في أحيان كثيرة يقال إنه لا يمكن رؤية لندن في يوم واحد، لكن يبدو أنه قد أصبح بإلامكان فعل ذلك الآن وبطريقة لم يسبق لها مثيل، فقد نجح فريق من المصورين في صنع أكبر صورة بانورامية تفاعلية في العالم تحطّم الرقم القياسي، لأنها تتألف من 48 ألف كادر (لقطة منفردة)، ما يسمح لك باستكشاف عاصمة إنجلترا كما لم تشاهدها من قبل. الصور التي التقطت في أعقاب دورة الألعاب الأوليمبية لندن 2012 من أعلى قمة برج BT، الذي يحتل المرتبة العاشرة بين أعلى مباني لندن، وتحديدا من الطابق ال29 لمسافة تمتد نحو 20 ميلا في الأفق، تقدم رؤية 360 درجة، تتيح لك الإبحار بحريّة لاستكشاف البنية المعمارية للمدينة، والتوقف أحيانا عند بعض المساحات الخضراء. وإذا ما قررت تكبير أي جزء من المدينة بشكل عشوائي، أو التركيز على مجموعة من الأصدقاء يلعبون كرة القدم في أحد المنتزهات، ستشعر وكأن الصورة تمنحك على الفور مذاق الحياة في المدينة. ويصف مدير التصوير بشركة 360 Cities كيف نجح فريقه الذي يضم 3 مصورين، هم: جيفري مارتن، وتوم ميلز، وهولجر شولز، في تحدّي عناصر الطبيعة لالتقاط الصورة، حيث واصل الثلاثي التقاط الصور للمدينة بشق الأنفس طيلة 3 أيام، تحمّلوا خلالها الطقس المتجمد في ظل درجات حرارة تصل إلى مستويات دون الصفر، وهبوب رياح بلغت سرعتها 50 ميلا في الساعة، للتأكّد من أنهم قاموا بتغطية كل شبر من أرجائها. استخدم المصورون 4 كاميرات من طراز Canon EOS 7D يمكنها التقاط 4 كادرات في الثانية لتصوير 48640 صورة، بعد أن تم تثبيت الكاميرات على 4 رءوس آلية بمقدورها أن تتحرك 72 ألف خطوة في شكل قوس واحد متمركزة في 4 مواقع آمنة في جميع أنحاء المبنى. واستغرقت الصورة التي خرجت بدقة 320 جيجابكسل (320 مليار بكسل) 3 أشهر إضافية لوضع اللمسات الأخيرة، حيث قام الفنيون من شركة 360 Cities للتصوير بدمج الصور ومزجها في ذلك المشهد النهائي. الصورة التفاعلية المكتملة -التي تعد أكثر تفصيلا 64 ألف مرة من صورة عادية تم التقاطها بكاميرا iPhone- سيبلغ عرضها 98 مترا، وارتفاعها 24 مترا إذا ما تم طباعتها بطابعة ثنائية الأبعاد. يذكر أن أقرب محاولة لصنع صورة مشابهة كانت في عام 2010، ولكنها كانت بربع حجم تلك الصورة، ولم تتجاوز دقتها 80 جيجابكسل. لمشاهدة الصورة اضغط هنا أضف جاليري: شوارع ومباني لندن بدقة 320 جيجابكسل * تكنولوجيا اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: