أنا شاب عندي 34 سنة متزوج وعندي بنتان، ملتزم وخطيب متطوع.. مشكلتي إني كنت أحب فتاة قبل الزواج، ولكنها كانت أطول مني ب5 سم تقريبا وكنت أرى أن هذا الأمر يستحيل معه الزواج، مع إنها فتاة جميلة جدا جدا، وبها كل الصفات التي أتمناها. ولكني لم أتقدم إليها لهذا السبب، وتزوجت من غيرها ليست فيها الصفات التي أطلبها، وصرت بعد الزواج حزينا مكتئبا؛ خاصة أن الفتاة التي أحببتها تزوجت من أحد أقاربي فهي دائما في خيالي.. فماذا أفعل حتى أنساها؟ والعلاقة بيني وبين زوجتي أصبحت متوترة وأنا أعلم أنها ليس لها ذنب، وإن كان إهمالها في نفسها أحد أسباب المشكلة وقد نصحتها كثيرا ولكن دون جدوى.
eng_ahmedsaad76
عزيزي.. أنت أخطأت وتركت من تحبها لسبب -آسفة- تافه تترك من تحب وبها كل الصفات التي تتمناها لمجرد أنك أقصر منها بخمس سنتيمترات؟! ألم تعرف المقولة التي تقول إنك إذا تزوجت امرأة باهرة الجمال بعد شهر واحد سوف تتساوى مع من هي دميمة، والعكس بالعكس في أنك إذا تزوجت امرأة دميمة فبعد شهر واحد سوف تتساوى مع أجمل الجميلات؛ لأن العين تتعود ويصبح كل شيء متساوٍ، ولا يبقى إلا التعامل والفكر، وهكذا أيضا لو كنت تزوجت من هي أقصر منك بخمسة سنتيمترات لن يلاحظها أحد، وبعد شهر واحد سوف يصبح شيئا عاديا جدا وتتعود عليه.
ولكننا هنا "لن نبكي على اللبن المسكوب" فما فات قد فات وانتهى وليس أمامنا إلا ما في يدينا الآن، وهي زوجتك التي ليس لها ذنب في كل هذا إلا أنك اخترتها؛ لأنها أقصر منك وليست أطول، فما عليك عزيزي إلا أن تتقي الله في حق نفسك، وتلك المرأة التي تزوجت غيرك وأصبح محرما عليك التفكير فيها، وأنت الشخص المستقيم الملتزم والخطيب أيضا، الذي يلقي النصيحة للناس، فلا بد أن يكون لك نصيب منها، والأكثر من هذا زوجتك وبناتك اللاتي لا ذنب لهن في كل هذا، والذين إذا ركزت تفكيرك فيهن ورضيت بما قسم الله لك، بدلا من تفكيرك في امرأة قد فات أوان التفكير فيها، وأصبح ليس من حقك إلا التفكير فيما يرضي زوجتك وبناتك، وحتى لا يقتص الله منك فيهن، وأنت من تعرف الله وتتقيه.
عزيزي.. أَحب زوجتك وبناتك قدر استطاعتك وحاول أن تنبه زوجتك بما يرضي الله في ما يضايقك منها، وسوف تستجيب بإذن الله بالتدريج، وحتى إن لم تستجِب كما يرضيك، وأنا أعلم أنها سيدة جيدة بما أنك اخترتها وأنت رجل جيد ملتزم يعرف الله، ولهذا لن يكون اختيارك خاطئا بإذن الله، وأن ما يجعلك في ضيق منها هو تفكيرك في الأخرى، وتأكد عزيزي أننا جميعا لسنا كاملين، وأننا بنا السيئ وبنا الجيد.
فكر في كل الأشياء الجيدة في زوجتك، أنت من اخترتها ومن المؤكد أنك رأيت بها ما جعلك تختارها شريكة لحياتك العمر كله، وحتى إنك أنجبت منها طفلتين أسعدك الله بهما.
عزيزي.. اترك هذه الأوهام من رأسك، فقد أصبحت ماضيا ليس به ما يثير، وانظر إلى المستقبل الذي بين يديك، بيتك زوجتك بناتك، وعش من أجلهم، وليس من أجل سراب لن تجني منه إلا خراب بيتك وتعاسة بناتك، حفظهن الله لك، والله الموفق.