حلّ عبد المنعم أبو الفتوح -المرشّح لانتخابات رئاسة الجمهورية- ضيفا على قناة النهار أمس (الأحد)، في أول ظهور تليفزيوني له عقب إعلان القائمة النهائية للمرشحين. وشدّد أبو الفتوح في بداية حواره على أنه مرشّح وطني لكل المصريين بجميع طوائفهم وليس لجهة أو جبهة معينة، مشيرا إلى أن مصر لن تنفك عن مقوماتها، وأن شعبها أعظم ما فيها. وقال المرشح لانتخابات الرئاسة: "فخور بإسلامي الوسطي الذي يُمثّله الأزهر الشريف، كما أنني أعتزّ بالكنيسة المصرية التي هي مرجع كبير لكثير من المسيحيين، إضافة إلى فخري بالجيش المصري الذي جاهد في كثير من الحروب من أجل رفعة الأمة". وأضاف: "الشريعة الإسلامية لا تتعارض مع حقوق الإنسان؛ فهي تدعو للحرية والعدل الاجتماعي والتنمية، كما أنها تُوضّح حقوق وواجبات كل شخص؛ سواء كان مسلما أو غير مسلم". ورفض أبو الفتوح مطالب البعض بتطبيق الشريعة، مؤكّدا أن مصر التي عاشت 15 قرنا داخل الإسلام لا يصحّ أن نقول بأننا نريد تطبيق الشريعة الآن؛ فهي دولة إسلامية بها مرجع لكل المسلمين هو الأزهر.
أبو الفتوح: أعاني من الضغط والسكر الملف الصحي للمرشحين وكشف عضو الإخوان السابق عن علمه بوجود أمراض ببعض مرشّحي الرئاسة الحاليين لن تُساعدهم على أداء تلك المهمة، مشيرا إلى أنه هو الذي طالب بالكشف على جميع مرشّحي الرئاسة. وأوضح: "بعض المرشحين يُعانون من أزمات صحية لن تساعدهم على القيام بالواجب الوطني، وكان من الأفضل لهم الكشف عن ذلك". وأردف: "أنا أعاني فقط من الضغط والسكر اللذين تسبب فيهما حسني مبارك -الرئيس المخلوع- لجميع المواطنين". التسامح مع مبارك وأعلن أبو الفتوح عن تسامحه مع الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك في الانتهاكات التي مارسوها في حقه، مشدّدا على أنه تسامح في حقه الشخصي فقط، لكنه لن يتنازل عن دماء وأموال وحقوق الشعب المصري في كل مَن أساءوا إليه. وأكمل: "ما رأيته في السجن إبان فترة حكم جمال عبد الناصر، كان أبشع مما فعله مبارك مع المعتقلين في عصره، لكنني لم يغِب عني الأمل للحظة واحدة أن مصر ستعود لأهلها وينتهي الظلم فيها".
أبو الفتوح: الشعب يقدّر الجيش أحداث العباسية ونفى أمين عام اتحاد الأطباء العرب السابق صلته هو وحملته بأحداث مجزرة العباسبة التي وقعت أمام وزارة الدفاع في الأيام الماضية، مؤكّدا أن بعضا من أفراد حملته الانتخابية نزلوا في مسيرات للتنديد بهذا العنف وهو حقّ أصيل لهم. واستطرد: "لا يوجد أي مبرر لإراقة دماء المصريين بهذا الشكل؛ فهذه مسئولية جنائية تقع على مَن يدير البلاد في الوقت الحالي". وأوضح: "السلطة الحاكمة في الوقت الحالي تسبّبت في تدهور الوضع الأمني بالسماح لبقايا نظام مبارك بالوجود على الساحة، والإبقاء على جنرالات حبيب العادلي -وزير الداخلية السابق- داخل الوزارة". التفريق بين حكم العسكر وموقف الشعب من الجيش ورفض القيادي السابق بالإخوان الربط بين حكم العسكر وموقف الشعب من الجيش، موضّحا: "الشعب أعلن رفضه بشكل قاطع حكم العسكر الذي استمرّ ل60 عاما، لكنه في نفس الوقت يحترم جيشه ويُقدّره جيّدا، وهو ما تجلّى بوضوح لحظة نزول الجيش للشارع عقب الثورة واستقبال المواطنين له بالورود". وأبدى المرشح للرئاسة ثقة كبيرة في تسيلم السلطة للمدنين من قِبل المجلس العسكري، لكنه أكّد على حقّ المواطنين في إظهار قلقهم حيال ذلك؛ خاصة بعد ترشّح رموز نظام مبارك الذين كان لديهم قدر كبير من "البجاحة" في إعلان ترشّحهم، وفقا لرأيه. وقال أبو الفتوح إن الشرفاء هم مَن يهتفون ضد العسكر، حينما ردّد مؤيديه هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر".
