أحمد مهاب أكّد الدكتور هشام قنديل -رئيس مجلس الوزراء- أن الاجتماع الأول لمجلس الوزراء اليوم (الأربعاء) خرج بضرورة تقديم الدعم الكامل للقوات المسلحة والشرطة في عمليتها لتطهير سيناء من البؤر الإجرامية والقصاص لدماء الشهداء، وأن التحرك على الأرض من قوات الجيش والداخلية بدء بالفعل بعد الاستناد على تحريات استخباراتية دقيقة. وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أن إسماعيل هنية اتصل به عقب وقوع حادث رفح ليؤكّد له أن حماس وغزة بريئة من دماء المصريين، وأنهم يعتبرون دماء المصريين حرام، وأنهم لن يحرروا فلسطين بدماء المصريين. وأكّد أن والدته ليست فلسطينية وأنه لم ينتمِ لأي حزب سياسي أو ديني طوال حياته، ولكنه شخص متدين بطبعه. ولفت قنديل إلى أنه من الضروري عدم استعجال التحقيقات حتى يتم تحديد جناة حادث رفح بشكل دقيق ومعرفة محرضيهم وغيرهم، وقال إنه سيتم تنفيذ خطة محكمة لضبط الحدود المصرية، ودعا إلى ضرورة التكاتف خلف القوات المسلحة خاصة خلال المرحلة المقبلة. وعلى صعيد آخر؛ فقد أوضح أنه تمّ تحديد موعد نهاية الشهر الجاري لاستقبال وفد صندوق النقد الدولي للتفاوض حول قرض ال3.2 مليار دولار، علاوة على عقد اتفاقية الأسبوع المقبل مع البنك الدولي للحصول على منحة قدرها 200 مليون دولار لدعم المشروعات الصغيرة. ومن ناحية ملف الاعتداء على المستشفيات، أعلن رئيس الوزراء عن ضرورة توفير التأمين للمستشفيات ووضع خطة مناسبة لذلك، شرط أن تحقق التأمين للمشفى ولا تسمح بالتعدي على الأطقم الطبية، وفي نفس الوقت تراعي شعور أهالي المرضى. ومن ناحية أخرى، أكد أن موضوع انتشار السلاح في البلاد أمر مقلق، حيث اتفق هو ووزير الداخلية على ضرورة وضع تدابير أمنية تمنع من دخول السلاح البلاد، وتعمل على مهاجمة أوكاره ومخازنه ومصادرته، ووضع خطة تحفز المواطنين بطرق الترغيب والترهيب على منع تداول السلاح أو الاتجار فيه. أما بخصوص الأجواء في سيناء والانفلات الأمني الحاصل فيها، فذكر قنديل أن الأولوية حاليًا هي لدعم الأمن والاستثمار الداخلي، وحلّ المشكلات بين أصحاب المصانع والعمال، وشدد على أن الحكومة لا تسمح أبدًا بقطع الطرق أو اختطاف خبراء. وبالنسبة لبرنامج المئة يوم، أكد رئيس الوزراء على التزام الحكومة بتنفيذ هذا البرنامج بحماس كبير، حيث كلف وزير التنمية المحلية بمتابعة آليات التنفيذ، ومن أهم محاوره دعم الكهرباء، حيث أكد على وجود محطتي كهرباء ستدخل الخدمة قريبًا بحمولة 1050 ميجا وات، كما أكد على ان سرقة التيار الكهربي وزيادة الاستهلاك هما السبب في الأحمال الزائدة على المحطات الرئيسية، ووجه الدعوة للشعب المصري بضرورة ترشيد الاسهلاك. وبخصوص الملف الصحي، فقد تم اليوم إقرار قانون التأمين الصحي للاطفال دون سن المدرسة، ليستفيد منه حوالي 13 مليون طفل في مصر دون سن السادسة، مقابل تكلفة مادية بسيطة تبلغ ثمانية جنيهات سنويًا يدفعها ذوو الطفل وتتكلف الحكومة مبلغا مماثلا لتوفير مظلة صحية آمنة للأطفال. وأخيرا، اختتم قنديل كلمته بتوجيه رسالتين، للشعب المصري وللمستثمرين، الأولى طمأن فيها الشعب على أن الحكومة مستمرة في تحقيق أهداف الثورة، إلا أنه من الضروري توحيد شمل جميع المصريين ونبذ الخلافات فيما بينهم، كما يجب التوحد خلف "جيشنا العظيم في حماية حدودنا الشرقية وكل الحدود"، وأخيرًا يجب ألا نتعجل نتائج التحقيقات حتى التأكد ممن هو وراء هذا العمل الإجرامي الفظيع. والرسالة الثانية وجهها للمستثمرين المصريين، حيث طمأنهم على احترام الحكومة لجميع التعهدات، وهي تحاول حل المشكلات المتعلقة بالاستثمار، كما وجه شكره لرجال الأعمال الشرفاء الذين حافظوا على النسيج الوطني ولم يهرّبوا الأموال أو الخبرات إلى الخارج.