أنا بجد خلاص تعبت، كرهت نفسي، وكرهت قلبي اللي مصر ما يعيش من غير حب، وكرهت نفسي اللي بتطاوعه؛ بس غصب عني والله، أنا أصعب ألم عليّ هو ألم قلبي، وده ما بيطلش صراخ، الحب هو كل حاجة ليّ، صدقوني أنا باتكلم بجد وأنا اقصد الكلام ده حرفيا مش كلام وبس، وصدقوني والله ما باطاوعه بالساهل، ده بيكون بعد عذااااااااااااااااااب ومعانااااااااااااااه. أنا بنت عندي 20 سنة حبيت مرتين قبل كده، وللأسف انخدعت ومن بعدها قررت أسلم قلبي لربنا وهو يسلمه لصاحب نصيبه، لغاية ما قابلت إنسان فيه كل مواصفاتي بالظبط بالظبط، وبكل مثالية، ومش عارفة أوصفه خالص لأني أكيد هابقى مقصّرة؛ ولكن عيبه الوحيد -واللي بالنسبة لي غير محتمل- هو تشدده الديني. أنا الحمد لله علاقتي بربنا كويسة جدا، وعشان كده هو حبني أوي؛ لكن هو بدأ فعلا يدخل في سكة إطلاق اللحية ويتكلم كلام المتشددين وزي بتوع الإرهاب دول، وبيقرأ كتب مش كويسة من اللي بيتمسكوا بيها الإخوان. أنا ما رفضتش وقلت له نوصل لحلول وسط وفي مرة وافق، واتفقنا إن أي حاجة بعد كده هتبقى بالنقاش؛ لكن جه بعد كده وقال لي إنه مش هيقدر يستمر معايا؛ لأنه فعلا داخل على السكة اللي مش هتعجبني، وإنه ما فيش فايدة، ويا أقبله زي ما هو يا خلاص. مش عايزة أطول عليكم في التفاصيل؛ بس اللي تعبني إنه عايز يؤمر يطاع، وأمور الدين اللي هنتعرض لها في حياتنا لا تعد ولا تحصى، ولو كل واحدة هنقف عليها هتبقى حياتنا جحيم، ده غير ولادي اللي هيتعبوا جدا من الوضع ده، وكمية المحظورات اللي هيفرضها عليهم، ومصيرهم؛ خصوصا في ظل الانفتاح الرهيب اللي إحنا فيه، وخصوصا إنه بطريقته دي يعني ما فيش نقاش، وأنا ممكن أموت لو كان مصير ولادي إنهم يكرهوا أبوهم أو يتعقّدوا أو يضطروا يعملوا حاجة من وراه. وكل ده، ولو استحملت أنا عشان بحبه هم هيبقى ذنبهم إيه، وخصوصا إن ولادي دول هم أملي في الحياة، والأمل اللي عايشة عشانه. المشكلة بقى إني لا أقدر أرجع ولا قادرة أنساه، حاولت بكل الطرق وكل مرة مش باقدر وعارفة إنه مستحيل نبقى لبعض، وهو بطريقة التفكير دي؛ بس دلوقتي لو صرفت تفكيري عنه ألاقيني باتشد لأي حد أشوفه إن شاالله في التلفزيون واحلم بيه واتعلق بيه وأنا عارفة إن ده قمة الجنان. أنا حزينة جدا على نفسي إني وصلت للدرجة دي، وبقيت من اللي بيقولوا عليهم بيحبوا على روحهم. كل يوم أقرأ قرآن وأصلي وادعي ربنا يرحمني من العذاب اللي أنا فيه ده، ومستنية الإجابة، ومش هايأس؛ بس بجد تعبت. لو هتقولوا لي أشغل وقت فراغي فده صعب جدا؛ لأني هنا في عمق عمق الصعيد، وتقريبا ما فيش خروج، وطبعا ما فيش شغل، باحاول أشغل وقتي في البيت بأي حاجة وكل حاجة؛ لكن ما فيش فايدة. أنا خلاص هاتجنن، وكرهت نفسي وقلبي وكل حاجة فيّ. عايزة الحب بجد، لو نفسي دي بجد شيء مجسم قدامي كنت خنقتها بإيدي أو نزلت فيها ضرب، يمكن تفتكروني مجنونة أو مش طبيعية؛ لكن والله أنا -وبشهادة الجميع الحمد لله- إن عقلي أكبر من سني بمراحل، وكبار العيلة بياخدوا رأيي في حاجات مصيريه إنما زي ما بيقولوا باب النجار مخلع، وعند قلبي باقف عاجزة جدا وما باقدرش أعمل أي حاجة. قولوا لي أعمل إيه؛ بس والنبي بسرعة قبل ما اتجنن، وآسفة جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااا لو طوّلت عليكم وربنا يكرمكم يا رب. barbygirl
