يرتبط في ذهن الكثيرين اسم عمرو موسى بأشهر أغاني الفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم، والتي كان بها مقطع يقول: "أنا باكره إسرائيل.. وبحب عمرو موسى وكلامه الموزون"، وهنا يكمن سر قوة موسى -المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية- وهو لسانه وكلامه الدبلوماسي في كثير من الأحيان. فالمتابع لحياة عمرو موسى قبل الثورة بسنوات سيجدها تتخلص في عالم وزارة الخارجية والدبلوماسية، ووفقا للمعلومات المتوفرة عن موسى فقد ترعرع في السلك الدبلوماسي، وظهر على الساحة بقوة، وذلك منذ حصوله على إجازة في الحقوق من جامعة القاهرة عام 1957؛ ليبدأ بعدها رحلة نجاح في الدبلوماسية، فكان ملحقًا بوزارة الخارجية العام 1958.
وفي الفترة بين 1958 و 1972 عمل بالعديد من الإدارات والبعثات المصرية، وما بين 1974 إلى 1977 عمل مستشارا لوزير الخارجية؛ حيث تدرّج في المناصب حتى تولّى حقيبة الخارجية لمدة 10 أعوام متتالية في الفترة من 1991 حتى 2001 وخلال هذه الفترة بزغ نجم موسى بصورة كبيرة في الأوساط الدبلوماسية، قبل أن يتم اختياره في مايو 2001 أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية.
وخلال 10 أعوام قضاها بين جدران الخارجية عمل جنبا إلى جنب بجوار الرئيس المخلوع حسني مبارك، حتى رشحه البعض في السنوات الأخيرة قبل ثورة 25 يناير لخلافة مبارك.
وتروي جريدة الأهرام قصة وصول موسى لمنصب وزير الخارجية بأن موسى ارتبط بصداقة قوية مع الدكتور أسامة الباز -الذي كان مستشارا سياسيا للرئيس السابق مبارك.. وهو الرجل القوي والمؤثر عند مبارك- وفي عام 1991 كان من المفترض أن يتولى السفير نبيل العربي حقيبة وزارة الخارجية، والتقى فعلا العربي بمبارك الذي كلّفه بالمسئولية شفاهة، وقال له: "أنا عندي رحلة قصيرة إلى ليبيا وانتظر يوم الإثنين سوف يرسلون لك سيارة الرئاسة لتأتي لحلف اليمين"، وعاد العربي إلى منزله وهو متأكد من أنه سوف يصبح وزيرا للخارجية.. وفي أثناء سفر مبارك إلى ليبيا كان بصحبته الدكتور الباز -الصديق المقرب لعمرو موسى- فقال الباز لمبارك: يا أفندم السفير اللي انتقد فاروق الشرع -كان وزيرا لخارجية سوريا- يعدّ من السفراء المرموقين جدا، وضحك مبارك وقال له: إيه رأيك نخليه وزير الخارجية، وأعطى مبارك تعليماته باستدعاء عمرو، حيث كان المندوب الدائم لدى الأممالمتحدة بشكل عاجل لدرجة لم يتمكّن من ارتداء ملابسه ولم يخبر زوجته بالخبر، وحلف اليمين وأصبح وزيرا، والسفير نبيل العربي لم تذهب إليه السيارة الرئاسية.
ولا يتذكر الكثير من المتابعين لمسيرة عمرو موسى أي إنجازات خلال فترة عمله بالخارجية أو أمينا عاما للجامعة العربية، سوى التصريحات الرنانة والشجب والإدانة ومحاولاته للمصالحة الفلسطينية، والتي دائما ما تنتهي بالفشل، وفي المقابل تجد الكثير من مؤيديه يرتكنون إلى ذكاء المرشح المحتمل في التعامل مع رجل الشارع البسيط.
فمنذ بدء إعلان دخوله سباق الرئاسة وهو ينطلق في أركان مصر يمينا ويسارا، ويحرّض دائما على إظهار جانبه المنحاز للمواطن الفقير الذي لا يعرف انتماءات سياسية، وهم الفئة الأكبر والتي قد تعدّ بمثابة "صمام الأمان" في الانتخابات المقبلة.
ويروّج مؤيدو موسى -الذي يبلغ من العمر 76 عامًا- فكرة حنكة مرشحهم وخبرته الطويلة في التعامل مع القضايا الحساسة والخارجية؛ بحكم عمله الطويل في وزارة الخارجية وتعامله مع عدد من الدول مثل إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة أن ملف العلاقات الخارجية "من أصعب وأهم الملفات" التي تواجهها مصر خلال المرحلة الحالية والمقبلة أيضًا.
