طرحت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فروضاً تتعلق بمدى إمكانية حدوث حصار عسكري عربي لإسرائيل، وخاصة من القوى المقاومة لها، ومدى تجاوبها مع المخاطر النووية الإيرانية والإسرائيلية في آن واحد. وذكرت الصحيفة يوم الإثنين الماضي الموافق الثاني والعشرين من فبراير أنه لم يسبق لسوريا أن منحت لبنان و"حزب الله" ضمانات عسكرية علنية ومساعدات لوجيستية طوال الصراع العربي الإسرائيلي، لتعلن الحرب الإقليمية بوجه عام على إسرائيل، خاصة وأن ثمة حلفاً عسكرياً بين إيران وسوريا وحزب الله، وطالما حاربت تلك الجهات فإن حركة حماس والجهاد الإسلامي سوف تحارب بالتبعية أيضا. وهذه النظرية ربما أعلنها بشكل غير مباشر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، حينما أعلن أنه إذا هوجمت لبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فإن سوريا سوف تسارع لنجدتها ومساعدتها بشكل مباشر، وذلك في الوقت الذي لم تتوقف حكومة لبنان عن إعلانها الدائم عن مساندة ومساعدة "حزب الله" في الجنوب، خاصة مع تولي ميشال سليمان مقاليد الحكم قبل عدة أشهر، وهو الشخصية العسكرية التي عُرف عنها مساعدتها وتأييدها ل"حزب الله" وللمقاومة الفلسطينية. فكتب إلياكيم هعتسني المحلل السياسي للصحيفة الإسرائيلية في مقاله المهم الإثنين أن سوريا تعلن الحرب على إسرائيل، خاصة وأنها مسنودة من إيران، وأن حزب الله وحماس يؤيدانها على طول الخط، كما أكد أن إعلان المعلم والسوريين مساعدتهم للبنان وحزب الله ومِن قبلهما المقاومة الفلسطينية أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة -في العملية العسكرية التي اندلعت في نهاية عام 2008 ومطلع العام 2009- هو دليل واضح على أن دمشق تعلن الحرب على تل أبيب، ليست حربا ثنائية وإنما حرب إقليمية، مدعيا أن سوريا تحارب بالنيابة عن إيران في المنطقة لمصالحها وتطلعها في المنطقة. وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أهمية زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للعاصمة السورية الخميس، والتي تأتي في إطار إرسال رسائل تطمينات لسوريا وحزب الله بأنه في حال دخولهما في حرب مع إسرائيل فإن طهران تقف وراءهما وتساندهما معنوياً ومادياً وتسليحياً، معتبرا زيارة نجاد لسوريا تشمل لقاءً مهماً بالسيد حسن نصر الله الأمين العام ل"حزب الله"، بالإضافة إلى لقائه بقادة الحركة الوطنية الفلسطينية والفصائل الفلسطينية في دمشق. بيد أن ما يشدد عليه الكاتب والصحيفة الإسرائيلية أن سوريا قد أعلنت صراحة عن دعمها العسكري للمرة الأولى للبنان، وبشكل علني من قبل وزير الخارجية المعلم نفسه، وهو إعلان سبقه إعلان مماثل من إيران، وهو ما اعتبره الكاتب بمثابة إعلان حرب من سوريا وإيران و"حزب الله" على إسرائيل. فهل نشهد قريبا حصاراً عربياً لإسرائيل؟!