أولا أنا باشكر الموقع على الخبرة اللي بيديها لنا من خلال الآراء الموثوق بها في كل المجالات؛ أنا عندي مشكلة باتمنى ردكم عليها، أنا أتعرفت من حوالي سنة على زميل ليّ في العمل، أتاحت لنا الظروف العمل في فرع واحد والتعرف، وحدث فيما بينا إعجاب متبادل وميل، ثم شاءت الظروف أن يذهب كل مننا إلى الفرع الأساسي لعمله، وكنا في منتهى الحزن لهذا الفراق، وأخبرني أنه لن ينقطع عني أبدا، وأنه سيكون دائما بجانبي. وبالفعل ازدادت العلاقة بيننا حبا، وجاء اليوم الذي اعترف لي فيه بحبه، وظللنا نتحدث ونتحدث إلى أن أخبرني في يوم ما أنه يريد أن يعزمني على الغداء، ولم أعطه ردا، ولم أرفض رفضا مباشرا، وترددت.. فطلبها مرة ثانية، وقال بالنص: "أريد رؤيتك ولن أكررها ثانية"، فوافقت ولم نتحدث كثيرا، وأحسست في هذه المقابلة كأننا لم نتعامل مع بعض من قبل، أو كأننا نتعرف من جديد؛ حيث إنه كان يهرج معي باليد كثيرا، وأنا لم أقبل ذلك منه، وأبديت له ذلك، وبعد هذه المقابلة حدثت مقاطعة بيننا، واتصل بي بعد فترة طويلة يعتذر لي عن أسلوبه معي في المقابلة.
وانقطع عني فترة ثم علمت بعدها بالصدفة من أحد الزملاء إصابته بالاكتئاب، وانعزاله عن الزملاء، وعدم الحديث مع أحد.. إلى أن تحدثنا بالصدفة، فسألته عن سبب بعده عني، وعن سبب هذه الحالة التي تصيبه؛ فأجابني أنني أحسسته بوجع الضمير -على حد قوله- وأنه أحس أنه ولا حاجة، وزعل جدا من نفسه، وبيطلب مني أنه يبقى أخويا؛ لأنه ماعرفش يبقى حاجة تانية؛ فأجبته بالرفض بما أنه ماعرفش يحافظ عليّ كحبيبة لن يحافظ علي في أي مسمى آخر، وبعدنا عن بعض.. ورجعنا تاني بس دون مسميات، ولاحظت تجاوزه الشديد معي في الكلام، وكنت دائما أصده وهو لا يبالي.. إلى أن جاء الوقت الذي لم أتحمل هذا، وتركته نهائيا، ومسحت كل ما يربطني به.
فأرسل لي رسالة اعتذار يخبرني فيها عن أسفه الشديد؛ لجرح مشاعري، وعن ما تسببه لي من آلام، ثم شاءت الظروف أن نتقابل بعدها بالصدفة، وتأسف مرة أخرى.
وبعدها بيوم اتصل بي وسألني إذا كنت ارتبطت أم لا.. فأجبته بالنفي، فأخبرني أنه يريد الارتباط بي، وأحسست أنه تغير فعلا.. إلى أن حدثني مرة عن حبه الأول، وعن مدى جمال البنت التي كان يحبها، وعن المزايا التي كان يشعر بها معها، فلم أرد عليه؛ ولكن أحسست بجرح عميق في قلبي، وانقطعت عنه فترة.
وبعدها بفترة طويلة بدأنا نتحدث مرة أخرى؛ بعد رسائل اعتذار كثيرة منه.. إلى أن أخبرني في مرة أنه مصاب بلعنة حبه الأول (وهي متزوجة الآن) الذي لن يجعله يحب أي بنت ثانية إلا بصعوبة جدا، وأنها لن تتكرر، وأنه غير قادر على نسيانها؛ فلم أتحدث نهائيا.. فقط ضحكت، ونصحته أن يتكلم معها ومع زوجها؛ فغضب غضبا شديدا بسبب ضحكي، واعتبره استهزاء به، وأخبرني أنه لا يحب التهريج في هذا الموضوع نهائيا، وأنني قريبة منه وكل حاجة؛ بس مش لدرجة إني أهزر في الموضوع.. لو يناسبني الكلام ده أوك مايناسبنيش أوك.
