أكد البروفسير "باري كيمب" أستاذ علم المصريات بقسم الدراسات الشرقية بجامعة كامبردج، والمدير الميداني لبعثة الاستكشافات في تل العمارنة على أهمية الحفاظ على تل العمارنة من التدمير البطيء الذي يهددها بسبب العوامل الجوية والتوسع في المدن والقرى الحديثة والتدمير المتعمد بسبب عدم اهتمام الإنسان بقيمة هذه الآثار. وقال " كيمب " خلال الندوة التى شهدتها مكتبة الإسكندرية تحت عنوان "تل العمارنة القديمة بين الماضي والحاضر" بالتعاون مع جمعية استكشاف مصر: إن تل العمارنة تعد العاصمة الجديدة التي أنشأها الملك إخناتون، والتي ولا تزال بقاياها موجودة حتى الآن، وهي تقع على بعد خمسة وأربعين كم جنوب مقابر بني حسن بمحافظة المنيا، موضحا أن الحوائط وبقايا المدينة التي تم العثور عليها بعد الاستكشافات أصبحت مكشوفة وبدأت في التحلل لتعرضها للأحوال الجوية السيئة، فبالرغم من أن المدينة تقع في الصحراء الجافة إلا أنها تتعرض للأمطار في فصل الشتاء والرياح في فصل الصيف. وأضاف أن المدينة تتعرض لنوع آخر من التدمير، وهو التخريب المتعمد من قبل الإنسان، حيث يقوم بعض الأفراد بعمليات سرقة في المدينة، وقام البعض بتفجير بعض المناطق بالديناميت لسرقة الآثار ، بالإضافة إلى تعديات أصحاب الأراضي الزراعية المحيطة بها، والتوسع في القرى والمدن الحديثة، مشيرًا إلى وجود مشكلات في هذا الشأن بين أصحاب الأراضي والمزارعين، والجهات المختصة المسئولة عن حماية الآثار في تلك المنطقة. وشدد كيمب على ضرورة توعية الأفراد بقيمة تل العمارنة وعمليات التنقيب التي تتم فيها، موضحًا أن الاستكشافات التي تمت بداية من عام 1920 كشفت عن المخططات العمرانية التفصيلية للمدينة، وأن عمليات التنقيب التي تمت مؤخرًا كشفت عن جوانب كثيرة في حياة الأفراد الذين عاشوا في المدينة.