أنا فتاة عندي 23 سنة عندي مشكلة غريبة شوية؛ دايما لما أقعد أفكر في الناس اللي بحبهم سواء إخواتي أو أولاد إخوتي باتخيل حاجات وحشة بتحصل لهم وبابقى متضايقة أوي إني باتخيل كده، يعني الأول أنا بافكر فيهم علشان وحشوني وبعد كده تفكيري بيقلب إني أتخيل حاجة وحشة حصلت لهم وأندم أوي على الفكرة دي. أنا مش عارفة ده ممكن يكون نابع من كرهي لهم في الأصل وأنا باحاول أكبت الشعور ده وبيطلع لي في صورة أفكار؟! مع إني فعلا بحبهم أوي وباخاف عليهم أوي ومابحبش الأذى ليهم أبدا، أرجوكي تفهميني أنا بافكر كده ليه؟
Miro.bae
تتعجبين لماذا تتخيلين وقوع الأذى بإخوتك وأبنائهم، وضميرك يؤنبك على هذا التخيل، ولقد قفزت إلى النتيجة مباشرة، وهي أنك تكرهينهم في الأصل وتكبتي هذا الشعور البغيض الذي يظهر في أفكارك والذي تستبدليه بإظهار الحب لهم. إنها ليست الكراهية -لا قدر الله- يا عزيزتي، بل إنها الرغبة في أن تصبحي مثلهم عندك بيت وأطفال تشعرين بأنك ملكة متوّجة ومن حولك أحبائك الذين يدينون لك بالحب والوفاء، ومن رسالتك واضح أنك غير مرتبطة، وقد فطر الله المرأة على أن تصبح زوجة وأما، فأنت تطلبين المساواة بإخوتك في هذا وتشعرين أنك أقل منهم لأن آمالك لم تتحقق وتصبحي مثلهم، فتتخيلي أنهم أصبحوا بلا هذه المزايا أو محبطين ولا تتحقق آمالهم حتى يتساووا معك أو حتى أقل منك، وطبعا كل هذا لا شعوريا أو دون وعي منك. وللتغلب على هذه الأفكار عليك أن تنظري إلى المزايا التي منحها الله لك، والنواقص أو الإحباطات التي يعاني منها إخوتك. مثل: مساحة الحرية، المسئولية، الاستمتاع بالنوم، بالخروج أو حتى مشاهدة التلفاز، وكرري دائما امتيازاتك بينك وبين نفسك عندما تعتريك هذه الأفكار، أي اذكري نعم الله عليك، ولتعلمي في قرارة نفسك أن الله لا يظلم أحدا وكل إنسان يأخذ حقه 24 قيراطا، ولكن مشكلة البعض تكمن في المقارنة بين سلبياتهم وإيجابيات الآخرين فيصابون بالإحباط والأفكار المريضة التي تظهر وتؤرقك من وقت لآخر. والإنسان المؤمن لا يصاب بأي وساوس أو أمراض نفسية لأنه في جميع الأحوال يرضى بما وهبه الله له، ويعي ذلك جيدا في قرارة نفسه مما يحميه من الضلالات والأفكار الشريرة التي قد تحدثه بها النفس الأمارة بالسوء، بل تسيطر عليه النفس المطمئنة التي تحميه من أي أفكار غير مستحبة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر أحدكم إلى من فضّل عليه في الرزق بل ينظر إلى من هو دونه". أي ننظر إلى الأقل منا في المزايا لنعرف أن الله قد أنعم علينا وأنه فضّلنا على غيرنا في هذه النعم، فنشعر بالراحة والرضا ونحب من حولنا شعوريا ولا شعوريا ونغلق الباب في وجه الشيطان فلا يستطيع الوصول إلينا.