمين وحكامهم في الملذات وتشييد القصور،وأصبح الهدف هوالمغنيات والراقصات والمغنيين، كما انهارت عندما تحالف بعض حكام المسلمين مع خصوم الاسلام
وأشارالخطيب، انهارت الدولة الاسلامية حينما انصرفوا عن دورهم وانشغلوا بقضايا ليست من الولويات في ذاك الزمان ، وتركوتا الشعب وانشغلوا بالمعارك الكلامية، قائلا"العلماء هم المنوط بهم جمع كلمة الامة ووضع في ذهنهم لفقة الاولويات ولم الشمل، ينبغي ان يتكاتف الجميع وان يتكون الهمة والغاية التي يسعى الناس اليها نصرة دين الله تعالى ولا يتحقق ذلك من خلال اداء العبادات فقط بل تقتضي نصره الله تعالى تقتضي تكييف حياة الناس وفق شرع الله تعالى "
واختمم خطبته بالدعاء، "اللهم وحد صفوف المصريين، اللهم وحد صفوف المصريين ،اللهم اعد لمصر مجدها وعهدها الله والطف بنا يامولانا فيما جرت به المقادير اللهم انصر الاسلام والمسلمين اللهم انصر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها"
وعقب إنتهاء الصلاه مباشرة، قام عدد من المصلين حاملا أوراقا بمطالب وشكاوى للرئيس، وقاموا بالنداء على عليه رغم قيامه بصلاة ركعتين، قائلين"يا ريس عايزين الافراج عن المعتقلين فى السعودية والامارات واللى مسجونين فى الخارج"، بينما قام أحدهم وقال "يا ريس عايزين الدعوة لصلاة الاستسقاء وعايزين مطر للزرع"، وبعضهم طالب بالأمن وتفعيل القانون ضد البلطجية" واخرون من محافظات مختلفة "عايزين نشتغل يا ريس"، إلا ان الرئيس ورغم تلك الشكاوى التى حاصرته داخل المسجد، خرج ملوحا بيديه إلى المصلين، متجاهلا تلك المطالب، فيما حاول امن الرئيس إحتواء مطالب المتجمعين، فقاموا بأخذ الاوراق منهم فى محاولة لطمأنتهم، وخرج الرئيس فى حراسة مواكبة الأمنى من الباب الأخر للمسجد دون أن ينطق بأيه كلمات مكتفيا بالتلويح بإشارات اليد.
تجدرالإشارة، أن الرئيس مرسى كان قد تعرض لإشتباكات لفظية ومشادات وصلت لحد التراشق بالألفاظ داخل مسجد حسن الشربتلى فى جمعة سابقة، بسبب ما تناوله خطيب المسجد وقتها عن الإعلان الدستورى وهو ما أثار غضبه المصلين ضده وادى إلى إنقسام المسجد لنصفين وخرج الرئيس فى حراسة الأمن بعد إحتجازة داخل المسجد، ورغم ذلك أصر الرئيس على الصلاه به.
كما يذكر، ان الرئيس مرسى كان قد تلقى واجب العزاء فى شقيقته فى نفس المسجد فى دار المناسبات الملحقة به، وسط حضور لفيف كبير من الشخصيات العامة.
الجدير بالذكر، أن أفراد الأمن المكلفة بحراسة الرئيس وقوات الحرس الخاصة، كانت قد صنعت ما يقرب من 3 صفوف لحجز الرئيس عن المصلين وتأمينه منذ صلاته حتى خروجه، فيما قام بعض طاقم الرئاسة بالخروج عقب الصلاة مباشرة للبس الأحذرية و لتجهيز الموكب الرئاسى إنتظارا لإنتهاء الرئيس من صلاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.