أبو الفتوح: سأطهّر الداخلية هيكلة وزارة الداخلية يُؤمن أبو الفتوح بضرورة تطهير وزارة الداخلية من رجال حبيب العادلي الفاسدين، مؤكّدا أنه أعدّ مشروعا لهيكلتها. وقال عبد المنعم: "بعض ضباط الشرطة أكّدوا لي أن قيادات الوزارة يأمرونهم بعدم النزول لتأدية واجبهم حال أتت لهم بلاغات بوجود اعتداءات في بعض الأماكن". وأوضح: "سأقوم بإخراج رجال حبيب العادلي من الوزارة، كما أنني سأُعيد اللواءات الذين تمّ إحالتهم للمعاش في سنّ مبكر؛ بسبب وطنيتهم ونزاهتهم، بالإضافة إلى إعداد لائحة جديدة لمرتبات الضباط والأفراد حتى لا يضطرو للسرقة من الشعب". أسباب خروجه من الإخوان وأوضح أبو الفتوح: "استقالتي من جماعة الإخوان جاءت لرغبتي في خدمة مصر وأنا مستقل؛ خاصة أن المصريين لا يُحبّذون فكرة تولّي رئيس من حزب أو جماعة، بل يفضلون أن يكون مستقلا". وأضاف: "خروجي من الجماعة من أجل خدمة مصر وليس تمثيلية كما وصفها البعض، وأنني متواطئ مع الجماعة". وطالب أبو الفتوح جماعة الإخوان بتقنين وضعها، والدخول تحت مظلة القانون والرقابة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الجماعة لو رفضت ذلك سيكون القانون هو الحاكم بينها وبين الحكومة. ونصح المرشح للرئاسة الشباب المصري بعدم الانضمام لأي حزب أو جمعية غير قانونية، مشيرا إلى أن بعد ثورة يناير الوضع مختلف تماما عما كان قبلها.
أبو الفتوج: لا يُهمّني تشابه مشروعي مع أحد تحالفه مع حمدين صباحي ونفى العضو السابق بجماعة الإخوان أن يكون قد تسبّب في تعطيل تحالفه مع حمدين صباحي؛ بحيث يكون هو نائبا له، مشيرا إلى أن حملته رفضت توزيع المناصب. واستفاض: "عُرِض على الحملة بعض المشاريع من هذا القبيل، لكنها رأت أنه لا يصحّ توزيع المناصب، ويجب عليها السير في تنفيذ المشروع الوطني التي حدّدت له منذ البداية". عمرو موسى أوْلَى بالشياخة وأكّد أبو الفتوح أن عمرو موسى -المرشح للرئاسة- هو الأوْلَى بالشياخة إذا كان يصفه بالشيخ "أي أبو الفتوح" بسبب السن، مشيرا إلى أن موسى يكبره ب16 عاما. ورفض أن يكون تلقيب موسه له ب"الشيخ" سخرية منه، مشيرا إلى أن موسى لا تصدر منه هذه الأفعال. معايير اختيار النائب وكشف المرشح للرئاسة عن عدم امتناعه في اختيار نائب مسيحي له، مشيرا إلى أن الكفاءة هي التي ستُحدّد من هو النائب. وأضاف: "المحظور الوحيد عندي في اختيار النائب هو أن يكون من الفلول". تشابه مشروعه مع مشروع النهضة للشاطر وفي هذه النقطة، قال القيادي السابق بالإخوان: "لا يُهمّني أن يتشابه مشروعي مع أي مشروع آخر؛ فكل همّي هو عمل مشروع للوطن من قناعتي يكون قادرا على حل مشكلات البلد وقيادتها للقمة".