أنا فتاة عندي مشكلة في التعامل مع خطيبي وعاوزة حد يقول لي أتصرّف إزاي؟ لما يحصل حاجة تضايقه أو يكون مريض بيبعد عني وعن أي حد يعرفه، ومش بيحب حد يشوفه وهو مريض أو ضعيف، وأنا باتعب نفسيا من تصرّفاته دي؛ لأني بحبه أوي وبابقى عايزة أطمّن عليه وأبقى جنبه في أوقات الشدة. اتكلّمت معاه كتير في مواقف حصلت قبل كده بدون فايدة، وآخر حاجة حصلت إنه حصل له حادث وانقلبت بيه العربية، هو كان مسافر وقال لي في التليفون، وبعدين قفل تليفونه ليوم كامل، وكلّمني مرة كمان ورجع قفل تليفونه تاني. أنا بقيت هتجنن عليه وهاموت من القلق، وللأسف والده ووالدته متوفيين وإخواته بيشتغلوا بره مصر، وخاله وخالته عايشين في الصعيد ونادرا لما بيتكلّموا أو يتقابلوا، يعني مافيش حد أقدر أطمّن عن طريقه عليه.. عايزة حد يقول لي إيه هي الطريقة اللي تخلّيه يغيّر أفكاره دي؟
rahm
صديقتي العزيزة.. لكل إنسان طبع وطريقة من الصعب تغييرها، والكثير من الرجال لا يستطيعون التواصل عندما يكونون مهمومين أو لديهم مشكلات. صديقتي إننا دائما نتوقّع أن يكون الجنس الآخر شبهنا تقريبا، ونرغب منهم أن يريدوا ما نريد وأن يشعروا كما نشعر، وعادة نصبح غضبانين ومحبطين؛ لأننا ننسى حقيقة مهمة جدا وهي أننا مختلفون؛ فالرجال يتوقّعون من النساء أن يفكّرن وأن تكون ردود أفعالهن مثل الرجال، والنساء يتوقّعن أن يشعر الرجال ويتصرفون مثل النساء، ودون وعي صريح باختلافنا. فنحن لا نأخذ الوقت الكافي لنفهم ونحترم بعضنا البعض، ونصبح كثيري المطالب قاسين ومستاءين ونصدر الأحكام وغير قادرين على التحمّل. وعن طريق فهم الاختلافات وتقبّلها يمكن أن نكتشف حلولا جديدة نستطيع بواسطتها أن نحصل على ما نريد، والأكثر أهمية نستطيع أن نتعلّم كيف نحبّ الأشخاص الذين نهتمّ بهم ونساندهم بشكل أفضل. اعرفي خطيبك جيّدا، وتفهّمي طبعه فربما يكون محافظا وعلاقاته قليلة؛ فيستمع أكثر مما يتكلّم ولا يبادر بالكلام، أفكاره وآراؤه تظلّ بداخله ولا يبوح بها لأحد، يميل إلى أن يسمع ولا يبدأ بالكلام ويفكّر بعمق داخل نفسه.. وكل هذه الأشياء سمات شخصية وطباع أحيانا يكون من الصعب تغييرها إن لم يكن صاحبها يرغب في التغيير بالفعل. ما أريد قوله إن طبيعة الرجل ليست كطبيعة المرأة، وفي اللحظة التي ترين فيها اهتمامك به وبظروفه عن الطريق الكلام والسؤال عن الأحوال، قد يرى هو في العمل بجد والإنجاز وحل المشكلة من منبعها هو الاهتمام الحقيقي من خلال المواقف. مشكلتك أنك تتوقّعين منه التواصل ولا تفكّري في التكيّف مع طبعه، والتفهّم لظروفه وتركه حتى يهدأ أو يرغب في الكلام والتواصل معك. صديقتي لو أنكِ لستِ مهمة أو أنه لا يُحبّك لماذا خطبكِ؟ ولماذا يعمل ليُوفّر لكما بيتا والتزامات الزواج؟! إن هموم العمل والحياة أحيانا تصل إلى ما لا يطاق، وبعضنا لا يفضّل أن يراه الآخرون في لحظات تعبه وضعفه وخصوصا أحبائه؛ لأنهم سيكونون أكثر قلقا عليه. رأيي أن تتوقّفي عن مطاردته أثناء بعده، وبديلا عن ذلك اهتمي به كثيرا في أوقات قربه، لا تبعدي جدا، ولكن أعطيه دائما مساحة حرية ليختار هو بنفسه أن يأتي إليك ويشكو همومه. أرسلي له رسالة لطيفة من وقت لآخر، جهّزي له مفاجأة عندما يأتي لزيارتك بأن تعدّي له أي نوع حلوى مثلا، أو تلبسي شيئا مميّزا، أحبّيه بصدق فهو يحبّك، ولا تتركي نفسك للشيطان وللأفكار السلبية والقلق ينهشك، فقط دعي الهموم تمرّ وتفسح الطريق للفرح أن يأتي.