عزة أبو الأنوار تنزانيا دولة إفريقية تحدها كينيا وأوغندا من الشمال، ورواندا وبوروندي والكونغو من الغرب، وزامبيا وملاوي وموزمبيق من الجنوب، والحدود الشرقية للبلاد تقع على المحيط الهندي، عاصمتها الرسمية "دودوما" وعاصمتها التجارية دار السلام.
تمتلك تنزانيا على 25% من مساحتها محميات طبيعية، ومحمية "سرنجتي" وحدها 16% من مساحة تنزانيا الكلية، وفيها يمكنك أن ترى هجرة الحيوانات طيلة أيام السنة.
المسلمون × تنزانيا الإحصاءات الحالية لا تشمل الدين عند إحصاء السكان، حيث تحظر الحكومة ذلك، ولكن الزعماء الدينيين وعلماء الاجتماع يقدّرون أن عدد المسيحيين والمسلمين متساوٍ، حيث تشكل نسبة كل واحدة منهما بين 30 و40% من السكان، والباقي يتألف من أتباع الديانات الأخرى.
دخل الإسلام إلى هذه البلاد عن طريق التجار، ويقال أيضا إن المسلمين الفارسيين قد جاؤوا إلى هناك منذ القرن العاشر الميلادي، وبعضهم استقر هناك وتزوج من السكان المحليين، وكذلك عن طريق البعثات الدعوية كالأزهرية مثلا، وما زال أحفادهم يقيمون هناك ويعرفون بالشيرازيين، وما يزال الوجود الإسلامي الذي جاء به الفارسيون حاضرا من خلال المسجد القديم، الذي يحمل اسم "كيزكازي"، ويعرف الجامع محليا أيضا باسم مسجد "شيرازي ديمباني".
رمضان × تنزانيا يعيش المسلمون في تنزانيا كأصحاب بلاد، لديهم العادات والتقاليد الخاصة بهم، ولديهم حرية العقيدة وحرية ممارسة شعائرهم الدينية.
ويتسم المجتمع الإسلامي في هذه البلاد بالحفاظ على تعاليم الدين والاهتمام بإحياء كل المناسبات الدينية الإسلامية، وعلى رأسها بطبيعة الحال شهر رمضان الكريم.
يعَظِّم التنزانيون شهر رمضان، ويضفون على يومياتهم مهابة خاصة تليق بجلال الشهر، فيستعدون له من منتصف شعبان ويزيّنون الشوارع والمساجد وحتى المحال التجارية، وينتهزونه فرصة لصلة الأرحام والتقارب الاجتماعي.
في نهار رمضان من أكبر الأفعال المنبوذة الجهر بالإفطار فلا يتقبل أبدا اجتماعيا هذا الفعل، ولأن المسلمين هناك يتكثف وجودهم في مناطق مثل دار السلام وزنجبار وميناء تنجا، فتغلق المطاعم حتى المغرب، كما يعلّمون الأطفال الصيام، حتى إذا وصل الطفل إلى 12 عاما يكون معتادا على الانتظام في الصيام.
أهم ما يؤكل في رمضان التمر والماء المحلّى بالسكّر والأرز والخضروات، إلى جانب الأسماك بحكم أنهم بلد ساحلي.
عادةً يُعلن عن بدء رمضان متأخرا، ولذلك فإن أكثرهم لا يصومون أول يوم، ويتم إعلان رؤية الهلال بالإذاعة وفي التليفزيون، ويتناولون السحور مبكرا في الساعة الثانية والنصف صباحا، ويمسكون عن المفطرات قبل الفجر -الصادق- بعشر دقائق، أي وقت الإمساك .وتتجاوز ساعات الصيام هناك ال12 ساعة.
وتعلن بعض المساجد عن انتهاء ساعات الصيام بضرب الدفوف، وقليل منهم يؤدون صلاة المغرب في المساجد، وتعاني البلاد من قلة عدد رجال الدين، وبالتالي قلة الدروس والمحاضرات الدينية، وكذلك قلة عدد المؤديين لصلاة التراويح.
في تنزانيا بعض الجمعيات الخيرية تقوم على إفطار الصائمين من الفقراء الذين لا يواظبون على اللقاءات الاجتماعية لفقرهم وانشغالهم بالعمل ولقمة العيش.