البعض يراها "امرأة بميت راجل" والبعض الآخر يراها المرأة التي تتجرأ على منازلة الرجال ويرى مجرد فكرة ترشحها للرئاسة غير جائز شرعا، وهي ترى نفسها "صحفية وأم ومرشحة للانتخابات الرئاسية" أو هكذا اختارت أن تعرف نفسها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. بثينة عادل علي كامل إعلامية وناشطة سياسية، ولدت في 18 إبريل 1962 في محافظة القاهرة وتخرجت في جامعة القاهرة عام 1983 التي انتخبت أثناء دراستها فيها كعضو اتحاد طلبة، وبعد عام من التخرج تمّ تعيين بثينة في الجهاز المركزي للمحاسبات، ثم بعد ذلك تمّ تعيينها في اتحاد الإذاعة والتليفزيون حتى غادرته في عام 2006 لتكتب في الصحافة وكناشطة في مجال حقوق الإنسان.
عرفت بثينة كامل كإعلامية مشاغبة؛ فبعد انسحابها من قراءة النشرات بسبب ما اعتبرته حاله تناقض فاضحه بين ما تقرأه وبين الواقع؛ انزوت خلف ميكروفون الإذاعة لتقدم برنامجها الشهير "اعترافات ليلية"، كان برنامجها يُذاع على البرنامج العام في وقت متأخر جدا من الليل، ورغم ذلك كان دائما محور كثير من الأحاديث في اليوم التالي في المواصلات وبين موظفي المصالح الحكومية فلقد حظي بالعديد من المتابعين؛ نظرا لجرأته وتقديمه لمشكلات حساسة للمستمعين على لسانهم عبر الهاتف أو في رسائل وخلال البرنامج تمّ مناقشة العديد من الموضوعات التي كان يتم في الغالب التعتيم عليها من الإعلام المصري كالشذوذ والسحر وزنا المحارم حتى تمّ إيقاف البرنامج بعد 6 سنوات وبعد أن سجّل أعلى معدلات الاستماع في تاريخ الإذاعة المصرية.
في السنوات الأخيرة زاد نشاطها في المجال السياسي والصحفي فكانت واحدة من مؤسسي حركة "شايفنكم" والتي اهتمت في المقام الأول بمراقبة الانتخابات والأداء الحكومي، وقامت بثينة في ذلك الوقت أيضا بكتابة بعض المقالات للصحف الورقية المستقلة.
أثناء الثورة ظهرت كشخصية عامة ومعروفة في ميدان التحرير وبدأت العمل بقناة الأوربت وقدمت برنامج "أرجوك افهمني" حتى تمّ إيقافه بسبب محاولاتها تقديم حلقة عن ثروة عائلة مبارك فطلب منها ملاك القناة بالالتزام بالموضوعات الاجتماعية وعدم التطرق للسياسة؛ ولكنها قدّمت استقالتها وأسست منظمة "مصريون ضد الفساد" وعادت إلى التليفزيون ولكن تمّ إيقافها عن العمل بعد عودتها بأسابيع قليلة، فتفاجئ بثينة كامل الجميع بقرارها الترشح لرئاسة الجمهورية ويكون أول من يفاجئه هذا القرار هو زوجها السابق وأبو ابنتها الوحيدة عماد أبو غازي والذي كان قد تمّ اختياره كوزير إعلام في حكومة عصام شرف وبسبب ترشحها ووقفها عن العمل في أثناء توليه وزارة الإعلام وربما لأسباب أخرى يتم الطلاق؛ لتتزوج بعدها بفترة قصيرة من المستشار أشرف البارودي والذي كان أيضا أحد الشخصيات البارزة في ميدان التحرير والذي ورد اسمه العديد من المرات ضمن حكومة الإنقاذ الوطنية المقترحة بالميدان.
