كشف عالم المصريات البروفيسور باري كيمب عن أن العوامل الجوية والتوسّعات المدنية تُهدّد منطقة تل العمارنة الأثرية بالتدمير في أي لحظة. وقال كيمب -في ندوة له بمكتبة الإسكندرية- أمس (الأربعاء) عقب بعثة استكشافية في تل العمارنة بمحافظة المنيا، إن الحوائط وبقايا المدينة التي تمّ العثور عليها بعد الاستكشافات في تل العمارنة أصبحت مكشوفة، وبدأت في التحلّل لتعرّضها للأحوال الجوية السيئة؛ فبالرغم من أن المدينة تقع في الصحراء الجافة؛ فإنها تتعرّض للأمطار في فصل الشتاء والرياح في فصل الصيف، وهو ما يُعرّضها لعوامل التعرية والتي تُؤثّر عليها بشدّة. وأكّد عالم المصريات أن المدينة يتمّ تدميرها بوسائل أخرى؛ من أهمها التخريب المتعمّد من قِبل الإنسان؛ حيث يقوم بعض الأفراد بعمليات سرقة في المدينة, وقام البعض بتفجير بعض المناطق بالديناميت لسرقة الآثار. وشدّد على أن تل العمارنة مهدّدة أيضا بسبب تعديات أصحاب الأراضي الزراعية المحيطة بها والتوسّع في القرى والمدن الحديثة, مشيرا إلى وجود مشكلات في هذا الشأن بين أصحاب الأراضي والمزارعين والجهات المختصة المسئولة عن حماية الآثار في تلك المنطقة. ومنطقة تل العمارنة تعدّ العاصمة الجديدة التي أنشأها الملك إخناتون، والتي لا تزال بقاياها موجودة حتى الآن، وهي تقع على بُعد 45 كم جنوب مقابر بني حسن بمحافظة المنيا، وقد بُنِيت المدينة في الأساس لخدمة الملك إخناتون، وعاش فيها ما بين 20 و 30 ألف شخص لمدة 17 عاما، قبل أن يقوم حور محب بتدميرها عقب انقلابه على إخناتون لتتحوّل بعد إخناتون لمدينة سكنية وصناعية عادية.