أنا عايزة أعرف أنا أستاهل المعاملة دي، ولا أنا اللي عملت كده في نفسي؟؟! أنا كنت محتفظة بكبريائي وكرامتي؛ رغم حبي له لم أتهاون، كان المفروض أرفض الرجوع إليه نهائيا، ولا كان المفروض أبقى ملحلحة زي البنات، ومابقاش تقيلة؟؟ ولا كان المطلوب مني إيه؟!
وهو فعلا مصاب باللعنة التي أخبرني عنها، ومش هيقدر يحب غيرها.. طيب أنا كنت إيه في حياته؟؟ ولا هو بيستمتع بمضايقتي وجرحي؟!
أرجوكم تردوا عليّ.. أنا مجروحة جدا، ومش فاهمة؛ بس أنا حاسة إني مجروحة، وإني غلطانة في حق نفسي.
mooramera
هذا الشخص صديقتي العزيزة لا يستحق حتى الوقت الذي أضعته في كتابة تلك الرسالة وأنتِ تفكرين فيما تعانينه، فهو من البداية يلعب بك وبمشاعرك دون أية مراعاة ولا اهتمام، ولا حتى قدر جديّتك ورفضك لمجاراته فيما يريد.
اعذريني لو بدأت الرد عليكِ بكل هذا الانفعال؛ ولكن غيرتي عليكِ وعلى مشاعرك الرقيقة التي لا يستحقها هو، وثقتك الكبيرة فينا؛ هي ما جعلت من حقكم علينا أن نرد على مشكلاتكم بكل الأمانة والمصداقية.
واضح من البداية أنه شخص نيته غير سليمة؛ والدليل أنه لم يدخل البيت من بابه كما يقال؛ ولكن ظلّ يلعب بكِ، ويتهاون في حقك، وفي احترامه لمشاعرك، وكلما صديته يعود مرة أخرى بشكل مختلف لعله يصل معك إلى ما لم يستطع الوصول إليه سابقا.
وأكبر دليل على أنه لا يهتم بك ولا بمشاعرك؛ أنه يحادثك عن حبه الأول بامرأة متزوجة أصلا، والله أعلم إن كان كلامه من الأصل حقيقي، فالرجل عندما يقرر جديا الارتباط بفتاة لا يحب أن يتحدث معها عن الماضي؛ خاصة بعد أن انتهى نهائيا؛ لأنه يريد أن يبدأ معها صفحة جديدة.
الموضوع صدقيني لا يحتاج لكلام كثير، فأنتِ من البداية تشعرين بعدم الراحة مع هذا الشخص، ومتأكدة من عدم صدق نيته معه، وإلا ما كنتِ الآن تكتبين تلك الرسالة لنا.
والآن سأرد على سؤالك الذي سألته في آخر رسالتك: "كان المفروض أرفض الرجوع له نهائي ولا كان المفروض أبقى ملحلحة؟".
أعتقد أنك تعرفين الرد على هذا السؤال جيدا؛ ولكني سأؤكده لكِ من البداية.. كان ينبغي أن ترفضي الرجوع له نهائيا، والأمر لا يستحق إنك تكوني ملحلحة ولا حاجة، فالزواج والارتباط كله قسمة ونصيب ورزق من عند الله، والأمر لا يتطلب منك إلا أن تصوني نفسك، وتترفعين بها عن هؤلاء الأشخاص الذين لا يقدرون الجواهر الغالية أمثالك، ويظنوها أشياء رخيصة مثلما تسوّل لهم نفسهم المريضة.
وفي النهاية أريدك ألا تفكري في هذا الأمر إلا على أنه تجربة ومرّت بك مثل الكثير من التجارب التي مررتي وستمرين بها في حياتك، وعليك أن تستفيدي منها في المستقبل، وأن تتعلمي الحكم على الأشخاص منذ البداية.
ولا أريدك أن تشعري بأي جرح، ولا إنك غلطانة في حق نفسك؛ ولكن على العكس لا بد أن تشعري بالفخر وبالثقة في نفسك؛ لأنك لم تنجرفي وراء مشاعرك في طريق أنت تعلمين أنه خطأ، وتصرفت في كل المواقف التي تعرضت لها مع هذا الشخص بمنتهى الحزم والصرامة.
واعرفي جيدا أن الشخص المحترم الذي ينوي حقا الارتباط الرسمي لن يجرح مشاعرك أبدا، وسيحافظ عليكِ أكتر من نفسه؛ لأنك ستكونين شريكة حياته وأما لأولاده.
وأخيرا أتمنى لكِ التوفيق من كل قلبي؛ لأنك شخصية رقيقة ومحترمة، وتستحقين كل الخير إن شاء الله.