أمرت وزارة الخارجية الأمريكية أفراد عائلات دبلوماسييها وموظفيها غير الأساسيين بمغادرة سفارتي الولاياتالمتحدة في تونسوالخرطوم؛ بسبب مخاوف أمنية، وذلك في أعقاب موجة من الاحتجاجات المعادية لأمريكا. وقالت فيكتوريا نولاند -المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية- في بيان لها أمس (السبت) إنه بالنظر إلى الوضع الأمني في تونسوالخرطوم أمرت وزارة الخارجية جميع أفراد عائلات دبلوماسييها وموظفيها غير الأساسيين بمغادرة (السفارتين) وأصدرت تحذيرا موازيا للمواطنين الأمريكيين من السفر (إلى كلا البلدين)، وذلك وفقا لما ورد بهيئة الإذاعة البريطانية (BBC). وكانت السودان قد رفضت في وقت سابق (السبت) طلبا أمريكيا للسماح باستخدام قوات أمريكية خاصة لحماية السفارة الأمريكية في الخرطوم، والتي تعرضت مساء (الجمعة) لهجوم من قِبل متظاهرين كانوا يحتجون على بث الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم). وقال متحدث باسم الخارجية السودانية لوكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا): "الحكومة الأمريكية أبدت رغبتها في إرسال قوات خاصة لحماية سفارتها بالخرطوم على خلفية الاحتجاجات التي سادت معظم دول العالم الإسلامي"، مشيرا إلى أن وزير الخارجية السوداني علي كرتي قد اعتذر عن استقبال هذه القوات، مشيرا إلى أن السودان قادرة على حماية كل البعثات الدبلوماسية التي على أراضيها. وكانت حشود سودانية غاضبة بسبب الفيلم الأمريكي قد هاجمت سفارات الولاياتالمتحدة وألمانيا وبريطانيا في الخرطوم، وتمكنوا من شق طريق لهم لاقتحام المجمع الذي تقع فيه السفارة الأمريكية. وشهدت السفارة الأمريكية أعمال عنف احتجاجا على الفيلم المسيء، وقد قتل شخصان (الجمعة) خلال المصادمات التي وقعت امام السفارة الاميركية في الخرطوم بين المتظاهرين الغاضبين وقوات الامن السودانية التي منعتهم من اقتحام السفارة، بحسب شهود عيان. وكان البنتاجون قد أعلن الجمعة أنه يدرس إرسال قوات من مشاة البحرية (المارينز) إلى السودان لحماية السفارة في الخرطوم، مؤكدا أنه أرسل فريقا من المارينز لحماية السفارة الأمريكية في اليمن بعد تعرضها لاحتجاجات مماثلة. كما أعلن البيت الأبيض السبت أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن حث نظيره السوداني علي عثمان طه على حماية الدبلوماسيين في السودان إثر هجمات على السفارات الأجنبية في الخرطوم.