عمت الاحتفالات شوارع قطاع غزة مساء اليوم الأحد ابتهاجاً بفوز المنتخب المصري بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية في نسختها السابعة والعشرين للمرة السابعة في تاريخه والثالثة على التوالي بعدما تغلب على نظيره الغاني 1/صفر في نهائي البطولة على ملعب "11 نوفمبر" بالعاصمة الأنجولية لواندا. وخرج عشرات الشبان الفلسطينيين بشكل تلقائي سيرا على الأقدام وفي مواكب سيارات ودراجات نارية في شوارع غزة الرئيسية وهم يرفعون الأعلام المصرية ويهتفون باسمها وبأسماء نجومها من اللاعبين فور انتهاء مباراة الفراعنة مع منتخب غانا العنيد. وخص الشبان في هتافاتهم اللاعب المصري محمد جدو الذي سجل هدف الفوز الوحيد في المباراة النهائية قبل نهايتها بثلاثة دقائق وتوج هدافا للبطولة. وردد المحتفلون العبارة المصرية التي باتت شهيرة لهذا اللاعب "عايز تهدو هاتلو جدو". ولم يغب عن الهتاف اسم النجم المصري محمد أبو تريكة رغم عدم مشاركته في البطولة بسبب الإصابة وهم يتذكرون له تعاطفه مع قطاع غزة في النسخة السابقة من البطولة. وازدحمت منطقة الجندي المجهول في منطقة الرمال غربي مدينة غزة بالمحتفلين بالفوز المصري بعد أن تابعوا المباراة بشغف وحماس كبيرين في المقاهي العامة فيما انطلقت الألعاب النارية وإطلاق الأعيرة النارية في سماء غزة. وقال أحد شباب غزة ويدعى خالد وهو يهتف مع أقرانه "مصر يا أم الدنيا" إن فوز مصر بالبطولة "يعد انتصارا للشعب الفلسطيني بشكل عام وغزة بصورة خاصة بحكم العروبة والجغرافيا التي تجمع الشعبين". ورأى طارق محمود /38 عاماً/ أن بطولة أفريقيا وتشجيع المنتخب المصري كانت فرصة سانحة لسكان غزة للهرب من واقع الحصار والأزمات السياسية. وفي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع انتقل عشرات الفلسطينيين إلى منطقة الحدود مع مصر للتعبير عن فرحتهم باللقب الأفريقي للمنتخب المصري وتبادلوا من بعيد التهاني مع الجنود المصريين المرابطين على الشريط الحدودي. ولطالما تحظى كرة القدم بشعبية كبيرة في الأراضي الفلسطينية التي لا تشهد ممارسة منظمة لها بحكم واقع الاحتلال الإسرائيلي، وشهدت محلات بيع الزينة في غزة خلال أيام بطولة أفريقيا في انجولا تهافتا على شراء الأعلام المصرية وصور نجومه. وقال محمد محجوب وهو يرفع علم المنتخب المصري إننا نشعر أن "الفراعنة يمثلون أيضا بلدنا لذلك نشجعهم مهما توترت العلاقات السياسية" مع القاهرة. وتأتي أجواء غزة المساندة لمصر رياضيا في وقت تشهد فيه العلاقة بين مصر وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، التي تسيطر على القطاع ، توترا متصاعداً على خلفية بناء ما يسمى "جدار فولاذي" للحد من نشاط أنفاق التهريب. وسارع رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس إسماعيل هنية إلى تهنئة مصر رئيسا وشعبا بفوز المنتخب الوطني متمنيا دوام الانتصار والفرح لأرض الكنانة. وبعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، الذي يتزعم حركة فتح ، ببرقية إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك والشعب المصري مهنئاً بالإنجاز الكروي. عن وكالة الأنباء الألمانية