تحت عنوان "الدروس المستفادة من ثورة 24 أغسطس" التقى برنامج "حدوتة مصرية" كلا من الدكتور عبد الحليم قنديل -رئيس تحرير جريدة صوت الأمة- والدكتور حسن البرنس -القيادي بحزب الحرية والعدالة- ليتحدث كل منهما عن تظاهرات اليوم (الجمعة)، والدروس المستفادة منها، وذلك في السطور التالية... استهلّ حسن البرنس حديثه فيما يتعلق بتظاهرات اليوم قائلا: "أثبت الشعب المصري اليوم ذكاءه ووعيه السياسي، وأنه يفرّق بين أساليب المعارضة الحقيقية وغيرها، كما أثبت اقتناعه بالمرحلة الحالية، وأننا قد استلمنا دولة متهالكة، نرغب في إصلاح سريع لبنيتها التحتية، كما أننا بحاجة لمعارضة واعية وأغلبية تكون على استعداد للالتحام مع مؤسسات الدولة لبناء مصر في الوقت الراهن". فردّ عليه قنديل قائلا: "ما حدث اليوم ما هو إلا نكتة سخيفة، ومن فضلكم أخرجوا الشعب المصري من الموضوع؛ لأنه بعدم خروجه لم يقف مع أي من الطرفين، فالمسألة ليست عددية، ولا مؤشرا على قوة الإخوان أو المعارضة، أو أن شعبية الإخوان لا تزال كما هي أو أي شيء". وأضاف: "أشعر أن النظام قد عاد، ولكن في صورة تبدو ديمقراطية إلى حد ما، وإن كانت الكهرباء قد تحسّنت الأيام الماضية، فالمياه تزداد سوءا، وهذا أمر لم يحدث منذ 10 سنوات". واستدلّ قنديل بأحد الفقرات بمقال الكاتب فهمي هويدي التي يتحدث فيها عن مشروع النهضة قائلا: "يقول فهمي هويدي إنه لم يستغرب مشروع النهضة حتى وإن قُدّم من الرئيس السابق مبارك، وإنه مشروع متحيز قائم على حساب الفقراء"، وعلّق قنديل على تلك الفقرة قائلا: "معنى الشرعية لدينا مرتبك؛ لأن البلد يسير بالعكس، وما زلنا في المرحلة الانتقالية، وأنا قد ذكرت في يوم ما أن اختيارنا لمرسي هو اضطرار كأكل الموتى ولحم الخنزير! والشرعية التي نتحدث عنها شرعية هشّة". واستطرد: "تكلم الكثيرون عن العدالة الاجتماعية، بداية من الملك فاروق وحتى مبارك، ولا يوجد ما يسمى بالنموذج الإسلامي، وعلى سبيل المثال مفهوم الملكية مفهوم لم يعرفه التاريخ الإسلامي منذ عهد عمر بن الخطاب، وأنا أرى أن هناك تناقضا بين الدين والدولة تحت عنوان الدولة المدنية، ولا يوجد في الإسلام ما يسمى بالدولة المدنية". والتقط أطراف الحديث قائلا: "لا أجد فارقا بين مبارك وأحمد عز سوى اللحية". وهنا توقف قنديل عن الحديث؛ منتظرا الرد من حسن البرنس الذي رسم ابتسامة هادئة على وجهه، ثم ردّ قائلا: "كل الآراء نسمعها بأذان صاغية حتى وإن كانت حادّة، ولكن مشروع النهضة غرضه النهوض بالاقتصاد المصري وتوفير العدالة الاجتماعية، التي ستوفر الملايين من الوظائف خطوة بخطوة؛ للقضاء على مشكلة البطالة، وأي شخص يقرأ البرنامج بطريقته له مطلق الحرية". وأضاف: "البرنامج يهتم بكل الجوانب وهذا هو جوهر العدالة، وتلك الشرعية الهشة ليست ضعيفة وإنما وليدة في بدايتها تحتاج للشعب المصري حتى تنمو وتزدهر، وأنا أرى أن الشعب لديه استعداد للاهتمام بشجرة الديمقراطية". وأتبع: "95% وأكثر من الإخوان المسلمين فقراء وشديدو الفقر أيضا، وأنا كنت واحدا منهم، فأنا مولود في حي فقير بالإسكندرية، كنت بائعا في صغري؛ لأساعد نفسي وأكمل تعليمي، وحينما أنظر لخيرت الشاطر وأرى أنه كان مجتهدا في الجامعة ومن أصول فقيرة واضطهده النظام القديم، ولم يتم تعيينه معيدا بكلية الهندسة، وفتح شركة صغيرة قامت الدولة بمصادرتها ثلاث مرات وتشريد عمّالها، فهو ليس أحمد عز الذي سهّلت له كل الأشياء، واحتكر سوق الحديد ونهب الملايين، لذلك أجد المقارنة بين كل من الشاطر وعز مقارنة ظالمة، ولذلك ينحاز حزب الحرية والعدالة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وليس للأثرياء". فقاطعه عبد الحليم قنديل قائلا: "خيرت الشاطر تاجر، ولا أتكلم عن الدلالة الاجتماعية، وما نحتاجه هو التوسع في المبادرة الخاصة مع المبادرة العامة، وفكرة المشروعات الصغيرة موجودة منذ أيام مبارك، واستغربت مقابلة مرسي لكريستين لاجارد، فما نرغب فيه هو إبعاد مصر عن صندوق النقد الدولي لأنه ليس جمعية خيرية تعطيك ولا تأخذ منك المقابل، فالقضية لا تتعلق بوضع التكت الإسلامي، ولا أرغب في تغطية مباركية إخوانية بالتحدث عن الإسلام". فختم الدكتور حسن اللقاء قائلا: "نموذج الدكتور مرسي نموذج رائع؛ يزداد حب الناس له يوما بعد يوم، فهو ليس شخصا ملتحيا وسلوكه الديني لا يعبّر عن ذلك، بل سلوكه الديني جزء لا يتجزأ من شخصيته الاجتماعية، ولا مقارنة بين مبارك ومرسي على الإطلاق؛ لأنه يفكر في مصلحة الشعب بكل أمانة". الجدير بالذكر أنه في نهاية البرنامج وعد كل من حسن البرنس وعبد الحليم قنديل باستكمال الحديث يوم الخميس القادم بنفس البرنامج.