السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كنت عايزة أسأل حضرتك على حكم إني أدعي على حد ظلمني؛ يعني بمعنى أصح أنا كنت مرتبطة بشخص قريبي بعلم أهلي وأهله؛ بس ما كانش رسمي لسه، وحصلت مشاكل أهلي تسامحوا وغفروا؛ بس هم لا، ورفضوني عروسة لابنهم، وهو رغم إنه كان عايزني إلا إنه استسلم لرغبه أهله وخطب غيري؛ برغم وعده لي؛ حتى صلة القرابة قطعوها، وأنا حاولت أود وأحسن بينهم؛ بس ما قدرتش. أنا بصراحة جوايا نار منهم، ومش قادره أنسى الموقف ده منه ومن أهله، وبادعي عليهم وعليه، وباقول حسبي الله ونعم الوكيل فيه وفي والده ووالدته، يا ترى ده من حقي ولا حرام عليّ؟ أرجو الإفادة وشكرا لحضرتك. سما صديقتي العزيزة... أستطيع أن أقدر كم هو محزن ومحبط أن يتخلى عنا من كنا نعتقد بأنهم أحباؤنا، وكم هو موجع أن يستسهل الناس قطع صلة قرابة أوصى الله عز وجل بوصلها والحفاظ عليها. ولكن من أكثر الأشياء التي أسعدتني وجعلتني أحتفظ ببعض من تفاؤلي في هذه الرسالة، جملتك اللي قلتي فيها "أهلي تسامحوا وغفروا"، كم هو جميل أن نحافظ على هذا المبدأ السماوي الطاهر، وهو التسامح والعفو بين الناس. وكل ما أرجوه منك هو أن تسامحي وتنسي ما حدث، أعلم أن هذا صعب؛ ولكن لا أعتقد أن الغضب والدعاء عليهم سيحل أياً من مشاكلك؛ ولكن على العكس سيجعلك تخسرين المزيد من الوقت. صديقتي... أرجو من الله أن تقبلي نصيحتي، وأن تحاولي أن تلقي بكل ما حدث عرض الحائط، ولتمضي في حياتك، ولتضعي الله أمامك في كل تصرفاتك وتعاملاتك مع الآخرين، ولا تنتظري أبداً الجزاء من البشر؛ ولكن دائماً انتظريه من خالق الكون. ولقد قال الله تعالى في آياته الكريمة: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}. {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. حقاً لا أجد أبلغ من هذا رداً على سؤالك. ثم أحب أن أنبهك يا صديقتي أن هذا الشاب لم يخطئ؛ لأنه لم يتنازل عن حبكما إلا بعدما تأكده أن أهله لن يتسامحوا ولن ينسوا لأهلك أو لك أية إساءة؛ فأحَبَّ أن يجنب نفسه ويجنبك وحياتكما الزوجية التي كنتما على استعدادا لها- كل مشكلات يمكن أن تعصف بها مستقبلا، وقد تؤدي بنسبة مؤكدة إلى الانفصال. فالزواج ليس بين اثنين فقط بل إن شطرا كبيرا منه يكون بين الأهل أو بينك وبين أهله من جانب أكبر. مع خالص دعائي لك أن يوفقك الله لما يحبه ويرضاه وأن يهدي لك نفسك ويقدرك على العفو والنسيان.