أكد الدكتور عبد الرحمن البر -مفتي جماعة الإخوان المسلمين- أن التصريحات التي نسبت خلال مؤتمر للجماعة عُقد بمحافظة بني سويف؛ والتي قال فيها إن "عرافا يهوديا تنبأ بأن الرئيس محمد مرسي هو محمد الثالث الذي سيفتح القدس"؛ كانت أطروفة أوردها عن أحد الفلسطينيين. وقال البر -خلال بيان صحفي نُشر على الصفحة الرسمية للجماعة عبر موقع "فيسبوك" اليوم (الأحد)- إن المؤتمر كان تحت عنوان (حررنا جنودنا وسنحرر قدسنا)، وكان محور كلمته فيه عن حتمية زوال الكيان الصهيوني. وأضاف: "سقت الدلائل التاريخية والواقعية التي تؤكد ما قلته عن حتمية زوال هذا الكيان، وأشرت إلى أن الصهاينة أنفسهم يدركون ذلك، ثم أردت أن أطرف الحاضرين برواية لأحد الفلسطينيين يذكرها عن جده؛ وهو الذي التقى مع بعض حاخامات اليهود، وذكر لهم بشارة النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالانتصار على اليهود، وأنهم سيخرجون من أرض فلسطين". وأردف: "كان رد الحاخام عليه أنهم يعرفون ذلك، لكن ليس على يد الرئيس الحالي -آنذاك- ولا على يد محمد الذي يأتي بعده، ولا على يد محمد الذي يليه، وإنما على يد محمد الذي سيأتي بعدهم". واستطرد: "قولت هذا الشئ حينها على سبيل الطرافة، لكنني لا أهتم كثيرا به، وأكدت للحاضرين أن يقيننا الذي لا يقبل الشك أن الكيان الصهيوني إلى زوال قريب". وتابع: "كالعادة ترك بعض الإعلاميين لب الموضوع وما قيل في المؤتمر، ولم يتوقفوا إلا عند هذه القصة التي أوردتها على سبيل الطرافة، لا على سبيل الاعتقاد بما نقل عن ذلك الحاخام، أو الاطمئنان لكلامه، وكالعادة وجد بعض مذيعي البرامج الحوارية ما رأوه مادة مسلية لشغل الجماهير التي تتابعهم بشيء طريف يستحق التندر، ويفتح شهية المتربصين للإساءة، دون تبصر أو تبين". وأكمل: "لم يحاول أحد التأكد حتى بمجرد الاتصال بشخصي الضعيف لاستبانة الأمر، وساءني ما نقله البعض إليَّ من أن بعض المنسوبين للسلفية أخذ الكلام من غير تبين، وانطلق يتكلم عن حرمة الذهاب إلى الكهنة، وفساد الاعتقاد بما يقولون، والتأكيد على أن القدس لا يحررها أصحاب العقائد الفاسدة التي تؤمن بأقوال العرافين". وأشار إلى أن ما قاله المنسوبون للسلفية لا خلاف عليه، ولا يغيب عن وعي ومعرفة المبتدئين من صغار طلاب العلم، مضيفا: "هذا فضلا عمن أفنى عمره في طلب العلم، وصنف عشرات الكتب، وخرَّج آلاف الطلاب، وأشرف على عشرات الرسائل العلمية، ولا يكف عن اللهج بعقيدته التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة، لا عن تقليد، بل عن علم وبينة وبصيرة".