السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا: أنا كنت خاطب من شهرين وماحصلش نصيب، والموضوع كبر وغلطوا فينا، وأنا قلت قدر الله وما شاء فعل، وفعلا أقلمت نفسي على ده. بعد شهر من الموضوع لقيت خطيبتي بتكلمني وعاوزة تعرف ليه أنا سبتها بسهولة كده، فحكيت لها على الكلام اللي أنا سمعته عليّ وعلى أهلي من عندهم، وكان فيه مواضيع خاصة بيني وبينها ماحدش يعرفها غير أنا وهي بقيت أسمعها من الناس. هي اتكلمت مع عمتي في وجود مامتها وخالتها، وعمتي حكت لي على كل اللي دار عندهم، والكلام اللي اتقال عليّ وعلى أهلي. لقيت خطيبتي قالت لي أنا فعلا اتكلمت بس ماقلتش كل الكلام ده، وكلام كتير من اللي إنت بتقوله ده غلط، أكيد عمتك فهمت غلط؟ هي بتقولي ماكانش قصدها وماتعرفش اللي حصل ده حصل إزاي، وعاوزة نرجع لبعض تاني. قلت لها زي ما والدك كلّم والدي وقال له كل شيء قسمة ونصيب، يتصل بيه تاني ويقول له عاوزين نحل الموضوع. عندي في البيت والدتي بتقول لي لازم والدتها تيجي عندنا البيت عشان هي اللي غلطت فينا، إحنا ماغلطناش في حد. لما قلت لخطيبتي كده قالت لي ماينفعش، وإنت اتصل ببابا وقول له إنك عاوز ترجع لي وأنا هاوافق عليك، قلت لها أنا مش هاسمح لنفسي ولا لأي حد إنه يهين كرامتي وكرامة أهلي. ثانيا: أنا متأكد إنها بتحبني وأنا كمان بحبها، بس اللي حصل ده مخليني مش عارف أفكر ولا أركز، أنا عندي في البيت ماعندهمش مانع بس بشروطهم، وبصراحة عندهم حق؛ أنا محتار بيني وبين أهلي وبين عمتي وبين خطيبتي وأهلها. وعلى فكرة عندنا بيقولوا لي اللي ماتحافظش على سرك وإنت خطيبها مش هتحافظ عليه وإنت جوزها، وخطيبتي تحلف لي إن هي عملت كده غصب عنها عشان كانت زعلانة مني إني وافقت على فسخ الخطوبة بسهولة، وبيقولوا لي لو إنت اللي ابتديت إنك ترجع لها يبقى إنت ماحافظتش على كرامتك ولا كرامتنا، ولو عاوزها روح لها لوحدك. ملحوظة: هي اللي قالت لي في التليفون كل شيء قسمة ونصيب، ووالدها كلم والدي وقال له كل شيء قسمة ونصيب.
roksha
هناك مثل شعبي أحبه وأجلّه وأحترمه وأعمل به دائما، ألا وهو: "اللي مالوش خير في أهله مالوش خير في حد"، يعني من الآخر من لم يشترِ أهله لن يشتريه أحد وسيبيعه الجميع، ومن لم يحفظ كرامة أهله ويصونها لن تحفظ له كرامة أبدا ما حيا. ليس في هذه العبارات أي محاولة تحريضية على تأييد قرار الانفصال، أو إمعانا في إذكاء نيران القطيعة المشتعلة أساسا بينك وبين خطيبتك، ولكن كان الهدف مما سبق أن نضع قاعدة ومرجعية لكل السطور التي ستلي فيما بعد، وأساس هذه المرجعية أن الأهل فوق الجميع -مع الاعتذار الكامل للنادي الأهلي- فهم سبب وجودك في الحياة، تحمّلَت أمك آلاما لا تُطاق من أجلك، وتحمّل أبوك معاناة معيشية حتى يخرجك شابا نافعا يافعا ناضجا، من الآخر إليهما يرجع الفضل في كونك أنت. وعلى افتراض أن القصة التي رويتها لتوّك هي قصة كاملة مكتملة، ولم تتعرض للمونتاج