يرى الأستاذ عصام سلطان -عضو مجلس الشعب السابق- أن الفريق أحمد شفيق في حواره مع الإعلامي وائل الإبراشي كان يتحدث بنفس عقلية النظام الذي ظل يحكمنا 60 عاما. وقال سلطان في سياق مناظرة دارت بينه وبين الدكتور سعد الدين إبراهيم حول تصريحات الفريق شفيق ل"العاشرة مساء" في الساعات الأولى من صباح اليوم (الإثنين): "الفريق شفيق أشار إلى أن الإخوان لم يكن يجب عليهم أن يحاكموه لأنه لم يحاكمهم بشأن تزوير الانتخابات، وهي نفس العقلية التي ظلت تحكمنا طوال 60 عاما وهذا أمر أسوأ من الابتزاز السياسي، وهو خلق واقعة لم تحدث لوضعها بموضع الابتزاز السياسي". ورد عليه الدكتور سعد الدين إبراهيم بأن الفريق شفيق لم يقل هذا الكلام، وأن هذا تأويل مجحف لكلامه، وأنه هو والفريق شفيق وكثير من الديمقراطيين الحقيقيين يريدون إرساء القواعد الحقيقية للديمقراطية في مصر. ونفى سعد الدين إبراهيم صحة ما قيل عن أن الأمريكان يؤيدين الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أنه كان طرفا في حوار شفيق مع السفيرة الأمريكية، مؤكدا أن السفيرة أكدت أنهم على الحياد تماما من الانتخابات الرئاسية. وأشار إلى أنه طلب منه التحدث عن تجربة صعود الأمريكان في مؤتمر تنظمه إحدى الجامعات الأمريكية في أوروبا ولكنه طلب منهم أن يستدعوا عناصر من جماعة الإخوان لتتحدث عن تجربتها. وأشار إلى أنه رتب للقاءات بين الإخوان والقيادات الأمريكية عام 2000 وعام 2003 ومن القيادات التي ذهبت للقاء الأمريكان خيرت الشاطر وعصام العريان وعبد المنعم أبو الفتوح، الذي كان في تنظيم الإخوان وقتها، مشيرا إلى أنه لا يعتبر أن هذه اللقاءات كانت شبهة لأنها لقاءات في العمل العام. وأشار عصام سلطان إلى أن الناخب المصري الآن هو من يتحكم ويختار رئيسه وأن الأمريكان هيأوا أنفسهم للتعامل مع رئيس من خارج النظام السابق ومن الحركة الإسلامية، لأنهم لا يريدون أن يكرروا تجربة إيران. وفي سياق الانتخابات الرئاسية والتشريعية عقب وضع الدستور حدث خلاف بين سلطان وسعد الدين إبراهيم حول هذا الأمر، حيث وافق سعد الدين إبراهيم على إقامة الانتخابات لأنه على الرئيس مرسي أن يثق في خياراته وألا يخشى من إقامة انتخابات جديدة. مشيرا إلى أن فرص مرسي أقوى من فرص أي مرشح آخر سيدخل ضده. وهو الأمر الذي رفضه عصام سلطان، لأن هذا انتهاك لحرية الناخب الذي وضع ثقته في الرئيس لمدة 4 سنوات وأن الأمر لا يجب أن يتمحور حول ثقة الرئيس في نفسه، ولكن زاوية الرؤية لها علاقة بالمواطن الذي كانت إرادته تتمحور حول اختيار الرئيس لمدة 4 سنوات. بينما أشار سعد الدين إبراهيم إلى أنه هو نفسه الناخب الذي نسأله مرة أخرى، وهذا لا ينتقص من سيادة الناخب في شيء، لأن الناخب من الممكن أن يغير رأيه بالمتغيرات التي تحدث، مثلما صنعنا عدة استفتاءات الفترة الماضية، منها انتخابات رئاسة وشعب وشورى وكان من الممكن أن نأخذ بنتيجة واحدة منهم ونعممها على باقي النتائج. واستنكر سلطان هذا الخلط مؤكدا أن انتخابات مجلس الشعب بخلاف الشورى بخلاف الرئاسة بخلاف الاستفتاء الدستوري، ولا يجب أن نجدد ثقة الناخب لأنه جددها فعلا حينما قام باختيار الرئيس لمدة 4 سنوات. وفي سياق الرقابة على الانتخابات أشار سعد الدين إبراهيم إلى أنه مع فكرة الرقابة الدولية، ولكن ما طرحه شفيق من جلب مراقب لكل صندوق هو مستحيل على أرض الواقع، لأنك لن تستطيع الإتيان بهذا الكم من المراقبين، ولكن يمكننا صنع عينة عشوائية للمراقبين نحكم بها على صحة الانتخابات. وعن وصفه للمحامي عصام سلطان ببلطجي القانون أوضح سعد الدين إبراهيم أنه كان يتوقع أخلاق الفرسان من أعداء الفريق شفيق، خصوصا في القضايا التي رفعت عليه عقب خسارته للانتخابات والهجوم عليه وهو جريح، خصوصا أن الأستاذ عصام سلطان طارد رجلا له تاريخ عظيم مثل شفيق بهذا الشكل. ونفى عصام سلطان أن يكون قد تقدم ضد الفريق شفيق إلا ببلاغ واحد، وقد تقدم به قبل الانتخابات الرئاسية برمتها، وأن بلاغه قدم ضد شفيق في شهر مايو الماضي منذ أربعة أشهر، وأنا لديّ كل المستندات التي تثبت كل الاتهامات ضده. وسحب سعد الدين إبراهيم وصفه لعصام سلطان بكلمة بلطجي قانون. وأكد سعد الدين إبراهيم أن شفيق يجب أن يعود إلى مصر لتتم محاكمته أمام القضاء ولكن عودته تخضع لشعوره بالأمان، وهذا الشعور مهدد، خصوصا أن لديه ابنتين. وأشار سلطان إلى أن شفيق يظن أن كل الأنظمة تتعامل بنفس سياسة النظام الذي هو ابن له، بأنها تتدخل في عمل القضاء. وفي نهاية اللقاء أكد سعد الدين إبراهيم أن الشعب المصري بكامله شارك في استبداد النظام السابق، حتى المعارضين له، وهو منهم، ويعتبر نفسه من المساعدين في هذا الاستبداد بنسبة 20% لأنه ساعد النظام في عدد من الملفات، كما كان أستاذا لقرينة الرئيس وقت أن كانت طالبة في الجامعة الأمريكية.