كما أن موسى يتمتع بشخصية كاريزمية؛ فهو يتمتع بصورة ذهنية متقدة وإدراك متميز، ولديه خطاب سياسي مؤثر.
****************
" سأصوّت لمبارك".. جملة تؤرق موسى أينما ذهب سأصوّت لمبارك كانت هذه الجملة وستظل تؤرق موسى أينما ذهب، ففي كل ندوة أو مكان يذهب إليه موسى تبرز له هذه المقولة الشهيرة، فقبل الثورة بشهور أكد موسى في حديث تليفزيوني مسجّل قال فيه: "ما دام مبارك سيرشح نفسه وأنا أعرفه جيدا وأعرف طريقة إدارته للأمور سأمنح صوتي لمبارك"، وكررها عدة مرات، وبعد الثورة تغيّرت آراؤه في مبارك ونظامه، وأصبح موسى الثائر والمعارض الكبير برغم صداقته مع زكريا عزمي وفتحي سرور وصفوت الشريف ورجال أمن الدولة وغيرهم، ومع ذلك، غسل موسى يديه منهم جميعا بمنتهى العبقرية، لدرجة أن الكاتب جمال الغيطاني وصفه ب"النصّاب السياسي"، ولم يرد عمرو موسى عليه.
وعندما سُئل موسى عن أجندته السياسية للجمهورية المصرية الثانية، أجاب: "مصر في حاجة إلى إعادة بناء الجمهورية الثانية، وعنوان أجندتي هو أن نقوم على إعادة بناء مصر أولا من الدقيقة الأولى لبدء هذه الجمهورية، والرئيس القادم يجب أن يبدأ عمله بإنهاء قانون الطوارئ وطرح رؤية اقتصادية، ومراجعة كل الملفات عبر ورش عمل منذ اليوم الأول لتوليه المنصب، وإضافة إلى كل ذلك سوف أركز اهتمامي على دعم الصناعات والمشروعات الصغيرة لإنهاء أزمة البطالة".
سنوات البريق وتروي جريدة الأهرام في أحد تحقيقاتها الصحفية سنوات بريق موسى، والتي تركزت في العشر سنوات التي قضاها وزيرا للخارجية؛ حيث كوّن الرجل شعبية جارفة في الشارعين المصري والعربي, هذه الشعبية أحدثت ضجة بعد تبنّيه اتجاها استثنائيا في السياسة الخارجية المصرية انفرد به وحده، فقد بدا وكأنه الوزير المعارض في الحكومة وقتها، الذي يهاجم وينتقد بعنف لدرجة أن الصحافة الإسرائيلية قالت: "إنه عمل على تسميم الأجواء العربية ضد إسرائيل, وإنه عرقل جهود إسرائيل لتوسيع العلاقات مع العالم العربي".
وتبلورت الشعبية الطاغية للمرشح المحتمل بعد الحملة الكبرى التي شنها في منتصف التسعينيات على البرنامج النووي الإسرائيلي، كذلك بعد مواقفه من مشكلات المصريين بالخارج عندما قال إنه يفعل أي شيء ليحمي المصريين من "البهدلة"، وذلك في أثناء أزمة المصريين في خيطان بالكويت.
وكان وصف الدكتور رفعت سيد أحمد -الباحث السياسي ومدير مركز يافا للدراسات والبحوث- هو الأشد قسوة على موسى، عندما وصفه بأنه "مجرد ظاهرة صوتية"، وقال عنه: "إنه رجل يشبه الطاووس؛ فهو يقف أمام الإعلام لاعنا إسرائيل في الصباح، ويتناول العشاء في المساء مع أركان النظام السابق وشيمون بيريز والسفير الإسرائيلي وغيرهم".
وزاد في قوله: "أنا أرى السيد عمرو موسى نموذجا للفهلوة السياسية، في أدائه الوظيفي كوزير وأمين عام للجامعة العربية، فقد كان المدافع الأول عن مؤتمر شرم الشيخ الشهير, الذي عقد بمشاركة30 دولة عربية وغربية؛ لمقاومة حماس والجهاد".
ومنذ انطلاق حملات موسى الرئاسية وهو تارة يقابل بالترحاب الشديد من بعض الأهالي، ثم ما تلبث مؤتمراته أن تتحول إلى معارك مع الشباب الثائر ضد أي مظهر من مظاهر إحياء النظام القديم.
**************** ولمعرفة آخر أخبار الحملة عبر الإنترنت: * شاهد القناة الرسمية لعمرو موسى على يوتيوب * لمتابعة عمرو موسى شخصيا فيمكنك تتبعه عبر تويتر
* لمتابعة آخر أنشطة الحملة عبر فيسبوك
*شاهد لقاء عمرو موسى مع برنامج "العاشرة مساء" الذي عرض خلاله أفكاره وبرنامجه الانتخابي ****************