في البداية أحب أن أوجّه شكري إلى إدارة الموقع المتميز، وشكرا لكم على ما تبذلوه من مجهود بالغ في الرد على كل الأسئلة المتنوعة. أنا في حيرة شديدة من أمري.. حيث إنني أبلغ من العمر 28 سنة، ومرتبط بفتاة تبلغ من العمر 19 عاما. حدث بيننا كثير من المشكلات بسبب عدم الاهتمام من جانبها، ولا أعرف هل هذا يحدث عن عمد منها أم لا، وتم الكلام معها في ذلك باستفاضة ولكن دون جدوى منها، حيث إنها تكرر نفس الخطأ ولكن بطريقة أخرى. ولكنني اكتشفت شيئا غريبا.. حينما تكون معي توعدني أنه لن يحدث بيننا أي نوع من المشكلات إطلاقا، وتكون بمنزلة الطفل البريء الذي وجد أمه بعد طول البحث عنها، ولكن حين يتوجه كل منا إلى طريقه أجدها أعنف طريقا وأسلوبا وأشد عدوانا لي قبل الاتفاق، فهي ينطبق عليها قول الشاعر "يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب".
لقد تعبت من كثرة الكلام معها وقررت أكثر من مرة الابتعاد عنها، ولكنها تصعب عليّ وأرجع في العلاقة معها، لكنني تعبت كثيرا من أسلوب معاملتها المتعنتة والمتسلطة، والتي تعتقد أنها قوة شخصية منها، وأنها بهذه الطريقة هي التي ترغمني على سماع كلامها، والمشي على طريقتها، مما يتنافى معي ومع أسلوبي وطباعي.
هل هذه فترة مراهقة وتزول؟ أما أن هذا هو طبعها؟ أرجو النصيحة حتى لو كانت في الابتعاد عنها.. فأنا هذه المرة لم أعُد أحتمل طريقتها وأسلوبها.
tweety
شكرا جزيلا أخي الكريم.. ويُسعد "بص وطل" أن نجيب أصدقائنا على تساؤلاتهم، ويساعدهم على اجتياز أي مشكلة تؤرقهم، وأدعو الله أن يمكّني من الإجابة عن سؤالك. أخي.. فارق العمر بينك وبين خطيبتك 9 سنوات ولا أرى أنه فارق كبير أو يسبب مشكلة، فأنتما من نفس الجيل، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في اختلاف التنشئة والتربية، وطبيعة العلاقة بين أفراد أسرتكما بالأخص، وهو ما أدى إلى اختلاف شخصية كل منكما عن الآخر. "معاملتها المتعنتة والمتسلطة والتي تعتقد أنها قوة شخصية" هذا أول دليل على طبيعة تنشئة الفتاة، وعلاقة والديها ببعضهما البعض، فإما أن تكون والدتها من النوع المتسلط فزرعت في عقل ابنتها أن الشخصية القوية للمرأة لا تكون إلا بالعناد وفرض السيطرة، ورفض أي نصيحة من الخطيب أو الزوج، وكأنه بذلك التوجيه سيلغي شخصيتها ويجبرها على فعل ما لا تريد. وإما أن يكون والدها من الرجال الذين لا يحترمون المرأة، ولا يقدّرون كونها نصف المجتمع، ووالدتها من النساء اللاتي تردن العيش والحفاظ على منزلها وأبنائها فارتضت العيش بلا حوار أو نقاش. وفي الحالتين تسبب أسلوب التربية في عقدة لدى الفتاة، وهو ما جعلها تقتنع تمام الاقتناع بأن معاملتها كفيلة بإجبارك على احترامها، ولإثبات أن لها رأيا ومكانة. بالنسبة لعدم اهتمامها بك بالشكل الذي يرضيك، فأرى أن هذا يزيد من قدرها فكونها اختارتك خطيبا لها فهذا دليل كافٍ على حبها لك، واقتناعها بك كشريك لحياتها، لكنها آثرت الاحتفاظ بمشاعرها للوقت المناسب. "إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع"، أخي الكريم لم تذكر طبيعة الأشياء التي تطلبها من خطيبتك، وهل تتفق مع تعاليم الدين والعرف والتقاليد وأسلوب تربيتها وشخصيتها أم ماذا؟ فكر واعدل في تفكيرك فهل أنت تحترم المرأة وتقدّر شخصيتها، وتعرف كيف تتعامل معها وتوجهها وتنصحها كما أوصانا الله عز وجل: "وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ". هل خطيبتك تعبّر لك عن حبها واهتمامها بشكل غير مباشر، وتتقي الله في تعاملاتها معك، وترسم معك لوحة رائعة لمستقبلكما بإذن الله. وماذا عن طبيعة علاقتها بكل من حولها بدءا من أسرتها وأقاربها وصديقاتها؟ هل هي من النوع العنيد، وهل تحتفظ بأسراركما أم تروي كل صغيرة وكبيرة لوالدتها وصديقاتها، وماذا عن رأيها.. هل هو نابع من تفكيرها أم أنها تنفذ نصائح والدتها وصديقاتها. أخي الكريم أن نجد إنسانا نثق به، شخصا يتقي الله ليس بالأمر اليسير، لكن هذا لا يكفي لبناء أسرة سليمة متماسكة، تربي أبناءها في مناخ نفسي سليم. نصيحتي لك أن تتقي الله في أي قرار تتخذه، وأن تنظر لصفات الفتاة بشكل عام، وتتعرف من خلال حديثك معها على طبيعة علاقتها بأسرتها خصوصا والدتها، ما رأيك في أن تروي لها قصص زوجات الرسول وكيف كن يتعاملن معه فهن أفضل من تقتدي بهن فتاة. أدعوا الله أن تكون علاقتك جيدة بوالدها ووالدتها، وحدّث أيا منهما بلطف عن المشكلة التي تواجهها مع خطيبتك، واطلب منهما توجيها بشكل غير مباشر إلى الصواب وإلى طريقة المعاملة الصحيحة التي تجعل منها امرأة ذات شخصية قوية تُحترم من الجميع. لا تهدد الفتاة مكررا بأنك ستتركها، فهذا يزيد المسافة بينكما ويخلق نوعا من أنواع التحدي والعناد، خصوصا وهي في مرحلة المراهقة، وراعِ مرحلتها العمرية، لكن ليس بالشكل الذي يسبب مشكلات لا يمكن حلها فيما بعد. أما إذا وجدت أن الأمر لا يمكن احتماله وأنك راعيت سنها وطبيعته، ووجدتها على هذا الحال من العناد وتغيير الرأي والتأثر بآراء الآخرين فأرى أن قرار الانفصال هو الأفضل، لأن الطبع يغلب التطبع. فقط اخلص النية لله وتوجه له بقلب خالص في أن يختار لك الخير، وحاول مجددا مع خطيبتك ولاحظ طريقة تعاملك معها، وهل تتعمد أن تظهرها في مظهر التلميذة التي تتلقى تعاليم الأستاذ، أم تتعامل معها بلطف وتفهّم وتعقل.