"حمدين صباحي لا هو فلول ولا كان إخوان".. عندما كتب الشاعر عادل سلامة هذه الجملة على زجاج سيارته الخلفي كسبب لاختيار حمدين صباحي اقتنعت تمامًا بأن اختياري لحمدين اختيار صحيح لا يعتمد في المقام الأول على التعاطف كما يرى البعض. وعلى الرغم من أني أكره التجربة الناصرية وأعتبر عبد الناصر هو الديكتاتور الأول الذي مهد لوجود ديكتاتور أكثر منه ديكتاتورية مثل حسني مبارك، إلا أننا لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نغلق أعيننا عن تجربة أو مشروع مختلف لشخص يدين بالولاء لعبد الناصر. فمع اختلافنا أو اتفاقنا يظل عبد الناصر محل خلاف كبير لعديد من المصريين ولا يمكننا أن ننكر أن لعصره مميزات وسمات كثيرة أيضًا، مع كل مساوئها التي أراها من وجهة نظري الشخصية، ولا يتسع المجال هنا لسردها. الكاريزما: من الأسباب الأولى التي تدفعني إلى اختيار شخص كحمدين صباحي أنه المرشح الوحيد من بين جميع المرشحين لديه كاريزما كبيرة تستطيع جمع كل الجماهير الغفيرة من المصريين للتعاطف معه والانصياع لرايته في ظل حاجتنا الماسة إلى زعيم حقيقي تلتف حوله الجماهير ولا تنصرف عنه بسهولة، شخص يمكنه السيطرة على جموع المواطنين وجميع الأطرف المتنازعة. خلفيته السياسية الواضحة: حمدين هو رجل سياسي قديم من رموز المعارضة المصرية منذ عصر السادات وحتى الآن، تاريخه النضالي والسياسي معروف، لم يحسب يومًا على أشكال المعارضة الوهمية، سواء كانت في التيار اليساري الوهمي أو التيار اليميني الذي طالما عقد صفقات مع النظام السابق المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين. انتصاره للفقراء والمهمشين: يحمل حمدين دومًا على عاتقه في المقام الأول مشكلات الفقراء والمهمشين الذين خرج منهم، وتعتمد شعبيته في المقام الأول عليهم، فهو الذي طالما حمل مشكلات الصيادين والفلاحين على عاتقه محاولاً إيصالها إلى المسئولين للتعبير عن رغباتهم ومشكلاتهم والوصول إلى حلول منطقية لهم. مرشح عن جميع المصريين: حينما أعلن حمدين عزمه الترشح للرئاسة فضل أن يتم ترشحه ليصبح رئيسًا لكل المصريين معتمدًا على التوكيلات التي وكَّله بها المصريون على أن يترشح عن أي حزب ناصري أو يساري له أعضاء في مجلس الشعب، وهو الأمر الأسهل، خصوصًا أنه رئيس لحزب الكرامة، ولا يعتمد حمدين على جماعة منظمة تدعمه، بل يعتمد في المقام الأول على جموع المصريين الذين ينتصرون لمن يشبههم. مرشح يساري في ظل هيمنة يمينية: يعتبر حمدين صباحي واحدًا من المرشحين اليساريين، يحمل برنامجًا اقتصاديًا لا يقود من حرية الفرد في التملك، لكنه في الوقت نفسه لا يفتح لها الباب على مصراعيها فتتوغل وتتوحش، إن برنامجه الاقتصادي متزن يعطي الفرصة للدولة أن تسيطر على رجال الأعمال الذين يعملون بها فلا تسيطر رءوس الأموال على الدولة ولا يسمح للدولة بالحد من حريات الأشخاص في التملك. كما أن حمدين مرشح يساري في ظل هيمنة اليمين على مجلس الشعب، وهو صمام الأمان الذي لن يسمح لأي نظام فاشي بالسيطرة عليه في ظل التوازن المطلوب بين اليمين واليسار