تجميلا لصورتك وتشويها لصورتها، وعلى افتراض أن العيبة التي خرجت من أفواههم خرجت دون عذر أو أسباب مسبقة، فنحن في هذه الحالة أمام حالة تعمّد إهانة وإذلال لك ولأهلك، فاحتفظوا هم بقرار الانفصال واحتفظت أنت بالإهانة غير المبررة. وهنا يجب علينا أن نتوقف لبعض الوقت ونفكر، وقبل أن تفكر في الطريقة التي سوف تعود بها إلى فتاتك أو تعود لك هي -حسب القرار الذي ستستقرون عليه- يجب عليك أن تكون أكيدا من ندمها على ما قالته في حق أهلك.. يجب أن تعرف الملابسات الكاملة التي قيلت فيها هذه العبارات وتقتنع تمام الاقتناع أنها عبارات لم تخرج من فم اعتاد إطلاق الإهانات، وعندما يثبت لك أنها وأهلها لم يكونوا في حالتهم الطبيعية وقت أن قالوا ما قالوه، وعندما تتأكد أن ندمها حقيقي وليس بلاستيكيا، وعندما يثبت في يقينك أنهم بحق على استعداد لإصلاح ما أفسدوه، وقتها فقط يمكننا التفكير في الرجوع وفي الطريقة التي سيتم بها هذا الرجوع. وبالتالي، وبناء على خيوط القصة التي جمعتها أعلاه، وأتمنى ألا أكون أسأت في فهم أو تجميع أو وضع خيط محل الآخر، فرد فعلك ورد فعل الوالدين هو أمر طبيعي جدا، ولا يحمل أي قدر من المبالغة أو التهويل أو الرغبة في الانتقام والتشفي والثأر، بل هي مجرد محاولات -بل محاولات هيّنة- لحفظ كرامتهم ضد ما قد يقوله الناس، بأنكم تقبّلتم الإهانة وقرار الانفصال أحادي الجانب ثم عدتم راغبين طائعين طالبين الرجوع، وبالتالي قد يعتبر إهانة وخضوعا. دعني إذن أعيد صياغة كلامي بصورة أوضح وأكثر مباشرة.. ما طلبتوه أنت وأهلك هو أمر منطقي ومعقول وغير مبالغ فيه على الإطلاق، وأقل ما يمكن تقديمه، ولا يجوز التنازل عن أي شرط من هذه الشروط، لأن مصدر الخطأ كان أفواههم، وقرار الانفصال نابع من إرادتهم، فليتحملوا مسئولية أفعالهم، وإلا فلن يشعروا أبدا بحجم الضرر والخطأ الذي تسببوا فيه، وسيتكرر الخطأ مرة وثانية وثالثة، وبالتالي إن لم تتكلم الآن فلتصمت إلى الأبد. صديقي العزيز.. أعرف أن مشاعر الحب ربما يكون لها شيء من التأثير عليك وعلى إرادتك في عدم التجاوز عما قد كان، وأعرف أن من شأن الحب أن يليّن الحديد، وربما رفضك التام اليوم للرجوع بطريقتهم يصبح رفضا أقل قوة غدا، ثم تقبل النقاش ثم التنازل، ولكن هناك أشياء ربما تكون أكبر في قيمتها من الحب نفسه، هناك أمور لا يجوز معها التلوّن باللون الرمادي، وربما قد يتضح ذلك من المباشرة التي جاءت بها عباراتي، لأن هذا الموقف لا يحتمل أي لون رمادي. إذا كتب الله عز وجل لكما الرجوع وكنتما من نصيب بعضكما بعض، يجب عليك وقتها أن تتعامل مع هذا الأمر بقدر من الجدية وبقدر من الحسم من أجل الغد وليس من أجل اليوم، مجرد إجراء وقائي يمنعنا من التدخل الجراحي والبتر -لا قدّر الله- في المستقبل، وذلك كله حتى تستقيم الحياة ولا نضطر إلى اللجوء للقرار المأساة، وأحسبك تعرفه جيدا. وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه.