استبعد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بني جانتس -في كلمة ألقاها أمام مؤتمر هرتسيليا 2013 الأمني- فرص نشوب حرب على المدى القريب، متوقعا فقط حدوث مزيد من التدهور الأمني قد يجر المنطقة إلى الاشتعال. ومن هذا المنطلق يدّعي موقع ديبكا -قريب الصلة بالجهات الاستخباراتية الإسرائيلية- أن الجيش المصري ليس لديه الاستعداد لخوض "حرب" حاليا، وذلك بسبب الوضع السياسي والاقتصادي –الذي يصفه موقع ديبكا بالكارثي- الذي تمر به مصر، ولأن الجنرالات المصريين الذين يعرفون جيدا الوضع الداخلي في وحداتهم والمنظومة اللوجيستية الخاصة بهم لن يصدروا أوامر بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إسرائيل، بحد زعم الموقع الإسرائيلي. وتشير مصادر لموقع ديبكا الإسرائيلي إلى أن جينيس لم يوضح الفرق ما بين "الحرب" و"اشتعال الوضع"، إلا أن أقواله تمثل -بحسب المصادر- المفهوم الخاطئ الذي تتبناه في الآونة الأخيرة القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية الرفيعة المستوى، والتي ترى أنه لا يوجد حاليا خطر لنشوب "حرب"، وأن "اشتعال الوضع" لن يؤدي إلى حرب شاملة. إلا أن رئيس الأركان الإسرائيلي قال أمام مؤتمر هرتسليا إنه لا توجد قاعدة ثابتة، حتى بالنسبة إلى مصر، التي سارت على مسار ثورة خاصة بها. وتضيف المصادر العسكرية والاستخباراتية لموقع ديبكا أن تلك القيادات الإسرائيلية ترى أن "الحرب" من شأنها أن تنشأ على يد الجيوش النظامية الكبرى، بينما "اشتعال الوضع" -وفق زعمهم- هو حدث محدود حتى من ناحية القوى البشرية العسكرية والنظاق الجيوجرافي الذي يمكن مهاجمته. لذا يرى موقع ديبكا أن النظرية التي طرحها جينتس تتحدث فقط عن "اشتعال الوضع" الذي قد يحدث على يد ميلشيات إسلامية في سوريا أو على يد حزب الله في لبنان، أو القوى السلفية المرتبطة بتنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء. وهنا تؤكد مصادر موقع ديبكا أن المشكلة الاستراتيجية المحورية التي تتجاهلها النخبة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، تتمثل في أنه في الوقت الذي تشهد فيه معظم الجيوش النظامية العربية الكبرى تفككا، فإن الميلشيات المحلية تتجاوز أنشطتها حدود الدول الموجودة بها، ويأتيها السلاح من مناطق بعيدة من الشرق الأوسط وخارجه. وأعطت المصادر مثالا على ذلك يتمثل في أنه عقب الهزيمة التي منيّت بها الفرقة 17 احتياط السورية في قتالها على نهر الفرات شرقي سوريا، خُلق وضع جغرافي - استراتيجي جديد في الشرق الأوسط تَمثّل في سيطرة وحدات إسلامية متطرفة مرتبطة أو منتمية إلى تنظيم القاعدة، على قطاع بطول 1000 كم يمتد من مداخل بغداد الشمالية وحتى أطراف دمشقالشرقية، بما في ذلك أجزاء من هضبة الجولان السورية التي تحد إسرائيل، والتي يسيطر عليها أيضا الثوار السوريون. ومعنى هذا -بحسب ديبكا- أن أي اشتعال في الأوضاع في سوريا من شأنه أن يمتد إلى لبنان والعراق وهضبة الجولان، بينما أي اشتعال في الأوضاع في مصر سوف يمتد إلى كل من ليبيا وإسرائيل والجزائر. ووفقا لصحيفة معاريف، فإن جينتس ذكر في كلمته: "كان يوجد في الماضي سبع فرق عسكرية سورية مستعدة للدخول في مواجهات مع إسرائيل، إلا أن جيش الأسد حاليا يهاجم نفسه، ولكن رغم ذلك يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي مستعدا للحرب، وإلا لن نسامح أنفسنا". وأشار رئيس الأركان الإسرائيلي إلى أن السوريين لديهم قدرات استراتيجية قد تصل إلى أيدي المنظمات الإرهابية -بحد وصفه- وقد يستخدموها مستقبلا، مؤكدا أن الأوضاع في سوريا غير مستقرة وهناك احتمالات لنشوب تهديدات خطيرة. وفيما يتعلق بالشأن اللبناني أشار رئيس الأركان الإسرائيلي إلى أن لبنان بمثابة مادة ناسفة قد تنفجر في أي لحظة. كما تطرق رئيس الأركان الإسرائيلي إلى قضية تشكيل الحكومة الجديدة في بلاده، معربا عن سعادته من أن المؤسسة السياسية تتعامل مع هذا الموضوع الذي يعتبره بمثابة قرار سياسي مهم، وأشار إلى أن اليهود المتدينيين (الحريديم) ساهموا بشكل جيد في الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيظل جيشا رسميا مفتوحا أمام الجميع للخدمة به.