في واحد من المخاوف الإسرائيلية الجديدة في المنطقة من اتصال أو تفاهم عربي إيراني جديد بدأ يلوح في الأفق، أفادت شبكة ديبكا الإسرائيلية أنه في الوقت الذي يهتم فيه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بإتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، يقابل الرئيس حسني مبارك رئيس مجلس النواب الإيراني علي لاريجاني، ويخرج بعدها في جولة مكوكية إلى دول الخليج العربي. قالت الشبكة إن زيارة لاريجاني لمصر تأتي في فترة حرجة على إسرائيل خاصة في ظل الاهتمام الطاغي بقضية الجندي الإسرائيلي الأسير شاليط، حيث التقى لاريجاني بالرئيس مبارك وناقشا العديد من الملفات، مرجحة احتمال أن مصر والسعودية قد بدأتا في اتخاذ موقف مرن تجاه إيران.
و أشارت الشبكة إلى أن لاريجاني قدم اقتراحا على الرئيس مبارك من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد يقضي بضرورة التفاهم الإيراني العربي أو مع الدول العربية المعتدلة بشكل خاص، وأنه على الفور خرج مبارك في زيارة لدول الخليج العربي من بينها السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، وذلك رغم تدهور الحالة الصحية للرئيس المصري، لكنه أصر -بحسب الشبكة الإسرائيلية- على الخروج لضرورة الأمر أو لأن الاقتراح الإيراني كان مجديا، ما دفعه إلى الخروج مباشرة إلى دول الخليج العربي، في محاولة لتحسين العلاقات العربية الإيرانية، وأنه يجب التعاون العربي الإيراني في المجال النووي، خاصة وأن إيران بات لها ضلع كبير في هذا المجال، فضلا عن كسب ثقة إيران للعالم العربي حيال أى ضربة جوية إسرائيلية محتملة على البرنامج النووي الإيراني، وبأن طهران تحاول الالتفاف على العقوبات الأمريكية والغربية المحتملة بعد الانتهاء من المباحثات الأمريكيةالإيرانية غير المجدية. أوضحت الشبكة الإسرائيلية أنه للسرعة الكبيرة التي استجاب بها الرئيس مبارك للاقتراح الإيراني فإنه طار مباشرة إلى السعودية من أجل هذا التفاهم الإيراني العربي، وأنه لا يمكن لكل من الرئيس مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الاعتماد على الخيار العسكري الإسرائيلي وحده أمام إيران، لكن الشبكة أطلقت التحذيرات الشديدة اللهجة من كون الاتصالات العربية الإيرانية تأتي بمخاض استراتيجي جديد في الشرق الأوسط وهو ما تتخوف منه إسرائيل بشدة، فضلا عن أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري سيزور إيران قريبا بدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد حيث التقيا مؤخرا بالعاصمة السورية دمشق ونقل الأخير للحريري دعوة الرئيس نجاد لزيارة طهران. فهل التفاهم الإيراني العربي يُقلق إسرائيل؟ أو بصورة أخرى هل زيارة لاريجاني للقاهرة أثارت حفيظة إسرائيل؟!
ربما تكمن الإجابة في استطلاع رأي نشرته صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية الأربعاء من أن نسبة كبيرة من الشعبين المصري والسعودي يؤيدون ضرب إيران، حيث قام معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بهذا الاستطلاع وذكرته، وتبين من خلاله أن ثمة قلقا مصريا وسعوديا من البرنامج النووي الإيراني، وإنهم بذلك يؤيدون قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية أو إسرائيل بضرب إيران لأسباب سياسية وليست دينية؛ لأن البرنامج النووي الإيراني كما هو يثير حفيظة الإسرائيليين فإنه يثير حفيظة المصريين والسعوديين أيضا.. ما يعني أن التقارب الإيراني العربي الذى بدأت ملامحه تظهر مؤخرا بسبب القلق البالغ لإسرائيل!!