أودّ أن أشكركم على هذا الموقع الرائع.. لي مشكلة كبيرة؛ فأنا عندي طفلة ثلاث سنوات لا تتكلم بوضوح، وكل ما أضربها على كلمات بسرعة تنساها، وهي مرّت بتشنجات حرارية، وأعطاها الدكتور دواء؛ لعدم حدوث التشنجات مرة أخرى.
أنا خايفة عليها بس هي بتفهم كلامي، وتضع الحاجات في أماكنها، وبتحب ترقص، وحركتها كتيرة، وبتقول بابا وماما وأسماء إخواتها وخالها وبعض الكلمات، وكمان باضربها على الحمام، ولا تستطيع قول حمام، جزاكم الله الخير.. وأفيدوني أفادكم الله.
bira
سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نحن نتكلم الآن عن طفلة تبلغ من العمر ثلاثة سنوات؛ لذا دعينا نتكلم أولا بشكل موجز عن التطور اللغوي في هذه المرحلة العمرية.. ففي هذا السن: 1- يبدأ الطفل في فهم التشابه والاختلاف (الفهم اللغوي).
2- يستطيع من الناحية التعبيرية أن يُعبّر عن المؤنث والمذكر في كلامه، وكذلك تبدأ قدرته في التعبير بصيغة الجمع.
3- كما يمكن أن يبدأ الطفل في تكوين جمل معقدة؛ ونظرا لازدياد الحصيلة اللغوية في هذا السن؛ فقد يظهر التلعثم لأن الحصيلة اللغوية أصبحت تفوق نمو العضلات والأعصاب الخاصة بالنطق.. مع العلم أن هناك تفاوتا وفروقا فردية في نمو اللغة في الأطفال.
لذا بالنسبة لطفلتك فاستمرار الكلام غير المفهوم قد يختفي من تلقاء نفسه أو يحتاج لتدخل؛ خاصة لأن سيادتك ذكرتِ نسيان الطفلة لما تتعلمه من كلمات؛ حيث إن نسيان الكلمات المكتسبة عادة ما يحدث مع ما نسميه "اضطراب اللغة التعبيرية الارتقائي"؛ وهو اضطراب وراثي خَلْقِي يبدأ بتأخر نمو اللغة، ونسيان الكلمات التي يتم تعليمها، ومع التطور العمري يبدأ ظهور المشكلة في شكل تأخر في الذاكرة اللفظية، وذاكرة الجُمل، والقدرة على التعبير المنطوق، أو التعبير في الكتابة فيما بعد.
حقيقة ليس بالضرورة أن نجد كل ذلك فيما بعد، وقد تتطور اللغة من تلقاء نفسها؛ خاصة مع نسبة الذكاء الطبيعية؛ لكن نحن لا نفضل الانتظار بل نبدأ بالتدخل المبكر؛ حتى لا يترك تأخر اللغة أثرا نفسيا على الطفلة عند التحاقها برياض الأطفال، أو أثرا على الجانب الأكاديمي فيما يخصّ تعلم القراءة والكتابة.
لذا ماذا يجب أن تفعليه الآن: أولا: التوجه لأحد مراكز التخاطب مثل وحدة التخاطب بكلية الطب عين شمس أو معهد السمع والكلام؛ حيث تتوفر كل الفحوصات التي يحتاج لها الطفل بإذن الله.
وأقصد بذلك أن الطفلة تحتاج لما يلي لتقييم الحالة: 1- اختبار ذكاء. 2- اختبار اللغة والنطق. 3- مقياس السمع. ثانيا: سيتم وضع برنامج لإنماء اللغة يحتوي على جلسات التخاطب وتنمية المهارات، بالإضافة لجلسات إرشادية لسيادتك؛ لأن الأسرة عليها دور كبير في علاج حالات تأخر اللغة.
وفيما يلي بعض الإرشادات التي يجب أن تتبعها لمساعدة الطفلة: 1-كلما نظرت الطفلة إلى شيء أو أمسكت به فعليك أن تقولي لها الاسم أكثر من مرة؛ مثل: (طعام - ملابس- أشخاص- لعب).
5-عندما تُعبّر الطفلة عن شيء بإشارة معينة؛ عليك بتكرار الإشارة مع نطق الكلمة المناسبة معها.
6-الإكثار من الأغنيات ومصاحبة كلماتها بحركات.
7-تعليم أجزاء الجسم، والأثاث، والخضروات، والفاكهة، والحيوانات؛ وذلك بالاستعانة بكتب مصورة، وكذلك الأقراص المضغوطة التي تحتوي على صور، وكذلك يصاحبها نطق الكلمات.
8-أذكرك بأنك لا بد أن تكوني أنتِ ووالدها على قدر عالٍ من الصبر والهدوء، واحذري أن يتسرب إليك اليأس أو الإحباط، كلما لاحظت أن التقدم بطيء؛ فتطور اللغة يحتاج لوقت وصبر ونحمد الله أنها تفهم؛ فلا أعتقد أن هناك مشكلة عضوية بإذن الله.
حتى ما ذكرت من وجود تشنجات حرارية لا يتسبب بالضرورة في حالتها؛ لكن أرجو متابعة موضوع التشنجات وتطورها مع طبيب المخ والأعصاب المتخصص في علاج الأطفال.. وفقك الله وبارك لك في ابنتك.