[ إحدى المصريات: بنات اليورو حلوين .. وحلوين أوي كمان] إحدى المصريات: بنات اليورو حلوين .. وحلوين أوي كمان في الوقت الذي تنشغل فيه مصر بزخم سياسي غير عادي، وحرب لافتات وشعارات إنتخابية وهي تستعد لاستقبال أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير، كان لابد من فاصل كوميدي للترويح عن النفس، وتهدأة الأعصاب، فكانت المرأة المصرية – عند البعض - هى المادة الخام للضحك والتسلية والترفيه بإعتبارها "الصندل" الذى أحبوه بالخطأ قبل أن يشاهدوا البنات "اللى على حق" من مختلف بلدان العالم فى دورة اليورو 2012 الكروية. بداية أعتذر عما فى بداية المقال من ألفاظ مؤكد أنها لا تليق، لكنها ليست هنا بصدد تقرير الأمر بإعتباره حقيقة، بقدر ما هى رصد لإفيهات ذكورية مريضة يتداولها بعض سمجاء المراهقين على ال "فيس بوك" من أنصاف الرجال إن لم يكونوا من أنصاف البنى أدمين، بعدما حرموا من نعمة العقل الربانى القادر من أول وهلة على إدراك ومعرفة أن جميعنا "خلقة ربنا"، وأننا لم نسمع يوما عن بشر إختار ملامحه وشكله من كتالوج سماوى قبل أن ينزل من بطن أمه، بخلاف أن السادة الظرفاء أنفسهم من المتسابقين فى مسابقة "أبوخ" نكتة (مشيها أبوخ عشان ماينفعش اقول لفظ تانى) إذا ما نظرت لملامحهم وأجسامهم فلن تجد مثلا توم كروز، أو برادبيت، ولا حتى أحمد عز، وأكثرهم حظا سيذكرك بأحمد عيد فى "همام فى امستردام" حين قال له هنيدى: "أقلع وريهم العار"، لكن يبدو أنهم قد مضت عليهم سنوات طويلة لم ينظروا فيها لل"مرآة"، واكتفوا بتفصيص "المرأة"! وبغض النظر عن أن مثل هؤلاء الفاتنات الأوربيات أظهرن الكثير من مواطن الجمال والأنوثة فى أجسادهن العارية، إلا أن الفتاة الشرقية "اللى على حق"، سواء كانت مسلمة أو قبطية، لازالت هى الأغلى والأثمن بما لم تفرط فيه من جسدها، أو تبرزه لكل من "هب ودب". والآن مثلما تعرضنا لظاهرة "فيسبوكية" مريضة يتداولها أشباه الرجال المصريين والعرب، تعالوا نقرأ رد أنثوى "فيسبوكى" أيضاً انتشر مؤخرا على شبكات التواصل الاجتماعى، وأنقله لكم دون تعديل: بنات اليورو حلوين .. وحلوين أوي كمان .. وأحلى مننا وما بننكرش! بس عارف ليه يا باشا هما حلوين؟ علشان كل واحدة فيهم بتنزل من بيتها لابسة أحلى حاجة، وطالعة بأحلى مظهر، ومش خايفة من واحد زيك يسمعها كلمة قذرة، أو يمد إيده ويقولها أصل لبسك هو اللي استفزني. علشان كل واحدة فيهم راسمة على وشها أحلى ابتسامة، وبتضحك من قلبها وهي مش خايفة واحد زيك يفكرها بتبتسم له و يروح يقولها ماتيجي! علشان كل واحدة فيهم رايحة الاستاد تستمتع بوقتها، وتقضي وقت حلو تشجع فريق بلدها من غير ما تسمعك وانت بتزعق وتقول "ماتلعب يابن ال*** .. ما تباصي يابن ال ******" علشان رافعين علم بلدهم اللي بيحبوها، وبيحسو في شوارعها بالأمان والإحترام عرفت ليه بنات اليورو حلوين يا باشا ؟؟ علشان مش بيشوفوا أشكالك لنكتشف من هذا التعليق أن الفتاة المصرية بدأت بالفعل فى تصديق قلة جمالها، بعد أن اختصر بعضهم الجمال فى البشرة البيضاء والشعر الأصفر والعينين الملونة، بينما الجمال الحقيقى هو حاصل جمع جمال الجسد والروح والطباع، وقبل كل هذا "التدين" كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك". وبقراءة الرد الأنثوى المنتشر حاليا على شبكات التواصل الاجتماعى، سنجده راقيا متواضعا مهذبا، ولم تحذو فيه المرأة المصرية حذو أشباه الرجال من المستظرفين فى عمل مقارنة بينهم وبين الرجل الأوربى الذى يظهر على الشاشات أيضا بملامحه الوسيمة، وشعره الأصفر، وبشرته البيضاء، بل ولم تبدأ بالمقارنة أصلا التى بدأها أنصاف الرجال واكتفت فقط برد الفعل المحترم.. فمتى ينتبه هؤلاء "الظرفاء" إلى الشيزوفرينيا الأخلاقية الكامنة فى ذواتهم المريضة، حين يجزموا أن الفتاة المحترمة "غفر" و"مقفلة"، والفتاة العارية "موزة" حلال فيها المعاكسة إن لم تتطور إلى التحرش بها، وحتى الفتاة المحجبة التى تلبس ملابس عصرية على الموضة يمصمصون عليها الشفايف وهم يشاهدونها قائلين بلهجة عواجيز الفرح :"ده حجاب إيه ده اللى هى لابساه؟".