مسرحية بس ليه لاء!! بثينة كامل في فيديو التعريف بها كمرشحة للرئاسة تقول: "أيوه مسرحية هزلية.. الانتخابات الرئاسية.. طبخة حمضانة.. ومع ذلك هافضل مستمرة وهاطلب منكم أنكم تعملوا لي توكيلات علشان تفضل الثورة قاعدة لهم في كل مكان، قاعدة علشان تفضحهم، قاعدة علشان تكشف تزويرهم، وحلمي إن كل المرشحين الثوريين في لحظة ما يعلنوا لكل اللي عملوا لهم توكيلات إن دي انتخابات مزورة ويا اللي عملتوا لنا توكيلات يلا انزلوا الميدان ونكمل ثورتنا".
ترى بثينة كامل أغلب مرشحيها والمتضامنين معها من شباب الثوار الذين وقفت بجانبهم في اعتصاماتهم وساندتهم كشخصية مصرية عامة ومرموقة في وقفاتهم الاحتجاجية، وترى ترشيحها لنفسها ليس من أجل النجاح في الحقيقة بقدر ما هو رمز لاستمرار الثورة ونوع من التمرد على الثوابت لصالح المتمردين والثوار الذين تنتمي لهم، على طريقة ست البيت تقول: "أنا قاعدة على قلبكوا" وكما تصف نفسها بأنها "تفكر بطريقة الست المصرية وبحسابات امرأة تخشى كثيرا على مصروف البيت والاقتصاد في النفقات" وهذا من مقال لها بعنوان "مقلب أمريكاني" تضع برنامجا انتخابيا أولوياته هي الأجور والاقتصاد والصحة.
ولكن جزءا كبيرا من الشعب المصري لا زال يؤمن كما تقول أغنية "مطلوب زعيم" بأن مصر تحتاج "دكر" في انحياز واضح لوجوب القيادة الذكورية للمجتمع.
فيبدو أن بثينة كامل لم تستطع حتى كسب ثقة النساء المصريات والذين يمثلون نسبة لا بأس بها من الشريحة الانتخابية كمرشحة للمرأة، فهي كذلك لم تلعب على هذا الوتر كمكسب لنساء مصر أن يكون لهن رئيسة جمهورية من نفس جنسهن؛ ولكنها اتجهت أكثر إلى الأقاليم، ولقضايا البسطاء والمطحونين والحالمين من شباب الثوار وكأنها لا زالت رغم السنوات تخاطب مستمعي برنامج اعترافات ليلية.
والحقيقة أنه بالنظر إلى شخصية بثينة كامل وإلى حصادها خلال سنوات عمرها التي تعدت الخمسين فلن نجد إنجازا حقيقيا يُذكر سوى عدد متابعي برنامجها الإذاعي وهذا في حد ذاته لا يؤهلها لرئاسة الجمهورية، فرغم نضالها الحقوقي وشخصيتها القوية ونصرتها للحق، فهي في النهاية مجرد مذيعة بلا بطولات أو إنجازات كبيرة، والقيادة في الغالب تحتاج إلى علم وخبرة وبثينة كامل بخبرتها الضئيلة كإعلامية وشهادتها الوحيدة تفتقد إلى الاثنين.
يبقى لها تحديها الرجال كأنثى ومرشحة ليبرالية، في بلد أسفرت أول انتخابات ديمقراطية فيه عن صعود الإسلاميين وتفوقهم كأغلبية في مجلس الشعب، هو الميزة الوحيدة لها ولكنها رغم ذلك لا تستغلها جيدا، فتترك نفسها أحيانا ليتحكم فيها الانفعال أثناء الاجتماعات واللقاءات التليفزيونية فتبدو متطرفة أو تضع أسباب لتشجعك على انتخابها أقرب إلى الأماني والأحلام لا تستند إلى خطوات عملية وكأن قرار ترشحها قرار نابع من القلب لا العقل، على أية حال صوت العقل يقول الآن أن بثينة كامل يلزمها تخطي تحدي جمع 30 ألف توكيل لتكمل سباق الترشح للرئاسة، فهل سيفوق عدد الحالمين المؤيدين لها هذا العدد أم سيكون من الصعب عليها جمع التوكيلات.. سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة.
*************** لمعرفة آخر أخبار الحملة: *لمتابعة بثينة كامل عبر موقعها الرسمي