لحكم أي مكان كي يظل متوازنًا. موقفه من الجانب الإسرائيلي: موقف حمدين كان واضحًا منذ البداية وحتى النهاية من الجانب الإسرائيلي ويعتبر الدولة الإسرائيلية عدوًا في المقام الأول إلا أنه أعلن في كثير من لقاءاته أنه يحترم الاتفاقات الدولية بيننا وبين أي دولة من دول العالم عدوة كانت أو صديقة، إلا أنه أيضًا لن يسمح بمزيد من الخنوع والخضوع في ظل الاتفاقيات المجحفة، وسيطلب تعديلها بما يتناسب مع إمكانيات الدولة وقوتها. أي إنه يدرك تمامًا أن أمامه حربًا كبرى عليه أن يخوضها داخل الدولة وهي الحرب ضد ثلاثي الذل: الجوع والفقر والمرض. قوة مصر: يدرك حمدين بكل بساطة أين تكمن قوة مصر، ويعرف أن تلك القوة البشرية الهائلة التي تملكها مصر من الممكن أن تضعها في مصاف الدول العظمى فهو يستمد من خلفيته الناصرية أفضل ما فيها وهي الاعتماد على القوة الداخلية للدولة محاولاً الوصول بها إلى مصاف الدول التي تعتمد على نفسها في المقام الأول، ويدرك أن هذا الأمر لن يتحقق بين ليلة وضحاها ولكنها تحتاج إلى مجهود كبير جدًا وعمل متواصل دومًا لذا كان واضحًا جدًا في برنامجه الانتخابي، وكانت أولى كلماته هي أن هدفنا هو وضع مصر على أول طريق النهضة الشاملة حتى تنتقل من مصاف دول العالم الثالث إلى الدول الاقتصادية الناهضة والمنافسة. ذمته المالية واضحة: كان حمدين واضحًا تمامًا بشأن ذمته المالية، وأعلنها واضحة وصريحة للجميع ولم يخش شيئًا، كما أنه يطلب من الجميع محاسبته ماديًا قبل وبعد دخوله للرئاسة. كما أنه أعلن في أكثر من مناسبة أنه لن يسكن في قصر القبة أو أي قصر رئاسي ولكنه سيسكن في مسكن عادي جدًا وسيحول تلك القصور إلى مزارات سياحية تدر دخلاً للبلاد. اعتماده على الشباب: يعتمد حمدين صباحي في كل ما يفعله على القوة الفاعلة للشباب، فأعضاء حملته الانتخابية هم مجموعة من الشباب الذين يدعمونه ويقفون خلفه، وهو المرشح الوحيد الذي يعتمد على قوة الشباب بهذا الشكل، وهي القوة التي أسست لثورة 25 يناير في المقام الأول. دعمه الحريات: حمدين أعلن عن دعمه للحريات بكل الأشكال، وأنه لن يقيّد حريات أي شخص في المطالبة بحقوقه ولن يردعها بأي شكل من الأشكال، ويضمن برنامجه الانتخابي هذا الأمر تمامًا. لكل هذه الأسباب وغيرها أعتقد أن حمدين صباحي هو المرشح الوحيد الحقيقي الذي يترشح من أجل الشعب المصري في المقام الأول لا لصالح جماعة دعته إلى مثل هذا الأمر لأنها ترى في نفسها أكثر وعيًا من المصريين لتختار عنهم رئيسهم وتدرك أين هي مصلحتهم، ولا هو مرشح من فلول النظام السابق الذين عملوا معه من قبل ويحملون في رقابهم دماء الشهداء، ولا محسوب على أغلبية هزلية في برلمان لا يستطيع التعبير عن الشعب أو الإتيان بحقوقه، ولا محسوب على اليسار المتطرف الذي يؤمن بالأفكار الاشتراكية التي عفا عليها الزمن، فهو مرشح يمثل عموم المصريين ويعبر عنهم بحق وصدق يسعى إلى إعطائهم الصنارة وتعليمهم كيف يمارسون الصيد، لا أن يعطيهم السكر والزيت حتى ينتخبوه، أدعم حمدين صباحي لأنه: "واحد مننا، مش فلول ولا كان إخوان".