"قررت أسلم قلبي لربنا.. وهو يسلمه لصاحب نصيبه".. تلك كلماتك يا عزيزتي بين كل مفردات المرار والعذاب والحيرة.. وما أجملها من كلمات لو آمنت بها ورضيت بمعناها. جملة من نصفين: النصف الأول يتكلم عن تسليمك القلب لله ولو اكتفيت بها لوصلت لأعظم وأنبل وأشرف درجات الحب.. حب الله الأوحد المستحق لهذا الحب والذي قال "ما وسعني أرض من أرضي ولا سماء من سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن".. أما النصف الآخر فيحققه الله لك مكافأة لك على حبك له وتسليمك الأمر إليه.. أنت يا فتاتي تبحثين عن الحب وهو أمامك وفوقك وعن يمينك وعن شمالك وفي قلبك وعقلك وفي ذراتك.. وفي ملكوت السماوات والأرض.. أما عن بحثك الدائم عنه في الوجوه والشخصيات التي تقابلينها؛ فما هو بموصل للحب وإنما للتعلق بصورة لن تحقق لك شيئا مما ترغبين.. لا تضيقي واسعا يا عزيزتي.. فالحب أكبر من أن نسجنه في شخص، وأعظم من أن نعيشه في ظل إنسان بعينه.. تنفسي حبا، أحبي ذاتك وأصدقاءك وأهلك والعالم من حولك.. أحبي كل شيء ولو كان مشطا تصففين به شعرك. إن حالتك الأفلاطونية تشير إلى ما تكلم عنه أفلاطون من أن الإنسان يحب امتلاك الخير.. لأن من يمتلك الخير لابد أن يظفر بالسعادة.. وأنت تريدين السعادة وتعتقدين أن الحب هو ما يحققها.. وهي حقيقة لو عشنا الحب بمعناه الكبير لا الصغير في صورة شاب وسيم يحرك وجدانك.. أما عن أن تعيشي قصة حب مع شاب يواصل معك المشوار ويؤنس وحدة روحك فهو قدر ونصيب يصادفنا حين نكف عن البحث عنه...! أما ما تتحدثين عنه فهو البحث عن المعنى بلا وجود.. وعن البر بلا بحر.. وعن الوصول بلا طريق.. ولهذا جاءت كلماتك اليائسة في موضع الأمل، والمعذبة في موضع السعادة أنك كرهت نفسك!! فأي حب هذا الذي يؤدي البحث عنه إلى كراهية الذات وكراهية العالم.. إذن فالفكرة خطأ وسبيل الوصول خطأ.. عيشي حياتك بطبيعتها، واسعدي بأيامك مع كل من حولك.. أعطي الجميع من اهتمامك ومن رعايتك تجدين الحب.. انسي نفسك قليلا وعيشي بين الناس ستجدين الحب.. اذكري الله ستجدين الحب.. أما ما ادخره الله لك.. ومن أراده الله حبيبا وزوجا لأجلك فليس أبلغ من قولك "أسلّم قلبي لربنا وهو يسلمه لصاحب نصيبه".. وأتمنى أن تصبري قليلا حتى يأتيك من يطرق بابك فيكون زوجك هو حبيبك، وفي هذا رحمة بدلا من أن يأتي الحب ثم تتزوجي بآخر لا ارتباط بينك وبينه فيورثك هذا الحب ألما وأحزانا لا تداويها السنون.. اصبري وسيأتيك الحب من حيث لا تشعرين وسيصل إليك وأنت لا تفكرين.. ولا تبحثي عنه بطريقتك فهي لا توصل إليه ولا تدل عليه.. مهلا يا صغيرتي وسيصلك بأفضل مما كنت تحلمين..