نصدق من ونكذب من؟ سؤال يطرح نفسه بقوة كل لحظة في ظل الأكاذيب التي تنهمر علينا من بالوعات الإعلام الفاسد، السياسي والرياضي على حد سواء، ففي الوقت الذي ننتظر الوقوف في طابور الانتخابات لاختيار الرئيس الجديد، نجد -للأسف- الأخبار والشائعات حول القلعة البيضاء والحمراء تطفح علينا من كل مكان، مما يجعلنا لا نعرف نصدق من ونكذب من حول حقيقة رحيل الخواجة واستقالة المعلم شحاتة. ولنبدأ بالأحمر... وكأن الخواجة يعلم المستقبل، أو بالأصح هو يعلم طيبة الإعلام المصري، فقد نفى المدير الفني البرتغالي السابق للأهلي وجود أي عرض رسمي له من أي جهة أخرى، حيث قال: "سأكمل مشواري التدريبي الذي سيمتد لعامين آخرين مع ناد آخر". وتمنى جوزيه في النهاية التوفيق لأي مدير فني قادم، مشيرًا إلى أنه سيعود إلى القاهرة من إسبانيا، لإنهاء بعض متعلقاته الشخصية.
وأكد البرتغالي أنه كان قد قرر الرحيل منذ ثلاثة أشهر، قائلاً: "كنت أتمنى اعتزال التدريب في النادي الأهلي، لكن الأجواء التي تمر بها الكرة المصرية عجلت برحيلي عن مصر؛ لا يوجد اتحاد كرة قدم في مصر يدير اللعبة، ومصير البطولات مجهول ولا أستطيع أن أتقاضى أموالاً من الأهلي وأنا لا أعمل". ورغم هذه التصريحات، فقد أكد مصدر قريب من مجلس إدارة الأهلي رفض ذكر اسمه أن جوزيه اتفق مع أحد الأندية القطرية على تولى مهمة الفريق خلال الموسم القادم وذلك خلال معسكر الأهلي بقطر، لإقامة مباراة بايرن ميونخ.
وفجّر المصدر مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أكد أن جوزيه طلب من مجلس إدارة الأهلي زيادة راتبه هو والجهاز المعاون، رغم أنه يعلم ظروف الفريق، لكنه طلب ذلك حتى يرفض مجلس الإدارة وتنتهي العلاقة بشكل ودي. أما في القلعة البيضاء... وعلى نفس الوتيرة، شن البعض هجومًا على جوزيه في قناة الأهلي منهم الدكتور طه إسماعيل وعصام عبد المنعم، وفور علم حسن حمدي -رئيس النادي الأهلي- اتصل بالبرنامج وطالب بوقف الهجوم على جوزيه.
وعلى نفس السياق رحل حسن شحاتة، ليكون الفريقان الممثلان لمصر في البطولة الإفريقية في موقف صعب للغاية، وسوف نناقشه في وقت لاحق، ولكن ما حدث مع المعلم شيء مؤسف للغاية، فبعد ساعات قليلة وافق مجلس إدارة نادي الزمالك -برئاسة ممدوح عباس- على قبول استقالة المعلم من تدريب الفريق الأول، في حين سافر حسن حمدي إلى إسبانيا، من أجل إقناع جوزيه لآخر لحظة بالبقاء.. شوفوا الفرق!
وبرغم قول إبراهيم يوسف عضو مجلس الإدارة البيضاء: "الإدارة لم تنجح في التوصل إلى اتفاق مع حسن شحاتة للتراجع عن الاستقالة"، وهو كلام للاستهلاك الإعلامي، والدليل عدم حسم العقوبات على شيكابالا الذي كانت فضيحته بالصوت والصورة ضد المعلم، وحتى لا يقال شيء، تراجعت إدارة الزمالك عن رحيل أحمد حسام (ميدو) مع الفريق واكتفت بتوقيع غرامة مالية على شيكابالا قيمتها 25% من مستحقاته عن الموسم الحالي. المعلم أصيب بالصدمة من الجميع في معالجة المشكلة، فقد تقدم باستقالته من تدريب الزمالك بسبب تباطؤ وتواطؤ مجلس الإدارة في اتخاذ قرار حاسم مع شيكابالا، حيث اشترط شحاتة أن يرحل الثنائي شيكابالا وميدو عن صفوف الفريق من أجل الاستمرار في منصبه كمدرب للأبيض وهو ما رفضه مجلس الزمالك. هذا في الوقت الذي كانت تحاك فيه مؤامرة ضد المعلم كشفها مصدر مقرب من المجلس الأبيض، والتى نسجت خيوطها فى منزل أحد لاعبي الزمالك بمنطقة حدائق الأهرام لإسقاط شحاتة ورحيله عن الزمالك. من جانبه أكد كريم حسن شحاتة -نجل المدير الفني للزمالك- أن والده لن يتراجع عن قرار الرحيل إلا إذا حسم مجلس الإدارة ملفات عقوبات اللاعبين الذين تجاوزوا وعلى رأسهم شيكابالا، إضافة إلى صرف المستحقات المالية المتأخرة بأقصى سرعة. بعد أن استعرضنا موقف المديرين الفنيين لقطبي الكرة المصرية، واللذين لا يختلف اثنان على كونهما قطبي التدريب، من خلال الأرقام والبطولات التي حققاها، إلا أن رحيل كل منهما كان مختلفا تماما، حيث رحل الخواجة البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي، حيث توِّج في قلوب جماهير الأهلي واجتهدت الإدارة في خروجه من القلعة الحمراء بشكل يليق به وبتاريخه مع النادي، أما في القلعة البيضاء فبدون سابق إنذار اشتعلت الأمور وفوجئ الجميع بقرار الإدارة قبول استقالة المعلم حسن شحاتة، ليؤكد مجلس إدارة ميت عقبة أنه لا يعلي المبادئ والأخلاق على أي شيء، فبدلا من أن ينفذوا طلبات المعلم برحيل شيكا وميدو، وإعلاء النظام والالتزام والحفاظ على الكيان، قبلوا استقالة شحاتة، والتي تعتبر إهانة في حق أحد أهم أبناء نادي الزمالك.