أبو بكر اليماني شجبت ناشطات يمنيات في مجال حقوق الإنسان الرسالة الأخيرة لزوجة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، حيث وصفنها بأنها انتهاك صارخ لحقوق الطفل ومبادئ الدين. وقد حثت أميمة حسن أحمد محمد حسن -زوجة الظواهري- المسلمات على تربية أولادهن على حب الجهاد والموت، في رسالة نشرت على موقع "الفجر" الإلكتروني المرتبط بالقاعدة يوم الجمعة 8 يونيو. وكتبت حسن: "وصيتي لكنّ أخواتي أن تُربين أولادكن على حب الجهاد والشهادة وتغرسن فيهم حب الدين وحب الموت في سبيل الله". وحضّت زوجة الظواهري في رسالتها النساء على حث أزواجهن وأولادهن على إطلاق سراح نساء القاعدة المعتقلات "في كل مكان". الانتحاريون مصيرهم نار جهنم وقالت حورية مشهور -وزيرة حقوق الإنسان في حكومة الوفاق الوطني- في حديث للشرفة إن هذه الدعوة تتعارض مع دعوات الأديان السماوية والقوانين الوضعية ومبادئ حقوق الإنسان. وأوضحت قائلة: "إننا نريد أن نربّي الأجيال على حب الحياة واحترام الإنسان وحقوقه، وأهمها الحق في الحياة الكريمة، ودعوة أميمة دعوة تتعارض مع الشريعة الإسلامية لأن الانتحاريين مصيرهم نار جهنم"، مؤكدة أن "الدعوة تعكس وجهة نظر متطرفة". وأضافت مشهور "الشريعة الإسلامية هي شريعة الحياة والسلام وتعطي قيمة كبيرة للإنسان، وليس ثقافة الموت أو الانتحار [...] والله استخلف الإنسان في الأرض ليبنيها لا ليدمّرها". ولفتت إلى أن الأديان السماوية حرّمت قتل الإنسان وأن القوانين الدولية أكدت على حق الحياة من أجل ضمان الأمن والسلام الاجتماعي، مؤكدة أن دعوة زوجة الظواهري "لن تلقى أي استجابة". من جانبها قالت رجاء المصعبي -رئيسة المؤسسة العربية لحقوق الإنسان- للشرفة إن دعوة زوجة الظواهري هي "دعوة مظللة وتناقض مفاهيم حقوق الإنسان وتحارب أهم فئة في المجتمع وهم الأطفال". وأضافت المصعبي: "علينا أن نواجه هذه الدعوة وأن نحمي الطفل من الأفكار المظللة باعتبار أن ديننا الإسلامي الحنيف وضع شروطا وضوابط للجهاد تجعله مقتصرا على حالة الدفاع عن النفس والأوطان، لا أن نجهز أطفالنا بأحزمة ناسفة". وأكدت أن دعوة زوجة الظواهري هي دعوة مرفوضة من قبل المجتمع والدين على حد سواء. أما لمياء الأرياني -رئيسة مؤسسة "شوذب" للطفولة والتنمية- فقالت بدورها للشرفة إن الله خلق الإنسان ليحيا لا ليموت، وإن على الإنسان أن يتمتع بجميع حقوقه في الحياة والتعليم والصحة لكي يكون عضوا صالحا في المجتمع. وأضافت: "إن قيمة الجهاد في سبيل الله قيمة عظيمة ولكن ليس ذاك الجهاد الذي دعت إليه زوجة الظواهري والذي يخدم الإسلام السياسي من وجهة نظر القاعدة وليس الإسلام كما حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم". هل المصلحة الفضلى للطفل في عملية انتحارية؟ ولفتت الأرياني إلى القوانين الوضعية التي تعنى بحقوق الطفل، ومنها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تضمنت أربعة حقوق "أولها حق الطفل في الحياة وليس الموت كما قالت زوجة الظواهري، وثانيها حقه في النمو، وثالثها حقه في عدم التمييز، ورابعها تحقيق المصلحة الفضلى للطفل". وتساءلت: "هل تحقيق المصلحة الفضلى للطفل في عملية انتحارية أو في التعليم والحياة والبناء للمستقبل؟". واعتبرت الأرياني أن دعوة زوجة الظواهري "انتهاك صارخ لحقوق الطفل، وهي مرفوضة من المجتمع كاملا، خصوصا الأمهات اللواتي بفعل طبيعتهن لا يمكن أن تقبلن إعداد أبنائهن للموت لأن ذلك هو عكس الواقع والطبيعة البشرية". عن موقع الشرفة