أكد حمدين صباحي -المرشح السابق لرئاسة الجمهورية- أن الدستور والعدالة الاجتماعية والقصاص للشهداء كانت أهم النقاط التي تصدرت لقاءه بالرئيس محمد مرسي اليوم (السبت). وقال صباحي: "الرئيس استمع لكل ما اقترحته وقدمته من أفكار بصدر رحب لكنه لم يعدني بتنفيذ أو اتخاذ قرار في أي شيء مما اقترحته عليه وهذا أمر طبيعي في أول لقاء"؛ جاء ذلك خلال حواره ببرنامج "90 دقيقة" الذي يُذاع على قناة المحور. وأشار صباحي إلى أنه لم يذهب إلى هذا اللقاء إلا بعد أن عقد حوارات مع قيادات التيار الشعبي وعدد من الرموز الوطنية؛ من أجل الاتفاق على أهم النقاط التي سيدور حولها اللقاء. وقال صباحي إنه تقدم باقتراح للرئيس محمد مرسي بأن يُعقد مؤتمر تحت مسمى "العدالة الاجتماعية" وأن يضم كل الطوائف في المجتمع حتى نصل لحلول تحقق بالفعل العدالة الاجتماعية. وأضاف: "تصور الإخوان لا يختلف كثيرا عن تصور الحزب الوطني المنحل المؤمن بالاقتصاد الحر"، مشيرا إلى أن ذلك يضر بالعدالة الاجتماعية التي قامت من أجلها الثورة. وشدد صباحي على أن لقاء الرئيس مرسي بالقوى الوطنية والسياسية سيكون مثمرا إذا تحول الحوار إلى تطبيق على أرض الواقع، مؤكدا: "نريد نجاح مرسي؛ لأن نجاحه نجاح للثورة لأنه أول رئيس منتخب جاء بديمقراطية جاء عقب الثورة". وأوضح صباحي أن الرئيس محمد مرسي وحزبه وجماعته فقط تتحمل مسئولية مصر، وعليه أن يستمع وأن يسمح للقوى الوطنية والسياسية بتحمل المسئولية حتى لا نصل إلى طريق مسدود. وحول الجمعية التأسيسية للدستور قال: "رغم العوار الواضح في تشكيل الجمعية التأسيسية قلنا أن ننتظر ونرى المنتج، وفي النهاية خرج المنتج بصورة لم ترضِ أحدا". واستطرد: "الهيمنة على وضع الدستور طريقها مسدود"، مشيرا إلى أنه اقترح على الرئيس أن يترك التأسيسية كما هي وأن يتم ضم 50 شخصا إليها يتوافق المصريون عليهم حتى يطمئن الناس، أو أن يتم التصويت داخل الجمعية على مواد الدستور بأغلبية الثلثين. ولفت مؤسس التيار الشعبي النظر إلى أن التيار سيخوض جميع الانتخابات القادمة سواء المحليات أو البرلمان أو الرئاسة، مستدركا: "لكننا لن ننزل الانتخابات وحدنا وسنسعى للتوافق"، مؤكدا: "هذا التوافق سيكون دعما لمرشح واحد في انتخابات الرئاسة المقبلة سواء كان أنا أو الدكتور محمد البرادعي أو غيرنا حتى لا نكرر أخطاءنا السابقة". وطالب المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الدكتور محمد سعد الكتاتني -رئيس حزب الحرية والعدالة- أن يعتذر عن الاعتداء على المتظاهرين في جمعة "كشف الحساب" قبل أي حوار. وعلّق صباحي على قرار الرئيس مرسي بتعيين المستشار عبد المجيد محمود -النائب العام- سفيرا لمصر بالفاتيكان قائلا: "لا يصح لرئيس الجمهورية أن يمس استقلال القضاء"، مشيرا إلى أن تطهير القضاء يجب أن يتم "ذاتيا" دون تدخل من أحد، منوّها إلى أن كثيرا ممن ينتقدوا النائب العام وقفوا معه دفاعا عن استقلال القضاء وليس دفاعا عنه. واستطرد: "القضاء بالفعل يحتاج إلى تطهير لأنه مثله مثل أي مؤسسة كانت في عهد النظام البائد عاش وسط الفساد والضغوط"، مبينا أنه يجب على القضاء تطهير نفسه بنفسه بأعرافه وآلياته. وكان الرئيس محمد مرسي قد أجرى عدة لقاءات مع الجماعة الوطنية المصرية؛ لاستطلاع آرائهم حول عملية كتابة الدستور القادم.