رانيا حلمي أقام أتيليه الإسكندرية أول أمس (الخميس) الصالون الشهري للأديب الدكتور علاء الأسواني، وذلك بالتعاون مع مكتبات "أ". وانقسم الصالون إلى جزأين، بدأ الجزء الأول بمناقشة كتاب "وجوه سكندرية" للكاتب السكندري علاء خالد، والذي يتضمن مجموعة مقالات مختلفة يتناول فيها الكاتب سيرة مدينة الإسكندرية وشوارعها ورموزها الثقافية، وقام بتوثيق ذلك بصور للمناطق والأشياء التي تحدّث عنها بعدسة المصورة سلوى رشاد. وفي حديثه عن الكتاب قال الدكتور علاء الأسواني أن العمل به أصول في التعامل الإنساني اندثرت في القاهرة، كما أن الكاتب يضع أبعادا مختلفة للإسكندرية, واستطاع أن يغير قناعات راسخة، مؤكدا أنه لا يوجد شيء ثابت. وأشار الأسواني إلى أن الكاتب استطاع أن يرسم شخصيات حقيقية مؤثرة تستطيع أن تتعاطف معهم جميعا، موضحا أن العمل يحتوي على لقطات إنسانية بديعة تصوّر الإنسان دون انحياز. كما قال الأسواني أن الكاتب لم يتبع الطريقة التقليدية للرواية، وهو كاتب موهوب فائق الحساسية والإنسانية والرقة، مضيفا: "الكاتب أعطاني عالما من البهجة والرقة"، حيث أنه تناول شخصيات حقيقية في الإسكندرية، مثل جمال الدولي، وهو الشخص المعروف بكتاباته على الحوائط، والتي يرى فيها الكاتب رسائل ترسل بطريقة خاصة. وعلّق الدكتور علاء على الصور المرافقة للنص، قائلا إنها جاءت كاشفة للعمل ولكن إخراجها كان أقل من المطلوب. وفي الجزء الثاني من الصالون تناول الأسواني النقاش حول الأحداث الجارية مع الحضور، وبدأ حديثه بقصة كان قد نشرها من قبل في مقاله الأسبوعي، وقال إنها قصة رجل يهودي رقيق الحال لديه 10 أبناء وزوجته ويسكن في مكان ضيق، فذهب للحاخام يشكو حاله فقال له الحاخام أن يمر عليه في اليوم التالي.. وحينما ذهب الرجل في اليوم التالي وجد لديه خنزيرا, وقال له الحاخام إن أمر الرب أن تأخذه ليعيش في بيتك، وحينما رفض الرجل لأن الخنزير حيوان سيئ أمره الحاخام بأن ينفذ الأمر. وجاء الرجل للحاخام بعد أسبوع يشكو وجود الخنزير في البيت الذي جعله قذرا دائما وكسّر الأثاث، فأمره الحاخام أن ينتظر فذهب إليه بعد أسبوع آخر يشكو كيف ازدادت الحال سوءا فأمره بأن يصرف الخنزير، وحينما ذهب إليه بعد أسبوع وسأله الحاخام عن حاله قال له الحمد لله. وقال الدكتور علاء إن الهدف من هذه القصة أن ترضى بالأمر الواقع، وأكد أن هذه القصة تطابق واقعنا الحالي، حين يخيّرنا البعض بين الرضا بالوضع الحالي أو العودة إلى حكم مبارك, فلا بد أن تخرج الثورة من بين هذه الخيارات. وأضاف الأسواني أن من قام بالثورة هم 20 مليونا كانوا الأكثر وعيا ونبلا، ضحّوا من أجل الآخرين، وقال إننا نواجه الآن 3 قطاعات، هي: الفلول، والفاسدون الصغار وهم من يستفيدون من بقاء الأمر كما هو، والكتلة الساكنة أو حزب الكنبة، وهو القطاع الثابت الذي لا يريد تغييرا في حياته، وقد استغلّهم المجلس العسكري، وهم الذين يتعاملون مع الثورة على أنها جمعية خيرية، موضحا أن ذلك القطاع علاقته بما يحدث علاقة وجدانية وليست عقلية. كما أكد أن أسوأ شيء تفعله القوى الثورية هو أن تقبل بالحلول الوسط أو أنها تقبل الوضع الحالي أو أن تأتي بقوى مضادة مثل الفلول، وإلا لماذا قامت الثورة؟! مضيفا أن الثورة غير السياسة، فالثورة انتصرت لأنها لم تقبل بأي حل سياسي. وقال إن ما حدث في عهد مبارك حدث في عهد مرسي من قتل متظاهرين، فأصبحنا في وضع عجيب، وما حدث من اعتداءات سافرة من دستور باطل وإعلان دستوري وغيره تفقده شرعيته، والدخول في الانتخابات بعد كل هذا ينسف كل الخطوات السابقة، فكيف تصدق أنه سيعطيك ضمانات رغم هذا التعنت في رفض تغيير حكومة قنديل وغيرها من الأشياء؟! وكيف تدخل انتخابات بدستور باطل لن تستطيع بعد ذلك أن تعترض عليه إذا شاركت في الانتخابات تحت مظلته؟ وأكد الأسواني أنه لا بد أن تظل الثورة على مبادئها ولا تفرّط في حلمها, وأن من اتخذ موقفا رافضا فيه للإعلان الدستوري والدستور فليبقَ على موقفه, لكن ما يحدث يعد تواطؤا لحصد مكاسب سياسية. وأوضح أن كل ما حدث في مصر هو تواطؤ من أطراف داخلية وإقليمية بأن من صنعوا الثورة لا يصلون إلى السلطة، لأنهم إذا حكموا سيقومون بتغيير حقيقي، مؤكدا أن بعض القوى الثورية تحافظ على مطالب الثورة حتى الآن، وتعد هي الحجر الموجود في طريق إجهاض الثورة وأخونة الدولة، وأن هذا التمسك بالمطالب وعدم الدخول في دهاليز السياسة هو الذي يُنجح الثورة. واختتم الأسواني لقاءه قائلا: "إن مصر تقاوم الفاشية الدينية بطريقة مذهلة لم أكن أتوقعها شخصيا".
تناول الأسواني النقاش حول الأحداث الجارية مع الحضور * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: